
وزارة الخارجية قالت إن سفير القاهرة كان ضمن الوفد، مؤكدة أنها "ترفض بشكل مطلق تلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"
طالبت مصر، مساء الأربعاء، إسرائيل بتقديم توضيحات بشأن إطلاق جيشها النار خلال زيارة أجراها وفد دبلوماسي دولي إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، شارك فيها سفير القاهرة لدى فلسطين.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان: "تدين جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الواقعة التي جرت الأربعاء خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري في رام الله".
وأضافت أن "الزيارة، التي تم تنظيمها من قبل وزارة الخارجية الفلسطينية، شهدت قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق طلقات نارية خلال تواجد الوفد في المكان".
وأكدت الخارجية أن "مصر ترفض بشكل مطلق تلك الواقعة التي تُعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"، وطالبت "الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات الحادثة".
وفي وقت سابق الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على وفد مكوّن من 35 دبلوماسياً عربيا وغربيا كانوا في زيارة إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، رغم أن الزيارة كانت منسقة معه.
وعقب الحادثة، استدعت ثلاث دول أوروبية، هي البرتغال وفرنسا وإيطاليا، سفراء إسرائيل لديها، احتجاجا على إطلاق النار تجاه الوفد الدبلوماسي في جنين.
وأكدت الدول الثلاث رفضها القاطع للحادثة، وأعلنت عزمها اتخاذ "الإجراءات الدبلوماسية المناسبة" ردا على ما جرى.
وتعد إسرائيل طرفا في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تنص على ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب جميعا.
ومحاولا تبرير هذا الانتهاك، قال الجيش الإسرائيلي، عبر إكس: "عند تنسيق دخول وفد دبلوماسي إلى جنين تم منح أعضائه مسارا معتمدا يجب اتباعه لوجودهم في منطقة قتال نشطة".
وادعى أن "الوفد انحرف عن مساره ووصل إلى منطقة ممنوع البقاء فيها، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية، ولم تقع أضرار أو إصابات".
الجيش تابع: "بعد أن اتضح أن الحديث يدور عن وفد دبلوماسي، قام قائد فرقة الضفة الغربية العميد ياكي دولف بالتحقيق في الحادثة على الفور".
وأردف أنه ستجرى قريبا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين لاطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي.
وأعرب الجيش الإسرائيلي عن "الأسف للإزعاج الذي تسببت فيه القوات".
وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن "الجيش سيعتذر للدول التي كان ممثلوها حاضرين في الجولة، بما في ذلك إسبانيا وكندا".
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة، استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّعه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد عن 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.