
إسراء جعابيص، تروي للأناضول عن كتابها ومعاناتها بسجون إسرائيل: - تسمية "موجوعة" كانت الجواب الذي وجهته لخالتي في المحكمة عندما سألتني عن أحوالي - بسبب كلمة "موجوعة" حرمت من الزيارة ومن الكثير من حقوقي في السجن لمدة شهر - أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية زادت سوءا بعد "طوفان الأقصى" - أشكر الشعب التركي لوقوفه إلى جانب فلسطين وأدعو لمواصلة الفعاليات من أجل فلسطين
في كتابها "موجوعة"، توثق المحررة الفلسطينية إسراء جعابيص معاناتها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتُسلط من خلاله الضوء على الانتهاكات الجسدية والنفسية التي عانتها في الأسر طوال 8 سنوات.
وفي حديثها لمراسل الأناضول أعربت جعابيص التي تزور مدينة إسطنبول التركية، عن سعادتها البالغة لتحررها من الأسر ولوجودها بجانب أشقائها الأتراك.
وأفرج عن جعابيص في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في إطار الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل خلال هدنة إنسانية في قطاع غزة لمدة 6 أيام.
"موجوعة"
وعن سبب اختيارها عنوان الكتاب "موجوعة"، قالت: "الكلمة كان لها تأثير كبير، وموجوعة كان الجواب الذي وجهته لخالتي في المحكمة عندما سألتني عن أحوالي".
وأشارت إلى أنّ الكتاب يعد من "أدب السجون"، وأنها بسبب كلمة "موجوعة" حرمت من الزيارة ومن الكثير من حقوقها في السجن لمدة شهر.
وقالت: "الكتاب يتناول الإهمال الطبي والتأخير المتعمد في إعطاء العلاج والعقوبات المتتالية التي تفرض على الأسرى لزيادة معاناتهم والضغط النفسي عليهم".
ويروي الكتاب - بحسب جعابيص - تفاصيل عن حالتها الصحية أثناء الأسر، وكذلك يتضمن رسومات تشرح حالتها.
وأردفت قائلةً: "هذه الرسومات رسمتها من أجل أن أعلم (أفراد) عائلتي عن وضعي الصحي، لأنهم كانوا ممنوعين من زيارتي".
كما يتضمن الكتاب خواطر وقصائد ورسائل كانت ترسلها لعائلتها، وأيضا رسومات للأطفال وكذلك تفاصيل لبعض ما أتقنته من أشغال يدوية في الأسر.
عن اللحظات الأولى للقاء ابنها بعد التحرير قالت جعابيص: "لا أتذكر الكلمات التي قلتها لابني عند لقائي به بسبب عواطفي في تلك اللحظات، إلا أنني احتضنته بقوة وحضنت كل أفراد عائلتي".
المعاناة زادت بعد "طوفان الأقصى"
وأشارت المحررة الفلسطينية إلى أنّ أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية زادت سوءا بعد "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مبينةً أن مصلحة السجون ضاعفت من الانتهاكات والإهمال الطبي وتأخير إعطاء العلاج وغياب الأدوية.
وقالت: "بعد عملية طوفان الأقصى انتزعت الكثير من الحقوق من يد الأسرى الفلسطينيين، ومنها مصادرة الكتب، ألقوا بها في القمامة ومنعوا التعليم".
وسلطت السيدة إسراء الضوء على سوء الأوضاع في سجون العزل الانفرادي، حيث يقضي الأسير العديد من السنوات.
وتابعت بهذا الخصوص: "شاهدنا كيف خرج الأسير الشاب أحمد مناصرة (اعتقلته إسرائيل طفلاً في سن 13 عاما وأفرجت عنه شاباً بعدما حبسته نحو 9 سنوات ونصف)، خرج فاقدا عقله".
** حرية فلسطين تبدأ بتحرير الذات
وبشأن مفهومها للحرية والتحرير، أكدت جعابيص أنهما مرهونان بتحرير الرجل الفلسطيني لنفسه من الانغلاق في التفكير وتحرير الآخرين من التبعية.
ووجهت دعوة للشعب الفلسطيني شددت فيها على ضرورة تحرير كافة الأسرى لتخليصهم من المعاناة التي يعيشونها، لا سيما الأمراض الجسدية و ما أسمته "بأمراض السجون" التي لها تبعات خطيرة على نفسية الأسير.
كما وجهت رسالة للأسيرات الفلسطينيات دعتهنّ من خلالها إلى الصبر والصمود حتى التحرير والاجتهاد في حفظ القرآن الكريم.
وأكدت جعابيص أنّ الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة.
واتهمت السيدة إسراء إسرائيل بالعمل على زعزعة أساسات المسجد الأقصى بالحفر أسفله، بحيث ينهار جراء أي زلزال خفيف وبناء هيكلهم المزعوم مكانه.
وقدمت جعابيص شكرها للشعب التركي لوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعت لمواصلة تنظيم الفعاليات من أجل دعم فلسطين.
وأعربت المحررة الفلسطينية عن رغبتها في استكمال تلقيها العلاج في المستشفيات التركية.
وتعرضت جعابيص لحروق متفرقة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، حيث تعطلت سيارتها قرب حاجز إسرائيلي فأطلق الجيش الإسرائيلي النار على سيارتها ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز سبب لها حروقا.
وزعمت تل أبيب حينها أن إسراء كانت تحاول قتل جندي إسرائيلي، وحكمت عليها بالسجن 11 عامًا، قبل أن تتحرر باتفاق تبادل الأسرى.






