
بعد إغراقها بعض أقسام المستشفى وخيام المراجعين ما يعرض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر
تسببت أضرار لحقت بشبكات الصرف الصحي جراء قصف إسرائيلي استهدف مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في طفح مياه الصرف داخل مجمع ناصر الطبي، الخميس، ما أغرق بعض أقسام المستشفى وخيام المراجعين، وعرض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر.
وأفاد مراسل الأناضول بأن المياه الملوثة تسربت، اليوم، إلى قسم طوارئ الباطنة الذي يرقد فيه مرضى مسنون ومصابون على أسرتهم، حيث غمرت المياه أرضيات القسم، ما اضطر الأطباء والممرضون إلى التنقل بحذر بين البرك الملوثة.
وقال رئيس قسم الباطنة في المجمع خالد أحمد، للأناضول، إنهم تفاجأوا بطفح مياه الصرف داخل القسم المزدحم بالمرضى، وبعضهم موصول بأجهزة أكسجين متنقلة.
وأوضح أن البنية التحتية المتضررة تقع في مناطق يصنفها الجيش الإسرائيلي "حمراء"، ما يحول دون الوصول إليها، ومن ثم لا تتوفر إمكانية لإصلاحها.
وأكد أن الوضع يشكل "خطرا مباشرا" على الطواقم الطبية والمرضى، الذين يتواجدون بعدد كبير في ظل الاكتظاظ الهائل الناتج عن نزوح مئات الآلاف إلى المدينة.
وأضاف: "لا نستطيع نقل المرضى إلى مكان آخر لعدم وجود بديل، كما لا يمكن نقلهم إلى أقسام أخرى في المجمع بسبب التكدس الكبير للمرضى والجرحى المنومين".
ووصف أحمد الوضع بأنه "كارثي" ويهدد بانتشار الأمراض ونقل العدوى، مناشدا المنظمات الدولية التدخل العاجل لإنقاذ الموقف، قائلا: "نطالب بحل فوري، لأننا لا نستطيع العمل في هذه الظروف الخطيرة".
وعمد الجيش الإسرائيلي منذ بدئه حرب الإبادة إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ومستشفى ناصر الطبي هو الوحيد العامل في جنوب القطاع، إذ يقدم خدماته لمئات آلاف الفلسطينيين من سكان مدينة خان يونس والنازحين إليها من جنوب وشمال القطاع.
والاثنين الماضي، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، إن معدل إشغال المستشفيات وصل إلى 200 بالمئة، فيما لا يعمل سوى 15 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة، بينها 4 مستشفيات مركزية فقط.
وذكر أن 67 مركز رعاية أولية تعمل فقط من أصل 157، أما غرف العمليات فلم يتبق سوى 40 من أصل 110.
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات حقوقية وصحية من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين خاصة المرضى والجرحى جراء العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما أنذرت وزارة الصحة بغزة عبر بيانات سابقة، من أن استمرار هذا العجز "يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية، ويعرض حياة آلاف المرضى، خصوصا المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقق".
وإلى جانب العجز الدوائي، فإن القطاع الصحي بغزة يواجه نقصا مستمرا في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و776 قتيلا و154 ألفا و906 مصابين فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصا، بينهم 106 أطفال.