
الدعوات تتزايد في أنحاء العالم الإسلامي مطالبةً منظمة التعاون الإسلامي باتخاذ موقف حازم تجاه المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. ويؤكد ناشطون ومراقبون أن المنظمة، التي بات صوتها خافتًا أمام المجازر، مطالبة باتخاذ خطوات ملموسة تشمل فرض عقوبات فعالة على دولة الاحتلال الإسرائيلي
تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازرها بحق الشعب الفلسطيني، مستندة إلى دعم غير محدود من الولايات المتحدة والدول الغربية. وفي ظل تصاعد أعمال الإبادة الجماعية، يثير الموقف الضعيف لمنظمة التعاون الإسلامي موجة استياء واسعة، حيث لم تتخذ المنظمة حتى الآن أي خطوات فعالة لوقف هذه الجرائم.
يواجه الفلسطينيون في غزة يوميًا أهوال العدوان، حيث يُقتل الأطفال جوعًا وتنتشل الأمهات أبناءهن من تحت الأنقاض، بينما يخيّم الصمت على المجتمع الدولي، وتغيب الردود المؤثرة من العالم الإسلامي.

المنظمة التي أُسست من أجل غزة، نسيت غزة
رغم أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست عام 1969 بعد إحراق المسجد الأقصى بهدف دعم القضية الفلسطينية، فإنها اليوم تُتهم بالتقاعس عن أداء دورها. وقد تحوّلت من كيان أُسس ليكون صوت الأمة الإسلامية إلى جهة تكتفي بإصدار بيانات إدانة لا تتعدى كونها رمزية.
وتطالب أصوات عديدة داخل العالم الإسلامي المنظمة باتخاذ مواقف عملية، تشمل فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاق الموانئ والمجالات الجوية أمامه، ووقف العلاقات التجارية بشكل كامل، مؤكدين أن "زمن الأقوال قد ولى، وحان وقت الأفعال".
وفي ظل هذه المجازر، يفقد الأطفال الفلسطينيون حياتهم وسط جرائم حرب مروعة، بينما يُعدّ صمت منظمة التعاون الإسلامي نوعًا من التواطؤ. فالاكتفاء بالإدانة لا يوقف الجرائم ولا ينقذ الأرواح.

دولة الاحتلال تستخدم الجوع كسلاح في غزة
وعلى الصعيد ذاته، يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الجوع كسلاح لقتل المدنيين، حيث قصف منذ 7 أكتوبر 29 مطبخًا خيريًا و37 مركزًا لتوزيع المساعدات، ومنع دخول أكثر من 37 ألف شاحنة مساعدات ووقود إلى القطاع.
كما قُتل أكثر من 52 ألف فلسطيني وأُصيب نحو 120 ألفًا، في حين لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض. وتم القضاء بالكامل على 2,200 عائلة، بينما لم ينجُ سوى فرد واحد فقط في 5,120 عائلة.
استهداف ممنهج للأطفال والنساء
وتشير التقارير إلى مقتل أكثر من 18 ألف طفل، ونحو 12,400 امرأة، كما توفي 908 أطفال دون سنّ العام، بينهم 311 وُلدوا بعد بدء المجازر.
وأدى نقص الغذاء إلى وفاة 57 شخصًا، أكثر من 50 منهم أطفال، فيما قضى 17 آخرون، بينهم 14 طفلًا، بسبب البرد. وتؤكد التقارير أن أكثر من 60% من الضحايا هم من النساء والأطفال، فيما فقدت 14,500 امرأة أزواجهن خلال العدوان.

استهداف الكوادر الطبية والصحفية
استخدم الاحتلال أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات، مستهدفًا القطاع الصحي وقتل 1,411 عاملًا صحيًا و113 عنصر دفاع مدني، إضافة إلى 214 صحفيًا، وأصاب 409 آخرين. وارتكب الاحتلال 162 جريمة ضد كوادر الإغاثة والشرطة، أسفرت عن مقتل 754 منهم.
ونتيجة لذلك، فقد 41ألف طفل أحد والديه أو كليهما، واحتاج 17 ألف جريح لإعادة تأهيل طويلة الأمد، فيما بُترت أطراف 4,700 شخص، بينهم 850 طفلًا.
مجاعة وأوبئة تهدد السكان
تم اكتشاف سبع مقابر جماعية داخل مستشفيات غزة، انتُشلت منها جثامين 529 شهيدًا، بينما يواجه 65 ألف طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية.
وتحتاج 3 آلاف حالة مرضية للعلاج خارج القطاع، ويواجه 12,500 مريض سرطان خطر الموت بسبب ضعف الرعاية الصحية.
كما أُصيب 2.1 مليون شخص بأمراض معدية، وسُجّلت 71,338 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي A، وتواجه 60 ألف امرأة حامل خطر الولادة دون رعاية طبية.
البنية التحتية والتعليم هدف للاحتلال
أدى العدوان الإسرائيلي إلى تدمير 210 آلاف منزل بشكل كلي، وتضرر 180 ألف منزل جزئيًا، إضافة إلى تدمير 236 مركزًا للنازحين. وتعرضت منطقة "المواسي" التي أعلنتها إسرائيل "آمنة" للقصف 38 مرة.
وفي قطاع التعليم، دُمّرت 143 مدرسة وجامعة، وتضررت 366 أخرى، ما أدى إلى حرمان 785 ألف طالب من الدراسة، فيما قُتل أكثر من 13 ألف طالب و150 أكاديميًا و800 معلم.
استهداف ممنهج للمقدسات
وفي سياق متصل، تعرّض القطاع الصحي لدمار واسع، حيث تم تدمير 38 مستشفى و81 مركزًا صحيًا و164 منشأة طبية، إلى جانب 144 سيارة إسعاف، واستهداف 54 مركبة تابعة للدفاع المدني من قِبل قوات الاحتلال.
كما طال الدمار 828 مسجدًا وتضرر 167 آخر، إضافة إلى تدمير ثلاث كنائس و206 مواقع أثرية وثقافية. ولم تسلم المقابر من الانتهاكات، إذ دُمّرت 19 مقبرة وسُرقت جثامين 2,300 فلسطيني.
حجم الدمار يتجاوز 42 مليار دولار
استهدفت قوات الاحتلال 164 منشأة صحية، 38 منها مستشفيات، و81 مركزًا صحيًا، إضافة إلى تدمير 144 سيارة إسعاف و54 مركبة للدفاع المدني.
كما دُمّرت 828 مسجدًا، وتضررت 167 أخرى، واستُهدفت ثلاث كنائس، إلى جانب تدمير 206 مواقع أثرية وثقافية، و19 مقبرة، وسرقة جثامين 2,300 شهيد.
خسائر اقتصادية تتجاوز 42 مليار دولار
ألحقت الهجمات أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، حيث دُمر أكثر من 3,780 كم من شبكات الكهرباء، و2,850 كم من الطرق، و330 كم من شبكات المياه، و655 كم من الصرف الصحي، و719 بئرًا، و46 منشأة رياضية.
وتُقدّر خسائر قطاع غزة الاقتصادية بأكثر من 42 مليار دولار، وقد دُمّر 88% من مساحة القطاع، وبات 2.3 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة.
كما دُمّرت 92% من الأراضي الزراعية البالغة 178 ألف دونم، وانخفضت مساحة زراعة الخضروات من 85 ألف دونم إلى 7,000 فقط.
تصعيد جديد بعد خرق الهدنة
رغم دخول هدنة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، استأنف الاحتلال هجماته في 18 مارس/أذار، ما أسفر عن مقتل 2,651 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة 7,223 آخرين. وارتفع بذلك إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر إلى 52,760، والمصابين إلى 119,264.
وأعلنت دولة الاحتلال نيتها مواصلة التصعيد العسكري ضد حركة حماس، متهمة إياها برفض عروض الهدنة، بينما أكدت حماس أن الاحتلال خرق التفاهمات وأعاد ارتكاب المجازر برعاية دولية.
من جهتها، أعلنت حماس أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها وخرقت الهدنة بمرأى من الدول الوسيطة، لتبدأ من جديد مجازرها ضد الشعب الفلسطيني.