لافروف: قد نلجأ لأصدقائنا الأتراك لجولة مفاوضات ثانية مع أوكرانيا

14:4827/05/2025, الثلاثاء
تحديث: 27/05/2025, الثلاثاء
الأناضول
لافروف: قد نلجأ لأصدقائنا الأتراك لجولة مفاوضات ثانية مع أوكرانيا
لافروف: قد نلجأ لأصدقائنا الأتراك لجولة مفاوضات ثانية مع أوكرانيا

خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان في موسكو


قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده قد تلجأ مجددا إلى "الأصدقاء الأتراك" لرعاية جولة تفاوض ثانية مع كييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا.


جاء ذلك في تصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بالعاصمة الروسية موسكو.


واستضافت إسطنبول، الخميس والجمعة، مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين.


وأكد لافروف أن اللقاء مع الوزير فيدان كان مثمرا ومفيدا، مشيرا إلى أن الغرب يحاول وضع العراقيل للعلاقات بين روسيا وتركيا.


وذكر أن الحوار بين روسيا وتركيا مستمر، والعلاقات بين البلدين على مستوى جيد، وأعرب عن ترحيبه بتطور التعاون بين البلدين بمجال الطاقة.


وأشار إلى أن بناء محطة "آق قويو" للطاقة النووية مستمر مع تركيا، مشددا على أهمية ضمان أمن خطوط أنابيب الغاز الطبيعي "السيل التركي" و"السيل الأزرق" بما يتماشى مع "التهديدات والإجراءات الاستفزازية الأوكرانية".


وتعد "آق قويو" الجاري إنشاؤها من قبل روسيا في ولاية مرسين جنوب تركيا، أول محطة محلية للطاقة النووية، وواحدة من بين أكبر الاستثمارات في البلاد.


وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا، قال لافروف: "يشهد حجم التبادل التجاري الثنائي نموا مطردا، وقد تجاوز 52 مليار دولار العام الماضي".


وأضاف أن روسيا تدعم تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالبحر الأسود التي تم التوصل إليها خلال السنوات الثلاث الماضية.


- سوريا


لافروف أكد أن روسيا وتركيا ستواصلان جهودهما لحل المشاكل في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


وتابع: "ثمة حاجة لحوار مكثف بشأن سوريا، أكدنا التزامنا بسيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها السياسية، وشددنا على أهمية تقديم الدعم للحكومة السورية للتغلب على التحديات التي تواجهها خلال الفترة الانتقالية".


وأعرب لافروف عن ترحيب بلاده برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.


وعن العلاقات بين سوريا وروسيا، قال: "بناء على المقترح الكريم من زميلي فيدان، التقينا مع وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني في أنطاليا في أبريل/نيسان وعرضنا عليه زيارة روسيا".


- فلسطين


وفي سياق آخر، قال لافروف إن موسكو متفقة مع أنقرة حيال القضية الفلسطينية، مؤكدا أن "ما يحدث في غزة والضفة الغربية لا يمكن قبوله".


واستطرد: "يُمنع بشكل مقصود قيام الدولة الفلسطينية، كما هو منصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة. قُتل وجُرح الكثير من المدنيين، وهذا العدد في تزايد".


وأضاف: "سنواصل جهودنا مع دول المنطقة لإيجاد سبل لوقف العنف والعودة إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها. ستواصل روسيا تعاونها المكثف مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف الكارثة المستمرة".


وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.


وبالتوازي مع الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 970 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.


- ليبيا


وفي الشأن الليبي، أفاد لافروف أن "الوضع هناك يتدهور مجددا".


وأردف: "اتفقنا (مع فيدان) على مواصلة تأثيرنا على الأطراف الليبية لمنع استئناف الاشتباكات في ليبيا".


وتعاني ليبيا بين حين وآخر مشكلات أمنية وسط انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022 إذ تتصارع حكومتان على السلطة؛ الأولى حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا، ومقرها طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل.


والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب ومقرها بمدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في الجنوب.


- الأزمة الأوكرانية


وأشار لافروف إلى المفاوضات التي استضافتها تركيا وعُقدت بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول يوم 16 مايو/أيار الجاري.


وتابع: "نحن ممتنون لتركيا لرغبتها في مواصلة دعمها للمفاوضات والحل السلمي للأزمة".


وردا على سؤال أحد الصحفيين حول المفاوضات القادمة، قال لافروف إن روسيا قد تلجأ مجددا إلى "الأصدقاء الأتراك" لرعاية جولة التفاوض الثانية مع أوكرانيا.


وأكد أن "نجاح مفاوضات السلام مع أوكرانيا يرتبط بتحديد الأسباب الجذرية للأزمة والقضاء عليها".


ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤيد استمرار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لكن الدول الأوروبية "تحاول تقويض هذه العملية"، على حد قوله.


وأضاف: "تعلم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا أنها لا تمتلك القوة لمواصلة هذه الحرب، ولذلك تخشى أن تنسحب الولايات المتحدة من هذا المسار".


وأردف: "سينهي القادة الأوروبيين حياتهم السياسية بالخزي إذا انتهت الحرب، لذلك يضعون مصالحهم الأنانية فوق مصالح شعوبهم".


وشدد على ضرورة أن "تتوقف أوروبا عن تخريب عملية السلام التي لا تزال روسيا ملتزمة بها وتدعمها الولايات المتحدة وتركيا".


ونفى لافروف الادعاءات القائلة بأن الولايات المتحدة تسعى لاستبدال فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي في المفاوضات الروسية الأوكرانية.


وأردف: "نتواصل بشكل جيد مع الإدارة الأمريكية الحالية. إذا أراد الجانب الأمريكي إيصال شيء إلينا، فهم يعرفون كيف يفعلون ذلك. ميدينسكي حظي بموافقة بوتين، وليس زعيم دولة أخرى".


ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.




#تركيا
#روسيا
#سيرغي لافروف
#هاكان فيدان