تهجير أتراك القرم.. جرح لا يندمل منذ 81 عاما

12:2118/05/2025, الأحد
الأناضول
تهجير أتراك القرم.. جرح لا يندمل منذ 81 عاما
تهجير أتراك القرم.. جرح لا يندمل منذ 81 عاما

- تتار القرم جرى تهجيرهم من وطنهم الأصلي إلى آسيا الوسطى بأوامر من زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين - خلال 15 دقيقة، أُخرج نحو 250 ألف تتري من بيوتهم وتمّ حشرهم في عربات مخصصة لنقل الحيوانات دون طعام أو ماء - بسبب الظروف غير الإنسانية التي نُقلوا فيها، توفي نصف هؤلاء المنفيين في العربات قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى وجهاتهم - رغم مرور 81 عاماً، يواصلون نضالهم من أجل العودة إلى وطنهم واستعادة أراضيهم

رغم مرور عقود، لا تزال آلام التهجير القسري لأتراك القرم من وطنهم الأصلي إلى آسيا الوسطى قبل 81 عاماً بأوامر من زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين، محفورة في ذاكرتهم.

وبدأت حملات التهجير التي استهدفت أتراك تتار القرم مع سياسة الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية الهادفة إلى القضاء عليهم، واشتدت خلال الحقبة السوفيتية، فيما واصلت روسيا هذه السياسات بأساليب مختلفة.

ومنذ أن خرجت القرم من سيطرة الدولة العثمانية، لم تتوقف معاناة شعب تتار القرم التركي.

وكانت الأراضي العثمانية، وخاصة الأناضول، أول ملجأ لتتار القرم الذين تعرضوا للتهجير، حيث هرب العديد منهم إلى الدولة العثمانية بغية النجاة من ضغط الإمبراطورية الروسية.

وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وخسارة الاتحاد السوفيتي لشبه جزيرة القرم لفترة قصيرة، استطاع الروس استعادها من ألمانيا النازية، لتبدأ بعد ذلك الضغوط على تتار القرم.

ومع اتهامهم بالتعاون مع ألمانيا النازية، وُضعت ذريعة مفبركة لتبرير موجة التهجير القسري الجديدة ضد تتار القرم.

وفي هذا السياق، أصدر الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين مرسوماً سرياً يقضي بتهجير تتار القرم إلى مناطق متفرقة من آسيا الوسطى.

وفي ليلة 18 مايو/ أيار عام 1944، دخل المرسوم حيز التنفيذ.

وخلال 15 دقيقة، أُخرج نحو 250 ألف تتري من بيوتهم، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وتمّ حشرهم في عربات مخصصة لنقل الحيوانات، ليتم تهجيرهم خلال 3 أيام إلى آسيا الوسطى دون طعام أو ماء.

وبسبب الظروف غير الإنسانية التي نُقلوا فيها، توفي نصف هؤلاء المنفيين في العربات قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى وجهاتهم.

وبعد وفاة ستالين، أُلحقت القرم بجمهورية أوكرانيا السوفيتية، إلا أنها عادت تحت سيطرة روسيا عام 2014 إثر ضمّها بشكل غير قانوني.

واليوم، لا يزال تتار القرم يحتفظون بآلام التهجير في ذاكرتهم رغم مرور 81 عاماً، ويواصلون نضالهم من أجل العودة إلى وطنهم واستعادة أراضيهم.

والتتار سكان شبه جزيرة القرم الأصليون، تعرضوا لتهجير قسري اعتبارًا من 18 مايو 1944، باتجاه وسط روسيا وسيبيريا ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي.

كما صودرت منازلهم وأراضيهم في عهد ستالين، بتهمة "الخيانة" عام 1944، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود.

وحسب مصادر تتار القرم، فإنَّ 250 ألف تتاري تم تهجيرهم خلال 3 أيام بواسطة قطارات تستخدم لنقل الحيوانات، وقضى أثناء ذلك 46.2 بالمئة منهم، نتيجة المرض والجوع والظروف المعيشية والمعاملة السيئة.

كما شهدت الحقبة السوفيتية وبقرار من ستالين، تهجير أتراك الأهيسكا من جورجيا إلى جمهوريات وسط آسيا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1944، وحسب مصادر محايدة فإن 20 ألفًا منهم قضوا لأسباب مختلفة.

#التهجير القسري
#تتار القرم
#آسيا الوسطى