
جنوب القوقاز يشهد تنافسًا بين مشروع "ممر زنجزور" المدعوم من الولايات المتحدة ومشروع "ممر أراس" الذي تقترحه إيران. يهدف الطرفان إلى تعزيز نفوذهما الإقليمي، فيما تحتفظ أذربيجان بخيار استخدام الممرين كورقة ضغط دبلوماسية.
عاد ملف "ممر زنجزور" في جنوب القوقاز إلى الواجهة مجددًا، مدفوعًا بالضغط الدبلوماسي الأمريكي، حيث طرحت إيران على أذربيجان مقترحًا بإنشاء "ممر آراس" كبديل عن المشروع القائم، لتفتح بذلك الباب أمام منافسة بين ممرين.
وتشهد منطقة جنوب القوقاز منذ سنوات أزمة مرتبطة بممر زنجزور، غير أن الضغوط الأمريكية الأخيرة، الهادفة إلى فتح الممر لتعزيز فرص السلام بين أذربيجان وأرمينيا دفعت طهران إلى طرح بديلها الخاص. ويقضي المقترح الإيراني بإنشاء ممر يمر عبر أراضيها الشمالية، بما يحول دون أي تعديل على الحدود القائمة مع أرمينيا.
وتصف واشنطن مشروع زنجزور بأنه "مشروع سلام وازدهار"، فيما تعتبره طهران "مؤامرة جيوسياسية". ويؤكد الدبلوماسيون الأمريكيون أن فتح الممر سيمهد الطريق أمام اتفاق دائم في المنطقة، بينما تحذر إيران من أن المشروع سيؤدي إلى إنهاء حدودها الاستراتيجية مع أرمينيا ويعرضها لعزلة جيوسياسية.
في مواجهة الضغوط الأمريكية، طرحت إيران رسميًا مشروع "ممر آراس" الذي يربط بين أذربيجان وناخيتشيفان عبر أراضيها الشمالية. ويهدف هذا المشروع إلى منع أي تغييرات حدودية وفي الوقت نفسه تحقيق عوائد مالية من رسوم العبور. وأُعلن عن توقيع اتفاقات بين طهران وباكو تشمل إنشاء جسر وطريق سريع ضمن هذا المسار.
وباتت أذربيجان أمام خيارين إما مشروع "زنجزور" المدعوم من الولايات المتحدة، أو مشروع "آراس" المدعوم من إيران، مع إمكانية استخدام كليهما كورقة ضغط في المفاوضات الدبلوماسية. وبينما كان النقاش يدور سابقًا حول فتح ممر واحد في القوقاز، تشكل اليوم واقعاً جديداً يقوم على تنافس بين ممرين.