دبلوماسي ألماني: يجب طرح خطة ترامب بشأن غزة على مجلس الأمن

12:0117/10/2025, الجمعة
تحديث: 17/10/2025, الجمعة
الأناضول
دبلوماسي ألماني: يجب طرح خطة ترامب بشأن غزة على مجلس الأمن
دبلوماسي ألماني: يجب طرح خطة ترامب بشأن غزة على مجلس الأمن

ممثل ألمانيا السابق لدى فلسطين مارتن كوبلر: - الحفاظ على الضغط الدولي على إسرائيل ضروري ليس فقط لاستمرارية وقف إطلاق النار، بل أيضاً لتجاوز المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار - اعتماد خطة ترامب من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيمنحها ثِقلاً سياسياً وسلطة قانونية أكبر - خطة ترامب تركز على تبادل الأسرى ونزع سلاح حماس وإعادة إعمار غزة، وتتجاهل قضايا جوهرية غذّت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود

دعا ممثل ألمانيا السابق لدى فلسطين مارتن كوبلر إلى طرح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة على مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن اعتمادها من المجلس سيمنحها ثِقلا سياسيا وسلطة قانونية أكبر.

وفي مقابلة مع الأناضول، أكد كوبلر، الذي شغل منصب السفير الألماني في مدينة أريحا بالضفة الغربية خلال الفترة من 1994 إلى 1997، على ضرورة التركيز بشكل أكبر على ممارسة الضغط على الإسرائيليين "من أجل قبول كرامة الفلسطينيين وحريتهم، والاعتراف بدولة فلسطينية يعترف بها العديد من الدول".

وأضاف أن "الحفاظ على الضغط الدولي ضروري ليس فقط لاستمرارية وقف إطلاق النار، بل أيضا لتجاوز المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتحقيق تقدم في العملية السياسية بالقطاع مستقبلا".

وذكر أن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام واعدة، لكن نجاحها يعتمد على استمرار المشاركة الدولية.

وتابع قائلا: "المرحلة الأولى من الخطة شهدت زخما إيجابيا، وهذه العملية يجب أن تستمر، لأنه كلما كان هناك ركود، كان هناك تراجع".

وأعلن ترامب، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، توصل إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف الحرب بغزة، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف الولايات المتحدة.

ويستند الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر إلى خطة طرحها ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح "حماس".

- طرح الخطة على مجلس الأمن

ورأى الدبلوماسي الألماني كوبلر أن اعتماد خطة ترامب من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيمنحها ثِقلا سياسيا وسلطة قانونية أكبر.

وقال في هذا الصدد: "أعتقد أن من المهم جدا طرح هذه الخطة على مجلس الأمن. إنها خطة أمريكية، وبالتالي لن يستخدم الأمريكيون الفيتو ضدها، كما أن الروس والصينيين والأوروبيين أيضا لن يستخدموا الفيتو".

وأشار إلى أن مرحلة نزع السلاح (من حركة حماس) تُعد من أصعب المراحل وأكثرها تعقيدا.

واستطرد: "أعتقد أنه لا أحد يعرف بعد ما الذي سيحدث بعد إطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى. الخطوة التالية هي نزع سلاح حماس، وهذه المسألة لم تُناقش بعد، ولا أحد لديه خطة بهذا الشأن".

وحذر من تكرار أخطاء الماضي، قائلا: "من المهم اليوم عدم تكرار أخطاء اتفاق أوسلو. ومن المهم مناقشة مسألة نزع السلاح. أوسلو تركت هذه الأمور مفتوحة، وخطة ترامب أيضا تركت هذه الأمور دون حسم".

وأوضح أن خطة ترامب تركز على قضايا ملحة مثل تبادل الأسرى ونزع سلاح حماس وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، متجاهلة القضايا الجوهرية التي غذّت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود مثل الحدود والمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية والوضع في الضفة الغربية ومستقبل حل الدولتين.

وأضاف: "من أجل إحراز تقدم، يجب مناقشة هذه القضايا، لأن الفلسطينيين يريدون الأمن والحرية والكرامة، بينما الإسرائيليون يريدون الأمن والحفاظ على هوية الدولة اليهودية".

وشدد الدبلوماسي الألماني على ضرورة بدء عملية سياسية تُعالج مثل هذه القضايا الأساسية دون تأخير.

وأكد كوبلر أن هذه العملية السياسية يجب أن تُناقش بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون ضغوط.

وتابع: "يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد ويقدم الدعم ويطور أفكارا، ولكن الشعوب هي من يجب أن تتوصل إلى اتفاق. يمكننا أن نساعد ونشارك في الاجتماعات وننظمها، لكن اتخاذ القرار يجب أن يكون بيد المعنيين بالأمر".

- على ألمانيا أن تلعب دوراً أكثر فاعلية

وانتقد كوبلر تردد الحكومة الألمانية في ممارسة الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة.

وقال في هذا الصدد: "آمل أن نلعب دورا أكثر فاعلية. يُنظر إلينا داخل الاتحاد الأوروبي كعقبة تعيق أي خطوة ستُتخذ بحق إسرائيل".

وتابع "لم نشارك في فرض عقوبات على تل أبيب ولا في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء هذه الحرب غير المتكافئة والمجازر الجماعية في غزة".

وأفاد بأن الحكومة الألمانية تخطط لتنظيم مؤتمر مع مصر من أجل إعادة إعمار غزة.

وأردف: "لكن ألمانيا ومصر وحدهما لا تكفيان، لأن السنوات العشر القادمة ستتطلب 100 مليار دولار أمريكي".

وشدد على أن "إزالة الأنقاض من المناطق المدمرة وإعادة بناء المباني سيستغرق 5 سنوات. والاحتياج الأكثر إلحاحا حاليا هو إعادة بناء المستشفيات والمدارس وتوفير مياه نظيفة".

وخلال حرب الإبادة دمرت إسرائيل قطاع غزة الذي يحتاج 70 مليار دولار لإعادة إعماره، وفق تقديرات أممية.

وتقدر الجهات الحكومية في غزة وجود نحو 9500 مفقود، يعتقد أن جزءا منهم ما يزال تحت الأنقاض، وما يزال مصير آخرين مجهولا.

وقتلت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 في إبادة جماعية ارتكبتها بدعم أمريكي في غزة، نحو 67 ألفا و967 فلسطينيا، وأصابت 170 ألف و179 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، كما أزهق التجويع الممنهج أرواح 476 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.



#إسرائيل
#حماس
#غزة