في حديث والي البحر الأحم مصطفى محمد نور والسفير السوداني لدى تركيا نادر يوسف الطيب للأناضول
أعرب مسؤولون سودانيون عن تقديرهم لموقف تركيا الداعم للسودان، الذي يشهد صراعا منذ 30 شهرا وأزمة إنسانية خانقة دون أن يحظى باهتمام المجتمع الدولي.
وفي حديث للأناضول، قيم والي البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور، والسفير السوداني في تركيا نادر يوسف الطيب، وسفير تركيا لدى الخرطوم فاتح يلدز، العلاقات بين البلدين.
وأكد الوالي محمد نور، عمق العلاقات المتينة بين البلدين، والدور الفاعل لتركيا في السودان.
وأوضح أن افتتاح البنك الزراعي التشاركي في مدينة بورتسودان (شمال شرق) سيسهل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى تعزيز الرحلات الجوية بين البلدين مع إطلاق الخطوط التركية رحلاتها إلى بورتسودان.
وأشار محمد نور، إلى أن تركيا كانت سباقة إلى مد يد العون للمتضررين من الكارثة الإنسانية التي سببها انهيار سد العام الماضي.
وذكر أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" أنشأت وحدة لحديثي الولادة في مستشفى بورتسودان، وأخرى في مستشفى سواكن (مدينة ساحلية/ شمال شرق)، كما قامت بترميم مبان تاريخية في جزيرة سواكن.
بدوره، قال السفير السوداني لدى أنقرة، إن موقف تركيا تجاه السودان كان قويا وواضحا للغاية خلال فترة الحرب، وأظهرت أنقرة دعمها بوضوح للحكومة الشرعية في السودان.
وأضاف السفير يوسف الطيب، أن اللقاءات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تُجسّد بوضوح التشاور والتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين.
وأكد دعم تركيا المتواصل للسودان على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى محاولات الرئيس أردوغان للتوسط بين السودان والإمارات.
وأشار يوسف الطيب، إلى أن مبادرات تركيا تُبرز متابعتها الدقيقة للتطورات في السودان، وفهمها العميق لديناميكيات الحرب، وعزمها على إنهاء الصراع.
وذكر أن تركيا تواصل تقديم المساعدات الإنسانية والعلاج المجاني والمنح الدراسية للسودانيين.
ولفت السفير، إلى أن ذلك يظهر عزم تركيا الحفاظ على علاقاتها مع السودان.
- روابط الأخوة بيننا تعزز بشكل أكبر
وقال السفير التركي لدى الخرطوم فاتح يلدز، إن الصراع الداخلي في السودان مستمر منذ 30 شهرًا.
وأكد أن تركيا وقفت بشكل حازم خلال هذه الفترة إلى جانب السودان حكومةً وشعبًا.
وأضاف يلدز: "نحن، كتركيا وشعبها، نظهر وقوفنا إلى جانب دولة السودان وشعبها من خلال خطوات ملموسة".
وذكّر بأن مؤسسات مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، وبنك "زراعات كاتيليم" (الزراعي التشاركي)، والخطوط الجوية التركية، بدأت مزاولة أنشطتها انطلاقًا من بورتسودان.
وتابع يلدز، أن "جميع هذه الخطوات قوبلت بترحيب من الحكومة السودانية ومن الناس في الشارع، وكانت بمثابة دعم معنوي كبير للشعب السوداني".
وأردف: "نحن نؤمن بأن هذه الخطوات في هذه المرحلة الصعبة زادت من قوة روابط الأخوّة التي تربطنا بالسودان والتي كانت قوية أصلًا".
ولفت السفير التركي إلى أن أربع سفن محمّلة بالمساعدات الإنسانية من تركيا وصلت إلى السودان خلال العام الماضي.
وأضاف أن بلاده أرسلت موادا لإطفاء الحرائق خلال فترة الهجمات بطائرات مسيّرة على بورتسودان، كما أرسلت مستلزمات طبية خلال فترة تفشي وباء الكوليرا.
وأكد يلدز، أن حياة كل إنسان بريء لها أهميتها، غير أن الأزمة الإنسانية في السودان بقيت في الظل دائماً مقارنة بما يجري في غزة وأوكرانيا.
وفيما يتعلق بالأوضاع في العاصمة السودانية ومرحلة إعادة الإعمار، قال السفير التركي: "لقد أتاحت لنا زيارتنا إلى الخرطوم في شهر أغسطس/ آب الماضي، رؤية حجم الدمار المادي الذي لحق بها، وهذا الحجم لا يبدو أن السودان قادر على تجاوزه بإمكاناته الذاتية أو بجهود شعبه وحده. ومن هذا المنطلق، فإن الأمر يتطلب جهدًا جماعيًا لا من تركيا فحسب، بل من جميع الفاعلين الإقليميين والمجتمع الدولي بأسره".
وأكد على ضرورة النظر إلى الوضع في السودان كقضية إنسانية بحتة، دون ربطها بأي أجندة سياسية أو مواقف تتعلق بالحكومة الحالية.
وأشار يلدز، إلى أن تركيا ستواصل القيام بدور المتحدث باسم هذا الفهم الإنساني في المجتمع الدولي، وستؤكد في كل المحافل على ضرورة أن يمنح السودان الدعم الذي يستحقه، ولا سيما في مرحلة إعادة الإعمار، من خلال تعاون وتضامن الجميع.
