
لجنة برلمانية قررت إبعاد النائب عن "الجبهة الديمقراطية للسلام" عوفر كسيف لمدة شهرين بعد دعوته المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين لارتكابهم جرائم حرب
قررت لجنة برلمانية إسرائيلية، الأربعاء، إبعاد النائب عن "الجبهة الديمقراطية للسلام" عوفر كسيف عن جلسات الكنيست لمدة شهرين؛ بعد دعوته المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين لارتكابهم جرائم حرب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "قررت لجنة آداب السلوك البرلمانية إبعاد النائب عن الجبهة عوفر كسيف لمدة شهرين عن جلسات الكنيست، وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين".
وأوضحت أن القرار جاء "في أعقاب تصريحات عدة أدلى بها، ومنها مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين بزعم ارتكابهم جرائم حرب".
وأضافت: "سيبدأ سريان مفعول أمر الإبعاد مع انطلاق الدورة الشتوية للكنيست، بعد حوالي ثلاثة أشهر".
ويخرج الكنيست في إجازة صيفية نهاية يوليو/ تموز الجاري حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتعقيبا على إبعاده، قال كسيف في بيان إن "قرار لجنة السلوكيات بإبعادي مرة أخرى عن الكنيست يأتي قبل أيام قليلة من التصويت على عزل رفيقي النائب أيمن عودة".
واعتبر أن ما يحدث "جزء من حملة الملاحقة ومحاولات إسكات الأصوات التي تكشف الحقيقة حول جرائم الحرب في غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 195 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
كسيف أضاف: "هذه ديكتاتورية بامتياز تهدف إلى منعنا من رفع صوتنا من أجل ديمقراطية ومجتمع سليم نطمح إليه.. أي مجتمع متحرر، يدعو للحياة، متساوٍ، ودون قتل ودمار وموت".
وتابع: "هذا القرار الفاشي لا يمسّني أنا شخصيا، بل يمسّ بقدرة قائمتنا على العمل من أجل الجمهور، وخاصة ناخبينا والقيم التي انتُخبنا على أساسها".
واستطرد: "كما أنه يُظهر بشكل واضح كيف تحولت لجنة الأخلاقيات إلى أداة للمناكفة السياسية خدمةً لحكومة الدم، التي تهمل المخطوفين، وتضحي بالجنود وتقتل الفلسطينيين".
وأكد أن "الفاشية في إسرائيل، والإبادة الجماعية في غزة، والاحتلال والتطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة، كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها وتشكل معًا فسيفساء مرعبة لنظام إرهاب دنيء".
وبالتوازي مع حرب الإبادة في غزة صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى مقتل 993 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
كسيف زاد: "لن نستسلم أبدا ولن نصمت، سنواصل رفع صوتنا، يهودا وعربا في شراكة حقيقية، ضد جميع مجرمي الحرب".
وأردف: "كفى للإبادة الجماعية وللتطهير العرقي، (اذهبوا) لاتفاق الآن" من أجل تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وسبق أن قررت اللجنة البرلمانية ذاتها إبعاد كسيف عن الكنيست 6 أشهر في نوفمبر 2024، وعاد آنذاك إلى الكنيست في مايو/ أيار 2025.
وفي حينه قال كسيف إن قرار إبعاده عن أعمال الكنيست جاء بسبب تصريحاته "السياسية ضد الاحتلال والتطهير العرقي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية الفعلية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في غزة".
وولد كسيف في 25 ديسمبر/ كانون الأول 1964 بمدينة ريشون لتسيون (وسط)، ويحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية، ومعروف بمواقفه الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، وانتخب نائبا بالكنيست لأول مرة في 2019.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.