
بعد تسليمها 120 جثمانا لفلسطينيين ظهرت عليهم أثار تعذيب وتنكيل وحشي وإعدامات ميدانية، إلى وزارة الصحة في غزة عبر الصليب الأحمر
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الخميس، إلى فتح تحقيق دولي عاجل، لكشف ملابسات الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وظهرت على أجساد فلسطينيين سلمت جثامينهم إلى وزارة الصحة في غزة عبر الصليب الأحمر.
ووفق أحدث الأرقام، تسلمت وزارة الصحة في غزة جثامين 120 فلسطينيا أفرجت عنهم إسرائيل ضمن صفقة التبادل التي دخلت حيز التنفيذ الجمعة الماضية.
وعادت هذه الجثامين بدون أي تعريف بأصحابها، فيما تعمل الوزارة للتعرف عليهم بطرق بدائية.
وقال المرصد (مقره بجنيف) في بيان، إن "الحالة المروّعة التي وُجدت عليها جثامين فلسطينيين سلمتهم سلطات الجيش الإسرائيلي بعد احتجازهم خلال حرب الإبادة على قطاع غزة تظهر دلائل واضحة على تعرّض العديد منهم لجرائم تعذيب وتنكيل وحشي ومتعمّد تسببت بمعاناة شديدة".
وأشار إلى أن "عددا منهم أعدم بعد احتجازه، في انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي".
وشدد المرصد على أن "هذه المعطيات الخطيرة تفرض فتح تحقيقٍ دولي عاجل ومستقل لكشف ملابسات الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، بما يضمن إنصاف الضحايا ويكرّس مبدأ عدم الإفلات من العقاب".
ولفت إلى عدم وجود وسائل تحقق فعالية في غزة لتوثيق هويات الضحايا، وفحص ملابسات احتجازهم وتعذيبهم وقتلهم.
وطالب المرصد، بالسماح فورًا بوصول بعثات طبية شرعية ومستقلة وخبراء في الطب الشرعي والحمض النووي، والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسريع عملية التعرّف على الضحايا وتسليمهم لعائلاتهم.
وشدد على ضرورة إتاحة إجراءات طارئة لتوثيق الأدلة قبل أن تتلف، إضافة إلى تقديم دعم إنساني ونفسي لأسر الضحايا.
كما دعا المرصد الحقوقي، المحكمة الجنائية الدولية إلى توسيع نطاق تحقيقها القائم "ليشمل هذه الوقائع بوصفها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأكد على ضرورة أن "يُنظر إلى ما جرى في قطاع غزة ضمن سياقه الأوسع وهو الإبادة الجماعية".
وشدد المرصد على أن "الصمت أو الاكتفاء بالإدانة اللفظية إزاء هذه الأفعال يفرغ منظومة العدالة الدولية من مضمونها ويقوّض ثقة الضحايا بها".
وقبل سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كانت إسرائيل تحتجز 735 جثمانا فلسطينيا فيما يُعرف بـ"مقابر الأرقام"، وفق "الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين" (غير حكومية).
وبخلاف الجثامين الـ735، أشارت الحملة إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، في 16 يوليو/ تموز الماضي، يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يحتجز في معسكر سدي تيمان (سيئ الصيت جنوبي إسرائيل) نحو 1500 جثمان لفلسطينيين من غزة.
وبدعم أمريكي بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، وخلّفت 67 ألفا و967 قتيلا، و170 ألفا و179 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.