
كشفت تقارير إعلامية عبرية عن حالة من القلق والانزعاج داخل البيت الأبيض إزاء السياسة العسكرية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في سوريا
كشفت تقارير إعلامية عبرية، عن حالة من القلق والانزعاج داخل البيت الأبيض إزاء السياسة العسكرية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في سوريا، وسط انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه "يتصرف كالمجنون".
ونقلت القناة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض (لم تسمه) قوله إن "نتنياهو يتصرف بجنون، ويقصف باستمرار كل ما يتحرك، ما قد يُفشل الجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سوريا والمنطقة بأسرها".
ورغم هذه المخاوف، أشار التقرير إلى أن ترامب، امتنع عن توجيه انتقادات علنية لإسرائيل، في حين لم يتضح بعد مدى مشاركته لمستشاريه تلك المخاوف.
ووفق ما نقلته القناة، فإن أحد الأسباب التي دفعت ترامب، إلى الاتصال بنتنياهو، وطلب تفسيرات، كانت تتعلق بمقتل المواطن الأمريكي من أصول فلسطينية سيف مصلط، في الضفة الغربية، إضافة إلى حادثة تفجير كنيسة في قطاع غزة، وهو ما وصفته مصادر أمريكية بأنه أثار تساؤلات واسعة بشأن السياسات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، أعرب مسؤول أمريكي آخر عن استياء متزايد داخل الإدارة الأمريكية من سلوك نتنياهو، قائلا: "يبدو أحيانا كأنه طفل لا يعرف كيف يتصرف. إصبعه دائما على الزناد".
وأكد مسؤول كبير آخر أن أجندة نتنياهو السياسية "تديره"، محذرا من أن هذا النهج "قد يكون خطأ فادحًا على المدى الطويل".
القناة العبرية، أشارت أيضا إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا فاجأت ترامب والبيت الأبيض، ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن "الرئيس لا يحب تشغيل التلفزيون ورؤية التفجيرات في بلد أعلن أنه يسعى إلى إعادة بنائه".
وبحسب المصدر ذاته، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مكالمة هاتفية مع نتنياهو ومسؤول الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، طالبًا وقف الهجمات، وهو ما وافقت عليه إسرائيل مقابل انسحاب القوات السورية من محافظة السويداء (جنوب).
وقالت القناة: "كان الرأي السائد في البيت الأبيض في الساعات والأيام التي أعقبت الهجمات الإسرائيلية في سوريا أن نتنياهو أمر بالقصف بسبب ضغوط سياسية داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية أخرى".
لكن مصادر إسرائيلية نفت ذلك، زاعمة أن القرار اتُخذ بناء على معلومات استخباراتية تشير إلى تورط القوات السورية في هجمات استهدفت الدروز.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، لم تذكر القناة اسمه، أن تل أبيب فوجئت بحدة الانتقادات الأمريكية، لافتا إلى أن ترامب، نفسه شجّع في بداية ولايته على الحفاظ على وجود إسرائيلي في أجزاء من سوريا، دون أن يبدي تحفظات على النشاطات العسكرية الإسرائيلية هناك.
من جانبه، حذّر مسؤول أمريكي آخر، بحسب القناة العبرية، من أن السياسة الحالية لإسرائيل قد تساهم في زعزعة الاستقرار في سوريا، قائلاً: "سياسة نتنياهو قد تُفضي إلى سوريا غير مستقرة، وسيدفع الدروز وإسرائيل الثمن معًا".
وتحت ذريعة "حماية الدروز"، استغلت إسرائيل الاضطرابات الأخيرة في محافظة السويداء، وصعدت عدوانها على سوريا، حيث شنت الأربعاء غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
وإثر ذلك، هاجم الرئيس السوري أحمد الشرع، إسرائيل في خطاب حمل نبرة عالية، حيث وصفها لأول مرة بالكيان، وقال إن "الكيان الإسرائيلي يسعى لاستهداف استقرار سوريا، وزرع الفتن بين أبنائها، ولا يزال الشعب السوري على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد".
كما تعهد بأنه لن يسمح بأن تكون سوريا مكانا للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها.
ومنذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري متذرعة بـ"حماية الأقلية الدرزية"، وسعت إلى فرض واقع انفصالي في المنطقة عبر شن هجمات متكررة تحت هذه الذريعة، رغم تأكيد دمشق حرصها على حقوق جميع المكونات في البلاد.