
في بيانات صادرة قطر والأردن ومصر والكويت..
أدانت دول عربية اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير برفقة مسؤولين ومستوطنين، الاثنين، المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، مطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
جاء ذلك حسب مواقف رسمية صادرة عن كل من الأردن وقطر ومصر والكويت.
وكانت الخارجية الفلسطينية نددت الاثنين، باقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى برفقة مسؤولين ومستوطنين.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان: "ندين بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي نفذه الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك".
ونددت أيضا برفع علم إسرائيل في ساحات الأقصى و"الاستفزازات التي قام بها مستوطنون متطرفون خلال ما تسمى مسيرة الإعلام في القدس".
وطالبت بـ"تدخل دولي عاجل" لوقف الانتهاكات "فورا"، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لحماية الشعب الفلسطيني من "تغول جيش الاحتلال والمستوطنين".
والاثنين، اقتحم بن غفير المسجد الأقصى برفقة أعضاء في الحكومة والكنيست وأكثر 2092 مستوطنا إسرائيليا باحات الأقصى.
وكان من بين المقتحمين، وزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست إسحاق كرويزر الذي رفع العالم الإسرائيلي هناك.
وجرى الاقتحام من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، تزامنا مع ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967 وفق التقويم العبري.
- انتهاك صارخ
وأدان الأردن اقتحام بن غفير وأعضاء من الحكومة والكنيست، المسجد الأقصى، مؤكدا أنه "انتهاك صارخ" ومحاولات لتقسيمه.
وقال بيان للخارجية الأردنية إن عمان تدين "بأشد العبارات، اقتحام بن غفير ومسؤولين آخرين، على رأس مجموعة كبيرة من المستوطنين المتطرفين، المسجد الأقصى، تزامنًا مع ما يسمى بمسيرة الأعلام، وما رافقها من ممارسات استفزازية مرفوضة".
وأكد أن ذلك "انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم والتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".
وشددت البيان على أن "ممارسات هذا الوزير المتطرف واقتحاماته المتواصلة للمسجد الأقصى لا تلغي حقيقة أن القدس الشرقية مدينة محتلة لا سيادة لإسرائيل عليها".
- مطالبات بتحرك دولي
وأدانت قطر اقتحام بن غفير برفقة مسؤولين ومستوطنين المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وطالبت المجتمع الدولي بـ"تحرك عاجل وفعال لإلزام الاحتلال بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية".
وذكرت الخارجية القطرية إن بلادها "تدين اقتحام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين، المسجد الأقصى".
واعتبرت الاقتحام محاولة إسرائيلية "متكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى"، كما عدتها "استفزازا لأكثر من ملياري مسلم حول العالم".
وطالبت "المجتمع الدولي بتحرك عاجل وفعال لإلزام الاحتلال بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية".
- تصرفات استفزازية
بدورها أدانت مصر اقتحام بن غفير المسجد الأقصى وطالبت المجتمع الدولي بالتصدي لانتهاكات إسرائيل "الجسيمة".
وقالت الخارجية المصرية إن القاهرة تعرب عن "بالغ إدانتها لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وعدد كبير من المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك في استمرار للممارسات التصعيدية الإسرائيلية".
وحذرت من "المغبة الشديدة لتلك التصرفات المتهورة وعواقبها على أمن واستقرار المنطقة".
وأكدت مصر ضرورة تصدي المجتمع الدولي لانتهاكات إسرائيلية الجسيمة، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
- تهديد للأمن والاستقرار
وأعربت الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لاقتحام أعضاء من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعدد من المتطرفين والمستوطنين، للمسجد الأقصى المبارك، معتبرة ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الدولي، واستفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم".
وحذرت الوزارة من استمرار مثل هذه الممارسات التصعيدية، التي تمثل انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.
وأكدت رفض دولة الكويت القاطع لمحاولات الاحتلال فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، لما يمثّله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار، وتغذية لدائرة العنف في الأراضي المحتلة، وتقويضٍ لفرص السلام.
وجددت دعوة الكويت للمجتمع الدولي "لتحمّل مسؤولياته القانونية في وقف هذه الانتهاكات"، مؤكدةً دعمها الثابت للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ومنذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي من المسجد، حيث تتكثف الاقتحامات بشكل ملحوظ في أيام الأعياد والمناسبات اليهودية.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد مدينة القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وتطالب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، بوقف الاقتحامات، لكن دون استجابة من السلطات الإسرائيلية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة في 1967 ولا بضمها إليها في يوليو/ تموز 1980.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتوازي مع الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل 970 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.