
تضمنت ندوة علمية ومعرض صور وحضرها عدد من الأكاديميين والصحفيين..
شهد معهد "يونس أمره" الثقافي التركي، في العاصمة المصرية القاهرة، الخميس، فعالية ثقافية بعنوان "آيا صوفيا.. درة إسطنبول" تضمنت ندوة علمية ومعرض صور، بمشاركة صحفيين وأكاديميين.
وقالت منسقة المعهد بالقاهرة ساتيه قره علي أوغلو في كلمتها الافتتاحية إن "مصر وتركيا بلدان عريقان احتضنا العديد من الحضارات على مر العصور، وامتزجت فيهما مختلف الفنون".
وأكدت أن "آيا صوفيا لاتزال معلماً تاريخياً ودينياً ملهما للعديد من الثقافات عبر التاريخ".

وفي 24 يوليو/ تموز 2020، أقيمت صلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا الكبير لأول مرة منذ 86 عاما من تحويله إلى متحف، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزراء ومسؤولين آخرين ورؤساء أحزاب.
ويقع "آيا صوفيا" في منطقة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول، واستخدم مسجدا 481 عاما، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، ويعد من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
وفي الندوة، استعرض أستاذ العمارة العثمانية والدراسات التركية بجامعة المنصورة عبدالله عطية عبد الحافظ، أهمية مدينة القسطنطينية (إسطنبول حالياً) في التاريخين البيزنطي والعثماني.
وأشار إلى مكانة "آيا صوفيا" كرمز للفتح العثماني، وما يتميز به من جوانب فنية ومعمارية فريدة، متطرقا للجوانب الفنية والمعمارية التي تميز هذا الأثر العظيم.
وأضاف عبد الحافظ: "كانت آيا صوفيا هي الكاتدرائية الرئيسية في الإمبراطورية البيزنطية (الإمبراطورية الرومانية الشرقية)، وجمعت كل خصائص العمارة والزخرفة البيزنطية".
وتابع: "وقد أولى الأباطرة البيزنطيون اهتماما خاصاً بها، حيث نرى على جدران آيا صوفيا لوحات رائعة من الفسيفساء لا يعود تاريخها كلها لعهد الإنشاء (القرن السادس الميلادي)، بل يعود بعضها للقرن الثامن والتاسع والحادي عشر الميلادي".
وشدد أستاذ العمارة العثمانية على أن "آيا صوفيا حظيت باهتمام كبير من الأباطرة البيزنطيين، ثم نالت مكانة عظيمة لدى السلاطين العثمانيين، إذ أصبحت رمزاً لفتح القسطنطينية، والقضاء على الامبراطورية البيزنطية".
وأشار عطية إلى دور العثمانيين في الحفاظ على آيا صوفيا، وقال: "لولا عناية الأتراك العثمانيين بهذا الأثر لما وصل إلينا، حيث تتعرض إسطنبول للزلازل بشكل مستمر ويصيبها زلزال مدمر كل 100 عام. فكان حرص العثمانيين على صيانة هذا الأثر باستمرار هو السبب الرئيس في بقائه حتى اليوم".
وأردف: "نرى في آيا صوفيا بصمات واضحة للسلاطين العثمانيين من مآذن ومنابر ومكتبات وشادروانات للوضوء. كما نجد في باحات آيا صوفيا أربعة أضرحة فخمة للسلاطين العثمانيين، فصارت مجمع معماري للطرازين البيزنطي والعثماني".
وعن أهمية الفن البيزنطي وتعريف الطلاب المصريين بأثر أيقوني مثل "آيا صوفيا"، قال عطية إن "الفن البيزنطي يُدرَّس في مصر بكليات الفنون والآثار والآداب، لأن الفن الإسلامي قد تأثر بطبيعة الحال بالفن البيزنطي، والفن الساساني في مرحلة التكوين".
وأوضح أن في مصر العديد من الآثار البيزنطية مثل دير سانت كاترين الذي بناه الإمبراطور جستينيان الأول، "وهو نفس الإمبراطور الذي أنشأ آيا صوفيا".
وأكد أهمية تسليط الضوء على كل ما هو مشترك بين مصر وتركيا.
وعقب انتهاء الندوة، تم افتتاح معرض يضم 22 صورة فوتوغرافية لـ"آيا صوفيا" تظهر المعلم من الخارج في ظروف موسمية مختلفة، كما تبرز التفاصيل المعمارية والزخرفية له من الداخل.






