
في مبادرة لافتة تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر الجفاف والاستغلال المفرط للمياه الجوفية، نفذ متسلقون محترفون في ولاية قونيا وسط تركيا، نزولًا استثنائيًا إلى عمق 40 مترًا داخل إحدى الفجوات الغائرة، محذرين من تزايد هذه الظاهرة الطبيعية التي تحولت إلى تهديد بيئي متصاعد.

وعلى خلاف صعودهم المعتاد إلى القمم، خاض المتسلقون هذه المرة تجربة مختلفة بالهبوط إلى أعماق الأرض، حيث نصبوا حبال الأمان فوق فوهة قطرها 45 مترًا، قبل أن يهبطوا إلى قاع الحفرة المحاطة بأعشاش مئات الطيور.
أحمد يواش، فني تسلق بالحبال، قال إنه اعتاد العمل في المرتفعات من الجسور إلى ناطحات السحاب، إلا أن النزول إلى الفجوة الغائرة كان تجربة مختلفة تمامًا.
وأضاف: "لم أكن أعرف ما الذي ينتظرني في الأسفل. صحيح أنه تكوين طبيعي، لكنه مهيب للغاية. المياه الخضراء في القاع بدت مخيفة. كانت تجربة مثيرة وحماسية، لكنني شعرت بالخوف أيضًا".
وأشار يواش إلى أنه قضى بعض الوقت في أسفل الحفرة يتأمل السماء من الأعماق، قبل أن يضيف: "الفجوات الغائرة على السطح تشكل خطرًا كبيرًا، ولابد من ضبط استخدام المياه الجوفية لتقليل تشكّلها".

من جانبه، أوضح براق دليكطاش، عضو نادي "مرام" للتسلق، أنه يمارس التسلق منذ 15 عامًا، وهذه المرة كانت أول تجربة له في النزول إلى فجوة غائرة بهذا الحجم، واصفًا إياها بـ"المثيرة والمخيفة في آن واحد".
ولفت إلى أنهم يستخدمون تقنيات الحبال الخاصة بالتسلق، وأنهم نفذوا هذا النزول بهدف لفت الانتباه إلى أزمة المناخ العالمية.
وتابع: "منطقة الأناضول تعاني من جفاف حاد، ونحن نسيء استخدام موارد المياه الجوفية بلا وعي، وهذا ما يؤدي إلى ظهور الفجوات الغائرة".
وأردف: "أصبحت هذه الفجوات ضمن أدبيات الكوارث الطبيعية، ونحن مستعدون دائمًا لدعم الأنشطة الحكومية في حالات الطوارئ".
بدوره، قال عارف صولماز، رئيس نادي قونيا للبحث والإنقاذ الجبلي، إن عدد الفجوات الغائرة في عموم الولاية تجاوز 600 فجوة.

وأوضح أن انخفاض منسوب المياه الجوفية ساهم في تسارع تكوّن هذه الفجوات، محذرًا من خطورتها.
وذكر أنهم يقومون بهذه الأنشطة في إطار التدريبات والاستعدادات المتبعة في حالات الطوارئ والكوارث، ولزيادة الوعي المجتمعي أيضًا.
وأفاد بأن هذه المرة كانت أول تجربة لهم مع فجوة غائرة بهذا الحجم.
وختم قائلا: "في البداية كان النزول مخيفًا، لكننا تمكنا من الصعود والخروج بأمان. نحن على أتم الاستعداد للقيام بدورنا في أي كارثة محتملة".