
صحيفة "يسرائيل هيوم" قالت إن حشودا فلسطينية جائعة اقتحمت الموقع الذي كان يعمل به موظفون أمريكيون
قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي استدعى قوات إلى موقع توزيع مساعدات بمدينة رفح جنوب قطاع غزة عقب اقتحامه من حشود فلسطينية جائعة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر أمني لم تسمه قوله إن "حشودا من الغزيين اقتحموا نقطة توزيع المساعدات الجديدة جنوب القطاع" التي يعمل بها موظفو أمن أمريكيون.
وأضاف المصدر: "موظفو الشركة الأمريكية (مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية) أطلقوا النار في الهواء لإبعاد الغزيين وتمت استعادة السيطرة على نقطة التوزيع، وفي هذه المرحلة لم يتدخل الجيش الإسرائيلي في الأحداث".
لكن الصحيفة نقلت عن مصدر أمني لم تسمه قوله إنه جرى "استدعاء قوة من الجيش الإسرائيلي لموقع توزيع المساعدات بهدف إنقاذ موظفي الشركة الأمريكية"، وفق تعبيره.
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني إسرائيلي إن "حشدا من سكان غزة دخلوا إلى نقطة التوزيع خلافا لما هو مسموح به".
وأضاف المصدر: "تراجع الأمريكيون إلى الوراء وأطلقوا النار في الهواء للسيطرة، ولم يتم نهب أي سلع".
غير أن مصادر في الشركة الأمريكية قالت للصحيفة إن "نحو 100 شخص من سكان غزة اقتحموا مركز التوزيع في نهاية اليوم".
وأضافت المصادر: "كان السيناريو متوقعا وتم التدرب عليه من قبل القوات الأمريكية".
وتابعت: "سمحت القوة للحشود بأخذ الإمدادات اليومية المتبقية في المركز من أجل منع وقوع خسائر في الأرواح وتم خلال الحادث إطلاق النار في الهواء لتفريق الحشود".
من جانبه، قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان في تدوينة على إكس: "الفوضى في مجمع توزيع المساعدات الإنسانية في غزة هي نتيجة مباشرة لحكومة فاشلة تعد بالنظام في التوزيع، وتعرض جنودنا للخطر مرة أخرى".
وأضاف ليبرمان: "إسرائيل بحاجة إلى قيادة حقيقية".
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن آلاف الفلسطينيين الجائعين اقتحموا مركزا لتوزيع مساعدات في ما يُسمّى "المناطق العازلة" جنوب القطاع، وإن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
جاء ذلك في بيان نشره المكتب على تلغرام، أكد فيه أن "مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يُسمّى المناطق العازلة قد فشل فشلاً ذريعاً وفقاً للتقارير الميدانية ووفقاً لما أعلن عنه الإعلام العبري كذلك، بعدما اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقَطَع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً".
وشدد المكتب على أن "هذا الاندفاع انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، فيما تدخلت قوات الاحتلال بإطلاق النار وأصابت عددا من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال".
وحمّل المكتب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الانهيار الغذائي بقطاع غزة، مديناً استخدامه المساعدات "سلاح حرب وأداة ابتزاز، ومنعه دخول الإغاثة عبر المعابر والمنظمات الدولية".
وقبل اليوم، كان إدخال المساعدات إلى غزة يجري عبر ادخال شاحنات تمر عبر معبر كرم أبو سالم (جنوبا)، حيث تقوم الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بتوزيع المحتويات.
وبعيدا عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، شرعت تل أبيب الثلاثاء، عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا، بتوزيع مساعدات شحيحة في ما تُسمى "مناطق عازلة" جنوب القطاع.
وفي الإطار، ترى الأمم المتحدة، التي أعلنت رسميا رفضها التعاون مع "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية""، أنها تفتقر إلى مبادئ الحياد والنزاهة والاستقلالية، ولا تلبي الاحتياجات الشاملة لسكان القطاع.
بدوره، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، في جلسة لمجلس الأمن، خطة توزيع المساعدات التي تقوم بها تلك المنظمة بأنها "غطاء لمزيد من العنف والنزوح يجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية، ويحول المجاعة إلى ورقة مساومة".
ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة، بحسب تصريح سابق للمكتب الإعلامي الحكومي.
وهذا أيضا ما أكدته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي أشارت الأحد على منصة "إكس" إلى حاجة قطاع غزة إلى ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يوميا.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 177 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.