قصف وتهجير لليوم الرابع.. حي الزيتون بغزة يواجه أعنف هجوم إسرائيلي

09:2115/08/2025, الجمعة
الأناضول
قصف وتهجير لليوم الرابع.. حي الزيتون بغزة يواجه أعنف هجوم إسرائيلي
قصف وتهجير لليوم الرابع.. حي الزيتون بغزة يواجه أعنف هجوم إسرائيلي

قصف جوي ومدفعي وعمليات نسف ممنهجة أسفرت عن مجازر وتدمير مئات المنازل وتهجير واسع للسكان بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وسط خطط إسرائيلية لإعادة احتلال القطاع بالكامل


يتعرض حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، لليوم الرابع على التوالي، لهجوم إسرائيلي واسع يترافق مع قصف جوي ومدفعي وعمليات نسف للمنازل، أسفر عن مجازر وتهجير آلاف السكان، وسط تهديدات باجتياح كامل لما تبقى من القطاع.

وعلى مدار 22 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، عانى الحي من قصف إسرائيلي مكثف جوا وبرا، دمر مساحات واسعة من مناطقه ومربعاته السكنية، فيما احتل الجيش أجزاء منه ضمن ما يسميه بـ"المناطق العازلة" الممتدة لمئات الأمتار داخل القطاع.

وتلاصق المناطق الجنوبية لحي الزيتون منطقة وادي غزة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، والتي يُمنع فيها الفلسطينيون من الاستقرار فيها أو التوجه إليها، إلا في نطاق الحصول على المساعدات الأمريكية المزعومة.

ويطلق الجيش الإسرائيلي على هذا الوادي، اسم "محور نتساريم"، وهو الذي يفصل بين شمالي وجنوبي القطاع.

وأفاد مراسل الأناضول بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في الحي تتسم بتقدّم بري متقطع وإعادة تموضع متكررة للقوات، مصحوبة بحملات قصف ليلي تستهدف المنازل والمباني متعددة الطوابق، ما أسفر عن تسويتها بالأرض، منها فوق رؤوس ساكنيها.

وتسببت العملية، بحسب تقديرات محلية، بمقتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها كانت لا تزال داخل منازلها لحظة القصف، دون سابق إنذار.

ونقل المراسل عن شهود عيان نزوح أعداد كبيرة من سكان الحي إلى مناطق وسط وغرب مدينة غزة، بينما بقي آخرون عالقين في مناطق خطرة يصعب وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إليها بسبب شدة القصف.

** تدمير الممنهج

وقال متحدث بلدية غزة حسني مهنا، للأناضول، إن حي الزيتون يمر بأسوأ أيامه منذ بداية التصعيد الجاري، جراء القصف الإسرائيلي الشديد والمتواصل، ما أدى إلى تضرر مئات المنازل وتعرض السكان لمخاطر كبيرة.

وأضاف مهنا، أن الوضع في الحي، الأكبر على مستوى مدينة غزة، "كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، مشيرًا إلى أنه يشهد نزوحا جماعيا واسعا تحت وابل القصف.

وأوضح أن "الحي يعيش تحت وطأة عمليات نسف وتدمير منهجية، حيث تتعمد قوات الاحتلال تفجير منازل بكاملها، واستخدام الروبوتات المتفجرة لاختراق الأزقة والمناطق الضيقة داخل الحي. لتطال منازل المدنيين وبنى تحتية حيوية، ما يتسبب بانهيار كتل سكنية كاملة وتحويلها إلى ركام".

وتابع: "عمليات التفجير تتم بصورة متتابعة وعنيفة، وترافقها جرافات عسكرية تقوم بتسوية ما تبقى من مبانٍ بالأرض، ما يترك وراءه مساحات واسعة مدمرة بالكامل وخالية من الحياة".

وشدد مهنا، على أن "استمرار هذه الممارسات الإسرائيلية يأتي في سياق مخططات محو وتدمير الأحياء السكنية، ما يؤكد بشكل قاطع أن ما يجري في الزيتون هو تدمير شامل، يرقى إلى مستوى جريمة حرب، وفق القانون الدولي".

والأربعاء، قال متحدث الدفاع المدني بغزة محمود بصل، للأناضول إن الجيش الإسرائيلي دمر خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 300 منزل في حي الزيتون، عبر قصف ونسف باستخدام قنابل شديدة الانفجار.

وأوضح أن الاستهداف يطال مبان مأهولة تتجاوز 5 طوابق دون أي تحذير مسبق، ويترافق مع حصار كامل للمناطق الجنوبية والشرقية من الحي، ومنع طواقم الإنقاذ من الوصول إلى الضحايا، ما فاقم المأساة الإنسانية.

**خطة إعادة الاحتلال

ويأتي العدوان الحالي والمكثف على حي الزيتون، بعد أن أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت"، الجمعة، خطة طرحها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما أثار انتقادات عالمية واحتجاجات داخلية اعتبرتها بمثابة "حكم إعدام" بحق الأسرى.

وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.

ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي وقت سابق الخميس، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء ما بين 80 ألفا و100 ألف عسكري احتياط للمشاركة في عمليته المحتملة لاحتلال مدينة غزة.

والأربعاء، صدّق زامير، على "الفكرة المركزية" لخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء.

وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة 38 سنة بين 1967 و2005، ويعيش فيه حاليا نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره منذ 18 سنة.

وأثار اعتزام إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة انتقادات رسمية وشعبية في أنحاء العالم، مع تحذيرات من مزيد من الضحايا الفلسطينيين جراء حرب الإبادة وسياسة التجويع الممنهجة.

ووفق إعلام عبري، من المتوقع أن تستمر العملية العسكرية حتى العام المقبل في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع، حيث توجد مبان شاهقة و"خلايا تابعة لحماس"، على حد قوله.

ورفضا للخطة بسبب خطرها على حياة ذويهم في غزة، تعتزم عائلات الأسرى وقتلى الجيش تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة الأحد المقبل، بمشاركة شركات وجامعات.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و776 قتيلا و154 ألفا و906 مصابين فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصا، بينهم 106 أطفال.


#الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة
#حي الزيتون
#غزة