نيقية التركية.. زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان تعزز السياحة الدينية

14:4216/05/2025, الجمعة
تحديث: 16/05/2025, الجمعة
الأناضول
نيقية التركية.. زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان تعزز السياحة الدينية
نيقية التركية.. زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان تعزز السياحة الدينية

- مسؤول في اتحاد وكالات السفر التركية: زيارة البابا إلى نيقية ليست فعالية دينية فحسب، بل حملة متعددة الأبعاد تشمل الترويج الدولي والتنشيط الاقتصادي وتعزيز الحوار الثقافي بين الأديان

إعلان البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية رئيس دولة الفاتيكان "ليو الرابع عشر"، تحضيراته لزيارة مدينة نيقية (إزنيق حاليا) في ولاية بورصة التركية، أثار حالة من الحماسة في أوساط قطاع السياحة المحلي، وسط توقعات بأن تتحول الزيارة إلى حدث عالمي على مختلف المستويات.

وقال رئيس مكتب جنوب مرمرة في اتحاد وكالات السفر التركية، مراد سراج أوغلو، في حديث للأناضول، إن مدينة إزنيق (نيقية تاريخيًا) تحظى بمكانة كبيرة لدى المسيحيين في العالم.

وأشار سراج أوغلو إلى أن البابا الراحل "فرنسيس الأول" كان يرغب في زيارة المدينة بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول (325 ميلادية)، لكنه رحل قبل تحقيق ذلك.

وأضاف: "ما يلفت هو أن البابا الجديد ليو الرابع عشر يتبنى الرغبة نفسها، وأكّد قبل أيام أن هناك استعدادات قائمة فعلًا لزيارة نيقية، وهذا يُعد تطورا تاريخيا مهما لمدينة إزنيق وتركيا عموما".

وأوضح سراج أوغلو أن الزيارة المتوقعة ستُرافقها فعاليات كنسية واحتفالية كبرى.

وتابع أنه من المنتظر أن يزور المنطقة نحو ألفي رجل دين مسيحي من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب تغطية إعلامية عالمية لأكثر من 50 مؤسسة معتمدة لدى الفاتيكان.

ورأى سراج أوغلو أن هذا يعني أن أنظار العالم ستتجه نحو إزنيق، ما سيعزز حضورها دوليا.

- من موقع حج إلى مركز جذب عالمي

وتوقّع سراج أوغلو أن تُصبح إزنيق بعد الزيارة المرتقبة مركزا دينيا للحج المسيحي، وأن تشهد تدفقًا متزايدًا للسياح على مدار العام.

وأكد أن ما بدأه البابا فرنسيس سيُستكمل على يد البابا الجديد.

وتابع: "البابا الراحل أوصى خليفته شفهيًا بضرورة زيارة نيقية، مؤكدًا أنها موقع لا غنى عن التواجد فيه روحيا وتاريخيا. ولهذا فإننا نتوقع قفزة نوعية في مكانة المدينة".

وأشار إلى أن الزيارة المرتقبة لن تقتصر آثارها على إزنيق، بل ستشمل منطقة مرمرة عمومًا، إذ بدأ العديد من رجال الدين المسيحيين تنظيم زيارات فردية وإقامات قصيرة في فنادق بورصة تمهيدًا للوصول إلى نيقية.

وأضاف: "نعتقد أن تأكيد تاريخ الزيارة سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الحجوزات السياحية، نحن نتحدث عن ملايين الكاثوليك في العالم، وهذا يعني إمكانية استقبال طلبات على مدى العام".

- مشاريع تجميلية

وفي السياق، أكد سراج أوغلو أن وزارة الثقافة والسياحة التركية، بالتعاون مع بلدية إزنيق، تواصل تحضيراتها التنظيمية، خاصة في محيط موقع "البازيليكا الغارقة" التي تم ترميمها وتحويلها إلى متحف مفتوح، مع استكمال الأعمال التجميلية وتحديث البنية التحتية في المناطق المحيطة.

وشدد على أهمية إدراج زيارة البابا ضمن حزمة متكاملة من "مسارات السياحة الدينية"، قائلًا: "نوصي وكلاء السياحة بإضافة مسارات دينية أخرى إلى برامجهم مثل إسطنبول وأفس وأنطاكيا، لزيادة مدة الإقامة ورفع مستوى الإنفاق السياحي".

وأضاف: "إذا حطت طائرة البابا في مطار يني شهير القريب من بورصة، فسيُصبح هذا المطار بوابة دولية مهمة، وسيدخل خريطة الطيران العالمي".

وختم بالقول: "زيارة البابا إلى نيقية ليست فعالية دينية فحسب، بل حملة متعددة الأبعاد تشمل الترويج الدولي، والتنشيط الاقتصادي، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الحوار الثقافي بين الأديان (..) هي باختصار خطوة استراتيجية ستترك أثرا طويل الأمد على بورصة وتركيا".

- زيارة منتظرة وتاريخ ديني عريق

والسنة الماضية، أعلن البابا الراحل فرنسيس نيّته زيارة نيقية في 2025، بمناسبة مرور 1700 عام على عقد "مجمع نيقية الأول"، الذي دعا إليه الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عام 325 ميلادية، ويُعد من أبرز المجامع الكنسية في التاريخ المسيحي، حيث شهد نقاشات حاسمة بشأن العقيدة المسيحية وبلورة ما يُعرف بـ"قانون الإيمان النيقاوي".

وعقب رحيله في 21 أبريل/ نيسان الماضي، تأجلت الزيارة المنتظرة، إلى أن صرّح البابا الجديد ليو الرابع عشر في 12 مايو/ أيار الجاري، بأنه يُتابع الاستعدادات من أجل الزيارة، ردًا على سؤال لأحد الصحفيين بشأن رغبته في إتمام ما بدأه سلفه.

ومن المتوقع أن تُعلن الجهات الرسمية في كل من تركيا والفاتيكان قريبًا عن موعد رسمي للزيارة، وسط استعدادات لوجستية وأمنية مكثفة.

#إسرائيل
#الفاتيكان
#تركيا
#حماس