200 قطعة أثرية تقرّب تركيا من كشف أسرار معركة "ملاذكرد"

10:0316/07/2025, Çarşamba
الأناضول
200 قطعة أثرية تقرّب تركيا من كشف أسرار معركة "ملاذكرد"
200 قطعة أثرية تقرّب تركيا من كشف أسرار معركة "ملاذكرد"

- 40 خبيرا من 12 جامعة تركية يواصلون منذ 6 سنوات البحث من أجل تحديد موقع المعركة التي خاضها السلاجقة ضد الدولة البيزنطية عام 1072 - أستاذ التاريخ بجامعة موغلا عدنان جويك: اقتربنا من تحديد الموقع الدقيق للمعركة بنسبة تصل إلى نحو 70 بالمئة


عثر باحثون أتراك على نحو 200 قطعة أثرية معدنية في منطقة يُعتقد أنها شهدت معركة ملاذكرد، التي خاضها السلطان السلجوقي ألب أرسلان عام 1071 ضد الدولة البيزنطية، وفتحت أبواب الأناضول أمام الأتراك.

هذا الكشف يأتي في إطار مشروع متواصل منذ 6 سنوات لتحديد الموقع الدقيق للمعركة في ولاية موش شرقي البلاد، حيث تجري عمليات مسح ميداني وتحقيق أثري واسع النطاق بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، وتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة موش ألب أرسلان التركية.

ويشارك في المشروع 40 خبيرًا من 12 جامعة تركية، حيث بدأت المرحلة الجديدة من الأعمال في الأول من يوليو/ تموز الجاري، بهدف تحديد الموقع الدقيق للمعركة التي تعدّ من أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي.

ووقعت معركة ملاذكرد في 26 أغسطس/ آب 1071، وتمكن فيها السلطان السلجوقي ألب أرسلان من هزيمة الجيش البيزنطي بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس.

وفتح انتصار السلاجقة بقيادة ألب أرسلان الطريق أمام الأتراك للتقدم في آسيا الصغرى، التي باتت تعرف حاليا باسم تركيا، وشكل منعطفا تاريخيا في المنطقة.


تحديد موقع المعركة

وخلال المسح السطحي الجاري بين منطقتي "صابون تبه" وسهل "آيتاج"، الواقعتين على بُعد 7 كيلومترات من مركز مدينة ملاذكرد، عثر الفريق على حوالي 200 قطعة معدنية، شملت رؤوس سهام وقطعًا نقدية وخواتم وأختامًا ومسامير لحدوات الخيل.

ويرجّح القائمون على المشروع أن نسبة كبيرة من هذه القطع تعود لفرسان شاركوا في المعركة.

وقال الأستاذ عدنان جويك، عضو الهيئة التدريسية في قسم التاريخ بجامعة موغلا التركية، المستشار العلمي للمشروع، في حديث مع الأناضول، إنهم يواصلون العمل من خلال المشروع المشترك، على تحديد الموقع التاريخي للمعركة.

وأضاف: "نحاول تحديد الموقع الدقيق لمعركة ملاذكرد، التي تُعد من أهم المراحل في التاريخ التركي، والتي مهدت لبدء مسيرة استقرار الأتراك في منطقة هضبة الأناضول".

وأضاف: "نحن في عامنا السادس من هذا المشروع الذي ننفذه باستخدام أساليب متعددة بينها التطبيقات الجيوفيزيائية ضمن مساحة تقدر بنحو 150 كيلومترًا مربعًا لتضييق نطاق البحث في الاتجاه الذي نعتقد أن المعركة جرت فيه".

وتابع: "وفي هذه المرحلة ركزنا بشكل خاص على جمع القطع الأثرية المرتبطة مباشرة بتفاصيل المعركة".

وأشار جويك إلى أن منطقة صابون تبه، الواقعة على ارتفاع 1700 متر عن سطح البحر، تبرز كإحدى النقاط المهمة وفق الأدلة التي يجمعونها.

وفي 27 أغسطس/ آب 2024، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن معركة ملاذكرد كانت "الخطوة الأولى" نحو فتح إسطنبول (في 1453)، و"نقطة تحول استراتيجية مهدت الطريق لفتح القدس (في 1187)".

وأضاف أن "ملاذكرد هي انتصار المسلمين الأتراك بمشاركة الأكراد والعرب والمسلمين من الأقوام الأخرى التي اعتنقت الإسلام ضد العدو".


رؤوس السهام

وأكد أستاذ التاريخ بجامعة موغلا، أن الفريق تمكّن، كما كان متوقعًا، من العثور على عدد كبير من القطع الأثرية، "ما يعزز صحة الموقع وفعالية المنهج المتبع".

وأضاف: "عثرنا على رؤوس سهام بأحجام ووظائف مختلفة، وهو أمر مهم للغاية لفهم طبيعة الوحدات العسكرية التي شاركت في القتال بتلك المنطقة".

ولفت جويك إلى أنهم يعملون وفق عمليات مسح سطحي وحفر تجريبي في المنطقة التي يُرجح أنها شهدت تفاصيل وتطورات معركة ملاذكرد، بناءً على محاكاة سابقة أجروها.

وذكر أنهم يُسجلون كل قطعة يتم العثور عليها في قاعدة بيانات رقمية، تتضمن الموقع الجغرافي والصور الخاصة بها.

وأضاف: "نقوم بتوثيق هذه القطع من الناحية العلمية من خلال التصوير وإعداد التقارير، ثم نخضعها لعمليات تنظيف وتسجيل وإدخالها في السجلات الرسمية، تمهيدًا لتسليمها لاحقًا إلى المتحف".

وأكد جويك أن أعمال هذا العام كانت "مثمرة للغاية"، مضيفًا: "في عامنا السادس من البحث اقتربنا من تحديد الموقع الدقيق للمعركة بنسبة تصل إلى نحو 70 بالمئة، وبات واضحًا لدينا إلى حد كبير أين دارت وقائعها ومراحلها".

ويعد الانتصار في ملاذكرد من أهم الانتصارات التي غيرت مجرى التاريخ التركي، وكانت لها تأثيرات كبيرة امتدت لقرون.

#الدولة البيزنطية
#معركة ملاذكرد
#تركيا