
وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار في مقابلة مع سكاي نيوز عربية: - كمية الغاز القادمة من أذربيجان إلى سوريا تبلغ حاليا نحو 3.4 ملايين متر مكعب يوميا - نعمل على رفع هذه الكمية إلى 6 ملايين متر مكعب لتوليد 1200 ميغاواط من الكهرباء تلبي احتياجات نحو 5 ملايين أسرة سورية - تركيا تصدر حاليا 281 ميغاواط من الكهرباء إلى سوريا ونعمل لرفعها إلى 500 ميغاواط خلال أشهر - خلال الربع الأول من العام المقبل، سنصل إلى كمية صادرات كهرباء مباشرة تقدر بحوالي 900 ميغاواط إلى سوريا - أرسلنا مسودة اتفاقية جديدة إلى الجانب العراقي بخصوص نقل النفط العراقي الخام عبر تركيا - نرغب باستخدام خط أنابيب نقل النفط العراقي عبر الأراضي التركية بكامل طاقته
قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن صادرات بلاده من الكهرباء إلى سوريا ستصل إلى 900 ميغاواط بحلول الربع الأول من العام المقبل.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرا لها، بثت الخميس، وتحدث فيها بشأن أنشطة التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في تركيا، وصادرات الغاز الطبيعي والكهرباء إلى سوريا، وخط أنابيب نقل النفط العراقي عبر تركيا، وفق بيان صادر عن وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية.
وأكد بيرقدار على الأهمية الكبيرة لخدمات البنية التحتية، كالطاقة والمياه، لعودة الحياة في سوريا إلى طبيعتها، وأشار إلى النجاح في إيصال الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبورا بالأراضي التركية يوم 2 أغسطس/ آب الحالي.
ولفت في هذا الإطار إلى مشاركة صندوق قطر للتنمية في مشروع إيصال الغاز الأذربيجاني إلى سوريا، مبينا أن المشروع بدأ ضمن مسار ثنائي ثم تطور لاحقا إلى مشروع إنساني مهم متعدد الأطراف.
وذكر الوزير التركي أن كمية الغاز القادمة من أذربيجان إلى سوريا تبلغ حاليا نحو 3.4 ملايين متر مكعب يوميا، وأن خط الأنابيب الذي ينقل هذا الغاز تبلغ سعته حوالي 6 ملايين متر مكعب.
وأكد بيرقدار أن الأطراف تعمل على رفع كمية الغاز الأذربيجاني إلى سوريا إلى 6 ملايين متر مكعب، مبينا أن هذه الكمية قادرة على توليد حوالي ألف و200 ميغاواط من الكهرباء مما يلبي احتياجات نحو 5 ملايين أسرة في سوريا.
وأوضح أن تركيا تهدف إلى توفير إمدادات الغاز الطبيعي على المدى الطويل إلى سوريا لتوليد الكهرباء.
وفي 12 يوليو/ تموز الماضي، وقعت سوريا وأذربيجان مذكرة تفاهم تتضمن التعاون والتنسيق في مجالات الطاقة وتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر تركيا.
وفي 2 أغسطس، بدأت المرحلة الأولى من مشروع ضخ الغاز من أذربيجان عبر تركيا إلى الأراضي السورية بتمويل قطري، وتتضمن توريد نحو 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا، تُخصص لاستخدامها في تشغيل محطات التوليد العاملة على الغاز.
وتعاني سوريا منذ أكثر من عقد أزمة حادة في قطاع الكهرباء نتيجة الحرب التي شهدتها البلاد، ما انعكس سلبا على قطاعات الخدمات والإنتاج الصناعي والزراعي.
- تصدير الكهرباء إلى سوريا
وفيما يخص تصدير الكهرباء بشكل مباشر إلى سوريا، أوضح بيرقدار أن تركيا تصدر في الوقت الراهن 281 ميغاواط من الكهرباء إلى سوريا من خلال 8 نقاط.
وأكد أن تركيا تعمل على رفع الكمية إلى 360 ميغاواط خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا أن الهدف النهائي يتمثل بتصدير 500 ميغاواط إضافية من الكهرباء إلى سوريا في الأشهر القليلة المقبلة من خلال زيادة كمية الطاقة المصدرة من منطقة "بيره جك" (التركية الحدودية) إلى حلب السورية.
وأضاف قائلا: "هذا الربط الكهربائي يتطلب إجراء بعض الأعمال الفنية على الأراضي السورية، وبحلول الربع الأول من العام المقبل، سنتمكن من تصدير حوالي 900 ميغاواط من الكهرباء مباشرةً إلى سوريا".
كما أكد بيرقدار على ضرورة تحديث البنية التحتية النفطية السورية والاستثمار فيها.
وقال بهذا الصدد: "نعتقد أنه بمشاركتنا ومساهمة شركات النفط العالمية، يمكننا تحقيق ذلك. وبالتالي، يمكننا تلبية احتياجات الشعب السوري المستدامة من الكهرباء والبنية التحتية الأساسية".
- التفاوض حول اتفاقية جديدة لنقل النفط العراقي
وفيما يخص تصدير النفط العراقي عبر الأراضي التركية، أشار بيرقدار إلى أن سعة أنابيب نقل النفط العراقي عبر تركيا تبلغ 1.5 مليون برميل يوميا، إلا أنها لم تستخدم بكامل طاقتها منذ 50 عاما.
وأكد بيرقدار أن بلاده أبلغت الحكومة العراقية مؤخرا بأن الاتفاقية الحالية لم تعد تُلبي التوقعات ولا تُلبي احتياجات عالم الطاقة بالوقت الراهن.
وأضاف أن تركيا أرسلت مسودة اتفاقية جديدة إلى الجانب العراقي لنقل النفط، مبينا أن العراق يراجع حاليا هذه المسودة.
وشدد الوزير التركي على أن بلاده ترغب استخدام خط أنابيب نقل النفط العراقي عبر الأراضي التركية بكامل طاقته.
وأواخر يوليو/ تموز الماضي، بدأت تركيا مفاوضات مع الحكومة المركزية ببغداد للتوصل إلى اتفاقية أشمل لنقل النفط العراقي، حيث تنتهي اتفاقية خط أنابيب النفط الخام بين تركيا والعراق، السارية منذ عام 1973، في 27 يوليو 2026.
ومن المتوقع أن تتيح الاتفاقية الجديدة تعاونا ملموسا وطويل الأمد في مجالات مثل التعاون في مشاريع النفط الخام والغاز الطبيعي، وتطوير حقول الهيدروكربون، والشراكات في استثمارات البتروكيماويات والتكرير، ومشاريع توليد الكهرباء ونقلها.
يذكر أن خط أنابيب النفط الخام بين العراق وتركيا تم تشغيله وفقا للاتفاقية والبروتوكولات ذات الصلة المبرمة في 1973، والمجددة عام 2010.
- تركيا ستنقب عن الطاقة في باكستان
وأشار الوزير بيرقدار إلى أن استراتيجية تركيا في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي تركز على اغتنام الفرص الخارجية بالإضافة إلى الإنتاج المحلي.
وأعلن في هذا الإطار أن تركيا وباكستان ستوقعان قريبا اتفاقيات تنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في عدد من الحقول بباكستان.