نازحو مخيمات شمال الضفة.. بين وجع التهجير ونداء العودة

10:3910/11/2025, Pazartesi
الأناضول
نازحو مخيمات شمال الضفة.. بين وجع التهجير ونداء العودة
نازحو مخيمات شمال الضفة.. بين وجع التهجير ونداء العودة

الأناضول التقت فلسطينيين من مخيم نور شمس بالضفة بعد قرار إسرائيل تمديد العملية العسكرية في مخيمات شمالي الضفة الغربية إلى نهاية يناير 2026 - أم علي موسى قلنسوة: تعبنا ولم نعد نحتمل حياة النزوح هذه. نعيش حالة نفسية صعبة - شكري غنام: نحن نازحون مطرودون. لا أعرف كيف أصف حالنا - دانة موسى: من الواضح أن الاحتلال يريد إبقاءنا في حالة تشتت دائمة. نعيش اليوم في بيوت ليست لنا

منذ عشرة أشهر، يعيش نازحون فلسطينيون من مخيم نور شمس للاجئين في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية، حالة من المجهول والمعاناة المستمرة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مخيمات شمال الضفة.

ويقول هؤلاء، في أحاديث منفصلة للأناضول، إنهم تشتتوا عن أسرهم وبيوتهم، ولا يقدرون على التأقلم مع حياة النزوح بعيدا عن المخيم الذي احتضنهم لعقود.

ويواجه سكان مخيمي طولكرم وجنين المجاورين الوضع ذاته في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

** عدوان مستمر

ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا على شمالي الضفة، بدأه بمخيم جنين ثم انتقل لمخيمي طولكرم ونور شمس، وأسفر عن تدمير مئات المنازل وتهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني.

وأدّت العمليات إلى هدم آلاف الوحدات السكنية وتغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية للمخيمات، من خلال شق طرق جديدة وهدم منازل على نطاق واسع.

وجاء هذا العدوان في سياق تصعيد شامل تشهده الضفة الغربية تزامن مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة على مدى عامين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأسفرت الاعتداءات في الضفة عن مقتل ما لا يقل 1069 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.

وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بدأ في 10 أكتوبر الماضي، إبادة جماعية ارتكبتها تل أبيب في غزة، وخلّفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني، وما يزيد على 170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.

** تمديد العمليات العسكرية

ونهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل، إن السلطات الإسرائيلية أبلغت الجهات الفلسطينية المختصة بتمديد عملياتها العسكرية في مخيمات شمالي الضفة الغربية حتى نهاية يناير 2026.

وقال كميل في بيان وصل الأناضول، إن "قرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بتمديد العدوان يشكل إصرارا على مواصلة هذه الجريمة بحق المخيمين والمحافظة بشكل عام، وما يجري من الاستهداف الممنهج لأبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان".

وأضاف: "هذا التمديد ما هو إلا إطالة أمد الجريمة بحق سكان المخيمين الذين تعرضوا للنزوح القسري، مع تدمير للبنية التحتية وتشريد للأهالي وما نتج من المعاناة والوضع الصعب".

ودعا "المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية للتحرك العاجل ووقف هذه الجريمة بحق محافظة طولكرم و مخيميها، والعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة وإنهاء هذا العدوان الهمجي المتواصل".

** نزوح "إداري"

تصف أم علي موسى قلنسوة، وهي نازحة من مخيم نور شمس، حالتها بـ"النزوح الإداري" — تشبيها بالاعتقال الإداري الذي يُمدد دون مبرر.

وتقول قلنسوة للأناضول: "لقد تعبنا ولم نعد نحتمل حياة النزوح هذه. نعيش حالة نفسية صعبة ولدينا أطفال وكبار في السن، والشتاء قادم، ومعه رمضان. كنا نأمل العودة في نوفمبر، لكن الاحتلال قرر تمديد العملية".

وتتابع وهي تبكي: "كل من في البيت يبكي، الأطفال والنساء وكبار السن. ألا يكفي عشرة شهور من النزوح؟".

أما شكري غنام فيقول: "نحن نازحون مطرودون. لا أعرف كيف أصف حالنا. هُجّرنا قسراً من المخيم دون وجه حق".

ويضيف للأناضول: "من حقنا العودة إلى المخيم سواء بيوتنا موجودة أو لا، يكفي هذا العذاب وهذا التشتت المؤلم".

وطالب غنام المؤسسات الحقوقية والشعبية والرسمية والدولية بالعمل بسرعة على وقف العدوان.

ويختتم حديثه بصوت متهدج يغلبه الألم: "أقف على بُعد أمتار من مخيمي ولا أستطيع الوصول إليه. المخيم دُمّر، والمنازل احترقت، والطرق فُتحت فوق أحلامنا. ماذا تبقى؟".

مطالبة بالعودة

تقول دانة موسى، وهي شابة نازحة من المخيم: "نحاول أن نفعل شيئا. نظمنا وقفة للمطالبة بالعودة إلى بيوتنا. نناشد كل المؤسسات بالتحرك العاجل لوقف هذا النزوح".

وتضيف: "لن نسكت. من الواضح أن الاحتلال يريد إبقاءنا في حالة تشتت دائمة. خرجنا قسرا ونعيش اليوم في بيوت ليست لنا، بين أناس ليسوا ناسنا. فكرة العيش خارج المخيم لسنوات أمر مخيف".

**مصير مجهول

نهاية غنام سيدة فقدت منزل أسرتها في المخيم، تقول للأناضول "دون سابق إنذار هدم المنزل الذي شيد بتعبي وتعب زوجي، هدموا أحلامنا وكل ما نملك".

وتضيف: "لم نخرج معنا من المنزل شيء، دمروا كل شيء، يسألني طفلي عن دراجته، وطفلتي عن دميتها وأغراضهم، لا أقدر أن أفعل شيء كل شيء ذهب".

لكنها تستدرك قائلة: "ومع ذلك أنا مع العودة إلى المخيم، أريد أن أذهب إلى بيتي أقف على الأنقاض أبحث بينها. أريد العيش من جديد في المخيم".

وتعيش غنام اليوم في منزل مستأجر في طولكرم، وتتساءل: "ما هو مصيرنا ومن سينظر إلينا ؟".

#الجيش الإسرائيلي
#فلسطين
#مخيمات شمالي الضفة
#نور شمس