رغم التوترات الأمنية.. فتح سوق "الطيبة" اللبنانية يعيد البسمة للأهالي

17:0918/08/2025, Pazartesi
الأناضول
رغم التوترات الأمنية.. فتح سوق "الطيبة" اللبنانية يعيد البسمة للأهالي
رغم التوترات الأمنية.. فتح سوق "الطيبة" اللبنانية يعيد البسمة للأهالي

رئيس بلدية الطيبة، جواد أشمر للأناضول: - افتتاح السوق يعيد اللقاءات التي كانت تحصل سابقاً بين السكان، وخاصة بعد سنتين من التباعد جراء الشتات الذي حصل بسبب النزوح جراء الحرب - أجمل شيء في هذه البلدة سوق الأربعاء الذي يجعل الناس يخرجون من الضغط النفسي بائع الأدوات المنزلية، عباس شرف الدين: - إعادة فتح السوق بهذه الظروف كخطوة أولى هي فرحة كبيرة بالنسبة لي لعودة الحياة إلى بلدتي بائع العطور، جهاد شحيمي: - إسرائيل لن تخوفنا، وبكل شجاعة عدنا إلى بلدتنا، وخاصة أني منذ أكثر من سبع سنوات أشارك في السوق كبائع


بعد انقطاع دام أكثر من سنتين بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان، أعادت بلدة الطيبة الحدودية فتح سوقها الشعبي الأسبوعي لتعيد البسمة لساكنيها، وسط مشهد امتزجت فيه مشاعر الفرح والحذر، في مكان لطالما كان ملتقى للسكان.

وبلدة الطيبة هي إحدى قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية اللبنانية، وكغيرها من البلدات الحدودية تعرضت لغارات جوية وقصف مدفعي متكرر، ما دفع معظم السكان إلى النزوح، وتوقفت الأسواق والأنشطة الاقتصادية بالكامل.

افتتاح السوق مجددا يأتي وسط استمرار الغارات الإسرائيلية التي تطال قرى وبلدات بالمنطقة في خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ أواخر 2024.

ورغم الظروف الأمنية المتوترة، فتح الأهالي السوق في خطوة رمزية نحو استعادة الحياة الطبيعية، ليكون ذلك مؤشراً لعودة النشاط التجاري والاجتماعي الذي كان شبه متوقف منذ اندلاع المواجهات في أواخر 2023.

وتعود بداية الإغلاق إلى التصعيد العسكري الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث امتدّت العمليات إلى جنوب لبنان.

وعلى مدى عامين، بقي سوق الأربعاء في الطيبة، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ستة عقود، مغلقاً، بعد أن كان يشكّل ملتقى أسبوعيا للسكان للتسوق وتبادل الأخبار.

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

- عودة البسمة

رئيس بلدية الطيبة، جواد أشمر قال عقب الافتتاح للأناضول إنهم بعد انتهاء الانتخابات البلدية (مايو/ أيار الماضي) يسعون لإعادة النازحين الذين غادروا بيوتهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وأردف: "قمنا بالكثير من الإجراءات لإعادتهم. لها علاقة بإعادة الكهرباء والمياه حتى نعيد الحياة للبلدة".

وأضاف: "أجمل شيء في هذه البلدة سوق الأربعاء الذي كان يفتح أسبوعياً منذ فترة طويلة وجدنا أن إعادته وتنظيم العمل فيه تعيد الحياة للبلدة وتجعل الناس تخرج من الضغط النفسي الذي تعيش فيه".

وتابع: "افتتاح السوق يعيد اللقاءات التي كانت تحصل سابقاً بين السكان، وخاصة بعد سنتين من التباعد جراء الشتات الذي حصل بسبب النزوح جراء الحرب".

"التلاقي في السوق يعيد البسمة إلى وجوه السكان التي لم نرها منذ عامين"، يضيف المسؤول اللبناني.

وأوضح أن السوق "من تراث بلدة الطيبة، وهو جامع لكل أهل البلدة كل أربعاء منذ أكثر من 60 سنة".

وذكر أنه في الماضي لم تكن هناك محال تجارية، وإنما كان السوق هو المكان الذي يجتمع فيه الناس كل أسبوع للتبضع وشراء حاجياتهم من الخضار والملابس واللحوم.

ووفق أشمر لا يقتصر السوق على أهالي الطيبة فحسب، بل يجذب زواراً من القرى المجاورة.

وتوقع أشمر أن يزداد عدد زوار السوق في الأسابيع المقبلة، وخاصة أن البائعين الذين يعرضون بضائعهم هم من مختلف المناطق المجاورة.

وقال: "البائعون عبروا عن فرحتهم بعودتهم إلى السوق، ويعتبرونه يوماً استراتيجياً. هذا المشهد، الناس تأتي وتذهب والسيارات في السوق، لم نشاهده منذ عامين".

- إقبال خجول

بائع الأدوات المنزلية، عباس شرف الدين، عبّر عن سعادته قائلاً: "إعادة فتح السوق بهذه الظروف كخطوة أولى هي فرحة كبيرة بالنسبة لي، لعودة الحياة إلى بلدتي".

وأضاف: "عودة الحياة يجب أن تستمر، ومنازلنا يجب أن يُعاد بناؤها من جديد عبر الدولة التي تحمينا جميعاً".

"الإقبال خجول حتى اليوم لأنه اليوم الأول، لا أعرف السبب، ولكنه أفضل من عدمه. كلها بداية جيدة، ومع الأيام سيعرف الناس أنه أُعيد افتتاح السوق الشعبي"، يردف البائع.

أما بائع العطور، جهاد شحيمي فقال للأناضول: "عندما طلبت البلدية منا العودة إلى السوق، فوراً لبّينا النداء، ولن نخاف من أي شيء".

وزاد: "إسرائيل لن تخوفنا، وبكل شجاعة عدنا إلى بلدتنا، وخاصة أني منذ أكثر من سبع سنوات أشارك في السوق كبائع".

- بداية جيدة

المواطن معروف حبوش قال للأناضول من جانبه: "البداية جيدة، ولكن مع الأيام سيكون الوضع أفضل لأنه ليس كل السكان عرفوا بموضوع افتتاح السوق".

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 281 قتيلا و586 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في لبنان وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

#أطعمة خاصة
#بلدة
#تقرير
#تل أبيب
#حرب
#حزب الله
#خاص
#سوق شعبي
#لبنان