
وزارة الخارجية قالت إن "الممارسات التعسفية تعد استفزازا وتحريضا خطيرا تجاه المسلمين وانتهاكا صارخا لحرمة المدينة المقدسة"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية
استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، الأربعاء، سفير إسرائيل لديها وأبلغته إدانتها "الشديدة" للانتهاكات ضد الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى.
جاء ذلك وفق بيان لوزارة الخارجية، أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" على موقعها الالكتروني.
والاثنين، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، رفقة أعضاء بالحكومة والكنيست (البرلمان) وأكثر من 2092 مستوطنا إسرائيليا، باحات المسجد الأقصى.
وفي هذا الإطار، قالت الخارجية الإماراتية، إنها "استدعت سفير إسرائيل (يوسي شيلي) لدى الدولة، وأبلغته إدانة دولة الإمارات الشديدة للانتهاكات والممارسات المشينة والمسيئة ضد الأشقاء الفلسطينيين التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والحي الإسلامي في المدينة القديمة".
واعتبرت أن تلك "الممارسات التعسفية تعد استفزازا وتحريضا خطيرا تجاه المسلمين، وانتهاكا صارخا لحرمة المدينة المقدسة".
وأكدت الخارجية الإماراتية، أن "الاعتداءات المتكررة من قبل المتطرفين الإسرائيليين وما يرافقها من تحريض على الكراهية والعنف، تشكل حملة متطرفة ممنهجة لا تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق فحسب، بل المجتمع الدولي بأسره، ما يؤدي إلى تصعيد التوترات في وقت يتطلب التركيز على إنهاء المأساة في قطاع غزة".
وطالبت الحكومة الاسرائيلية "بتحمل كامل المسؤولية، وإدانة الممارسات التحريضية، ومعاقبة المتسببين بها دون استثناء الوزراء والمسؤولين، واتخاذ خطوات عاجلة لمنع استغلال القدس لأجندات العنف والتطرف والتحريض".
وأوضحت أن "أي تقاعس عن ذلك يُعتبر موافقة ضمنية، ما سيعمق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار".
وكان من بين المقتحمين للمسجد الأقصى وزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست إسحاق كرويزر، الذي رفع العالم الإسرائيلي في المكان.
وجرى الاقتحام من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، تزامنا مع ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967، وفق التقويم العبري.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد مدينة القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة في 1967، ولا بضمها إليها في يوليو/ تموز 1981.
ودعت الخارجية الإماراتية، إلى "احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة والباحات المحيطة".
ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.
وفي مارس/ آذار 2013، وقع العاهل الأردني عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.
وشددت الوزارة على "رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الممارسات المخالفة للقرارات الدولية، التي تهدد بالمزيد من التصعيد، وأهمية احترام الوضع القائم للمسجد الأقصى، وتوفير الحماية الكاملة لكافة المقدسات الدينية في القدس، التي تُعتبر رمزًا للتعايش والسلام".
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.