
الرئيس جوزاف عون قال في بيان إنه كلما عبّر "لبنان عن انفتاحه على التفاوض أمعنت إسرائيل في عدوانها على السيادة اللبنانية"
قال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن الغارات الإسرائيلية على جنوب البلاد مساء الخميس، تعد "جريمة مكتملة الأركان".
جاء ذلك في بيان نشرته الرئاسة اللبنانية عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، وصف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بأنها "جريمة سياسية نكراء".
وصعّد الجيش الإسرائيلي عدوانه على لبنان مساء الخميس، وشن سلسلة غارات على عدة بلدات جنوبية، عقب إنذاره المواطنين بالإخلاء في أوسع إنذار منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
كما قتل شخص وأصيب 8 آخرون بغارة إسرائيلية صباح اليوم على قضاء صور جنوبي لبنان، بمنطقة مفتوحة في حي الوادي.
وقال عون إن "ما قامت به إسرائيل اليوم في جنوب لبنان يعد جريمة مكتملة الأركان وفقا لأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين وترويعهم وإجبارهم على النزوح من ديارهم".
وأضاف: "كما يعد جريمة سياسية نكراء، فكلما عبر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل أمعنت في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتمادت في خرقها لالتزاماتها".
والقرار 1701 صدر عن مجلس الأمن الدولي عام 2006 بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وتابع بيان الرئيس اللبناني: "مر قرابة العام منذ دخل وقف إطلاق النار حيز النفاذ وخلال تلك الفترة لم تدخر إسرائيل جهدا لإظهار رفضها لأي تسوية تفاوضية بين البلدين"، وأردف قائلا: "وصلت رسالتكم".
وتزامنت الغارات الإسرائيلية اليوم مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على أفراد قالت إنهم سهّلوا تحويل عشرات ملايين الدولارات من إيران إلى "حزب الله" بالعام 2025.
ووفق إعلام عبري نقلا عن مصادر عسكرية، فإن الهدف من التصعيد هو "تمكين تل أبيب من تحقيق غايتها تجريد حزب الله من سلاحه".
والشهر الماضي، حذر الرئيس اللبناني جوزاف عون من نقل تل أبيب نار غزة إلى لبنان، وأمر للمرة الأولى جيش بلاده بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي المحررة جنوبي البلاد، وذلك ردا على تنفيذ إسرائيل غارات مكثفة على الجنوب.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم اتهم، قبل أيام، الولايات المتحدة بالسعي إلى توسعة العدوان الإسرائيلي على لبنان، معتبرا إياها "وسيطا غير نزيه".
وأكد قاسم في أكثر من مناسبة رفض تسليم سلاح "حزب الله"، ورهن ذلك بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإيقاف عدوانها، والإفراج عن الأسرى، وبدء إعادة الإعمار.
وفي أكتوبر 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
كما خرقت اتفاق وقف إطلاق النار، الساري مع "حزب الله"، منذ نوفمبر 2024، أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.






