ثالث أيام مفاوضات غزة.. حضور دولي رفيع ومؤشرات إيجابية

شهد اليوم الثالث من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، في مدينة شرم الشيخ، الأربعاء، حضورا دوليا رفيعا من تركيا ومصر وقطر والولايات المتحدة، وسط تكثيف للمشاورات، وأحاديث عن "مؤشرات إيجابية".

**مشاورات مكثفة وحضور دولي رفيع

فيما قالت حركة حماس، إن انضمام تركيا وقطر إلى مصر بمفاوضات شرم الشيخ، يمنح المباحثات دفعة قوية لتحقيق نتائج إيجابية لوقف الحرب وتبادل الأسرى، ويضيق هامش المناورة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

جاء ذلك بتدوينة نشرها عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة، على تلغرام، عقب انضمام رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ورئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات المصري حسن رشاد، إلى المفاوضات.

ومنذ مساء الاثنين، تُجرى في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر مفاوضات غبر مباشرة بين إسرائيل وحماس، بشأن تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة.

وفي 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

والأربعاء، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، أن "الوسيطين المصري والقطري عقدا جلسة مشاورات مع الوفدين الأمريكي والإسرائيلي بعد الاجتماع مع حماس"، دون تفاصيل عن فحوى تلك المشاورات.

**انضام حركتي الجهاد والجبهة الشعبية

وأشارت القناة إلى أن حركتي الجهاد والجبهة الشعبية الفلسطينيتين انضمتا لوفد حركة حماس بشرم الشيخ، مبينة أنه جرت مشاورات موسعة خلال اليوم بمشاركة وفود رفيعة المستوى وذلك في جلسات صباحية وأخرى مسائية.

وأضافت القناة أن "لقاءات ‎شرم الشيخ تبحث ملف الأسرى، وضمانات عدم تكرار العدوان (الإسرائيلي) على ‎غزة، وانسحاب الاحتلال، ودخول المساعدات للقطاع".

وأوضحت أن اللقاءات تضم "رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي".

كما تضم "رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض (رون ديرمر)، والمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر"، وفق المصدر ذاته.

ونقلت القناة، عن مصادر لم تسمها، قولها إن "مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وفق اتفاق التبادل (المحتمل)".

وأشارت المصادر، إلى أن حماس، "طالبت بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة ترامب، وضمانات لعدم عودة إسرائيل للعدوان على غزة".

**أجواء إيجابية

ومساء الأربعاء، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن "هناك مؤشرات إيجابية في لقاءات شرم الشيخ بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة".

ولفتت إلى أن "حماس، أبدت مرونة كبيرة في لقاءات شرم الشيخ، وطالبت بضمانات أمنية بشأن عدم استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة مرة أخرى".

من جانبها، أعلنت حماس، الأربعاء، أنها تبادلت كشوفات بأسماء الأسرى المطلوب الإفراج عنهم ضمن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وفق بيان المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو.

**تفاؤل بالإعلام العبري

إسرائيليا؛ علت نبرة التفاؤل بالإعلام العبري، إذا قالت القناة 14 الخاصة: "تستعد إسرائيل لتوقيع المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس خلال اليومين المقبلين، أي في موعد أقصاه اليوم الخامس من المفاوضات".

وأضافت: "في حال التوقيع، سيعود جميع المختطفين الإسرائيليين (الأسرى بغزة)، الأحياء والقتلى إلى إسرائيل، ومن جهة أخرى، سيتم إطلاق سراح قائمة المخربين (الأسرى الفلسطينيين) التي تطالب بها حماس من السجون الإسرائيلية".

مع ذلك، نقلت القناة، عن مصدر وصفته بالمطلع لم تسمه، إن إسرائيل رفضت طلب حماس بإطلاق سراح من ادعت أنهم "رموز إرهابية" مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وقال المصدر "لن يحدث هذا، وسيبقى الاثنان في السجن".

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

في السياق ذاته، قال مصدر إسرائيلي، للقناة 12 الخاصة: "نحن أقرب من أي وقت مضى لتوقيع صفقة".

**تقدم في إمكانية إنهاء المرحلة الأولى

وقالت القناة 12: "يبدو أن هناك تقدماً في إمكانية إنهاء المرحلة الأولى، أي التوصل لآلية متفق عليها تُفضي إلى إطلاق سراح جميع المختطفين (الأسرى) الإسرائيليين مقابل انسحاب إسرائيلي وإطلاق سراح 250 سجينا (أسيرا فلسطينيا) من ذوي الأحكام العالية و1700 سجين آخر".

وأضافت: "المفتاح" للتفاؤل هو تقدّم كبير يلوح في الأفق فيما يتعلق بمطالبة حماس بضمانات دولية بأن الحرب تنتهي. أو بكلمات أبسط: أن إسرائيل لا تخدعهم وتواصل الحرب بعد تسلم المختطفين".

بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الخاصة عن مصدر مطلع على محادثات شرم الشيخ إن الطرفين (حماس وإسرائيل) "يقتربان من التوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب".

مع ذلك، يؤكد مسؤولون إسرائيليون كبار آخرون على وجود فجوات بين بنود خطة ترامب ومطالب حماس، ويوصون بالتصرّف بحذر شديد فيما يتعلق بالتوقعات، وفق المصدر ذاته.

وقالت القناة 13 العبرية الخاصة: "ساد التفاؤل في إسرائيل والولايات المتحدة مساء اليوم (الأربعاء) بشأن فرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين في القريب العاجل".

وأضافت: "أدى انضمام الأمريكيين والقطريين والأتراك إلى مفاوضات شرم الشيخ إلى إحراز تقدم في المحادثات حول معظم القضايا في المرحلة الأولى. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الخلافات الجوهرية، والتي قد تؤدي إلى انفجار في المحادثات".

وصرح مصدر أمني إسرائيلي للقناة، بأن "الأمريكيين أوضحوا للطرفين أنهم لن يعودوا دون اتفاق"، وأنه "يمكن التوصل إلى تفاهمات بشأن المعتقلين الفلسطينيين والانسحاب".

فيما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر إسرائيلي: "في إسرائيل يقدّرون أنه إذا لم تقم حماس بمناورات في اللحظة الأخيرة، فسيتم توقيع الاتفاق الليلة (الأربعاء) أو غدًا (الخميس)".

وأضاف: "كذلك، تستعد إسرائيل لأن يبدأ الإفراج الفعلي عن المختطفين بعد 72 ساعة من لحظة توقيع الاتفاق، كما هو محدد في خطة ترامب".

**هيئة البث: المحادثات تتقدم بشكل جيد

أما هيئة البث، فقالت إن اليوم الثالث من المحادثات في مصر شهد تقدمًا في القضايا الرئيسية، ومناقشات حول النقاط المحورية، وضغوطًا مكثفة على الطرفين للتوصل إلى تفاهمات خلال 72 ساعة.

وأشارت إلى أن "المحادثات تتقدم بشكل جيد، وأن الوسطاء؛ قطر ومصر وتركيا، متفائلون".

وتحدثت أن نقطتين رئيسيتين تُناقشان حاليًا؛ تتعلقان بقائمة السجناء الذين سيتم الإفراج عنهم وخريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

وقالت هيئة البث، إن "حماس تصر على إطلاق سراح سجناء كبار، من بينهم مروان برغوثي، حسن سلامة، وأحمد سعدات".

أما بالنسبة لمسار انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، "ترغب حماس في إجراء تعديلات على الخريطة التي رسمها ترامب، بينما تُصر إسرائيل على الالتزام بالخريطة المحدثة"، بحسب الهيئة.

**ساعر ينتقد اجتماع باريس

وفي سياق غير بعيد، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، دعوة فرنسا لاجتماع الخميس لبحث مستقبل غزة، مدّعيا أنها محاولة لعرقلة تنفيذ الخطة الأمريكية لوقف الحرب وتبادل الأسرى التي يجري التفاوض حولها بشرم الشيخ المصرية.

جاء ذلك في بيان لمكتب ساعر، مساء الأربعاء، عشية اجتماع في باريس الخميس، لبحث "اليوم التالي" للحرب في غزة، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظرائه من دول عربية وأوروبية.

يذكر أن حماس، وافقت على مقترحات سابقة لوقف إطلاق النار بالقطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عمد إلى المماطلة وواصل الإبادة بغزة، بينما قالت عائلات الأسرى والمعارضة إن ذلك يهدف إلى بقائه في الحكم.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و183 قتيلا، و169 ألفا و841 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.