وزيرة سورية: نعمل على عودة العائلة للوطن

10:5424/05/2025, السبت
الأناضول
وزيرة سورية: نعمل على عودة العائلة للوطن
وزيرة سورية: نعمل على عودة العائلة للوطن

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات للأناضول: - لا نريد سلالا غذائية ولا خياما، ولا نريد لاجئين، بل نريد أن يعود الجميع إلى حياتهم الكريمة - بدأنا برامج قوية لإعادة اللاجئين، إلى جانب برامج حماية تمكن الشعب السوري من العيش بكرامة، وإعادة بناء العائلة التي نحلم بها. - الشكر لتركيا والسعودية على مساعدتهما في رفع العقوبات، فهذا سيسهل كثيرا علينا ويُتيح وصول المساعدات.


أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات، أن الحكومة تعمل على إنهاء مشهد اللجوء والمخيمات بشكل كامل.

وشددت على ضرورة عودة كل اللاجئين إلى "حياة كريمة داخل وطنهم"، بعيدا عن الاعتماد على الخيام أو المساعدات الإغاثية.

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، على هامش مشاركتها في المنتدى الدولي للعائلة الذي استضافته مدينة إسطنبول التركية يومي 22-23 مايو/أيار الجاري، بتنظيم من وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية.

ونظم المنتدى تحت شعار "حماية الأسرة وتعزيزها في ظل عالم متأثر بالعولمة"، ضمن إطار عام الأسرة 2025 الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتشارك فيه وكالة الأناضول كشريك إعلامي.

وقالت قبوات إن تخصيص عام 2025 كـ"عام للأسرة" من قبل الرئيس أردوغان، يمنح زخما خاصا للمنتدى، لافتة إلى أن الشعب السوري بدأ هذا العام بلم شمل العائلات المشتتة حول العالم.

وأضافت "بالتالي هذا العام بالنسبة لنا له رمزية بعد التحرير، حيث بدأ الناس بالعودة ولقاء بعضهم البعض في سوريا وبالتالي هي سنة خاصة".

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

وأعلنت الإدارة السورية في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.

العائلة

وفي سياق آخر، شددت الوزيرة السورية في حديثها، على أهمية إعادة إحياء مفهوم العائلة في المجتمع السوري، قائلة: "يجب ألا ننسى أن العائلات السورية قد تشتت وانتشرت في أنحاء العالم، واليوم حان وقت استعادة هذا الرابط".

وأضافت:" لدينا كسوريين وسوريات قواسم مشتركة مع المجتمع التركي، أبرزها محبة العائلة والاهتمام بالجد والجدة، ولذلك لا نشعر بأننا بعيدون عن المجتمع التركي".

وأوضحت: "نشعر اليوم في تركيا بانعكاس واضح لقيمنا السورية في بنية العائلة، إذ تجمعنا نفس المبادئ في احترام الجد والجدة، والاهتمام بالعم والعمة، وكل الروابط العائلية".

وشهد افتتاح المنتدى الدولي للعائلة مشاركة وزيرة الأسرة التركية ماهينور أوزدمير غوكطاش، إلى جانب بطريرك "فنر" للروم الأرثوذكس في إسطنبول برثلماوس، ومدير عام وكالة الأناضول سردار قره غوز، وممثلين عن منظمات دولية وأكاديميين.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت الأمم المتحدة، عودة أكثر من 1.5 مليون لاجئ ونازح سوري إلى مناطقهم بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

وقالت أيدم وسورنو مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن " 16.5 مليون شخص في سوريا يحتاجون للمساعدات الإنسانية والحماية"، مؤكدة استمرار العمليات الإنسانية رغم الصعوبات المتزايدة.

الأيتام السوريون

وأشارت الوزيرة قبوات في حديثها للأناضول، إلى لقاء نظيرتها التركية ماهينور أوزدمير غوكطاش على هامش المنتدى، حيث بحثتا سبل رعاية الأيتام السوريين الذين نشأوا في ظل الحرب، مؤكدة أهمية تنشئتهم في بيئة أسرية "تمنحهم مزيدا من المحبة والاستقرار".

وأضافت: "نريد لهؤلاء الأطفال أن يتعلموا في بيئة أسرية دافئة، وتناولنا عدة أفكار لتحقيق ذلك. كما نشجع على لمّ شمل العائلات وتشجيع الإنجاب، فنحن نحب الأطفال ونؤمن بأن الرزق يأتي معهم".

وتابعت: "تحدثت في كلمتي خلال المنتدى عن معاناة السوريين وتشتت العائلات، وعبرت عن أملي بأن يكون هذا العام بداية لعودة كل شيء إلى مكانه. كما كان هناك تركيز على أهمية البيئة، وأنا أؤمن بضرورة تعزيز الوعي الشعبي للحفاظ على بيئتنا وبلادنا".

تحديات العائلة السورية

وحول التحديات التي تواجه العائلة السورية، أوضحت قبوات أن من أبرزها إعادة دمج الطلاب العائدين من تركيا في النظام التعليمي السوري، قائلة: "العديد منهم لا يتحدثون إلا التركية، ولا نزال نبحث سبل إدماجهم في المناهج الدراسية داخل سوريا".

وأضافت: "ناقشنا مع الوزيرة التركية إمكانية فتح مدارس تركية داخل سوريا، لتمكين الطلاب من مواصلة تعليمهم، كما نعمل على تطوير برامج إضافية للأطفال لمواجهة هذه التحديات".

ومن بين التحديات أيضاً وفق الوزيرة السورية، هو اتساع رقعة الفقر، مشيرة إلى ضرورة تعزيز برامج حماية الأطفال والأيتام، ومكافحة ظاهرة التسوّل.

وأضافت: "رغم كل هذه التحديات، فإن رفع العقوبات بشكل كامل يُعد الخطوة الأهم لدعم جهودنا".

وعبّرت قبوات عن شكرها لتركيا والسعودية لدعمهما في ملف رفع العقوبات، "مما سيسهل في وصول المساعدات".

وأضافت: "في وزارتنا لا نريد سلالا غذائية ولا خياما، لا نريد رؤية مخيمات ولا لاجئين، بل نريد عودة الجميع إلى حياة كريمة داخل وطنهم، ورفع العقوبات هو المفتاح لتحقيق ذلك".

وزادت "بدأنا برامج قوية لإعادة اللاجئين، وعمل برامج حماية يستطيع الشعب السوري من خلاله العيش بكرامة، ونعيد العائلة التي نحلم بها".

ومؤخرا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك الاتحاد الأوروبي، رفع العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على سوريا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.

تجاوز الآلام

وحول جهود تجاوز آلام الحرب وبناء مجتمع جديد، قالت قبوات: "الآلام لا تزال حاضرة، وكلنا تألمنا وما زلنا، لكن لا نريد أن نظل أسرى لهذا الوجع. يجب أن نحوله إلى دافع لخلق الفرح، فمع كثرة الألم بتنا نقدّر قيمة الفرح الحقيقي".

وأضافت: "الشعب السوري عانى كثيراً، ولا يجب أن نستمر في العيش داخل المظلومية. حان وقت النهوض، وقد بدأنا بتأسيس هيئة عدالة انتقالية لمعالجة الملفات الحساسة والمضي نحو مستقبل أفضل".

وشددت قبوات على أن رفع العقوبات فتح الباب أمام خطوات عملية، قائلة: "أطلقنا منصة عمل وبدأنا حوارات جدية مع رجال الأعمال، ومع عودة الشركات نعمل على صياغة قانون عمل جديد. لم يعد أمامنا خيار سوى تجاوز الآلام والمضي قُدما نحو المستقبل".

وعن شعورها بتمثيل بلادها، قالت قبوات: "نعيش اليوم لحظات حساسة ومليئة بالعاطفة، فأنا أمثل وطني الذي أحبه، بعدما كنا في تركيا كضيوف لا كلاجئين. اليوم عدنا لنؤسس دولتنا، والعلم السوري يرفرف من جديد".

ووجّهت الوزيرة قبوات رسالة مؤثرة للآباء والأمهات، دعتهم فيها إلى تربية أبنائهم على قيم المواطنة والانتماء، قائلة: "ربّوا أولادكم ليكونوا مواطنين صالحين، وأن يحبوا بلدهم ويسهموا في بنائه. لا تسألوا فقط ماذا سيقدم الوطن لكم، بل فكّروا بما يمكن أن تقدمونه له".

#العائلة
#تركيا
#سوريا