
- رون فاينر: الحكومة مستعدة لمواصلة حرب تودي بحياة العشرات والمئات من الفلسطينيين يوميا - ميخال دويتش: الهدف الوحيد من هذه الحرب بقاء الحكومة على حساب آلاف الأطفال الذين قُتلوا في غزة وعلى حساب الأسرى والجنود وسلامتنا جميعا - يوتام فيلك: هذه الحرب تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية والمعنوية والحكومة تستخدم الجنود والرهائن والمدنيين بيادق سياسية - إيتمار شوارتز: أيام إسرائيل معدودة ما لم نتوقف ونطلب المغفرة من الشعب الفلسطيني ونساعده على إعادة الإعمار.. علينا أن نأمل في مستقبل مشترك مع الفلسطينيين - دانيال راك-ياهالوم: هذه الحرب جزء من المشروع السياسي نفسه الذي تعمل حركة الاستيطان من أجله منذ عقود في الضفة الغربية.. ومذبحة غزة كان من الممكن أن تنتهي
شن 5 عسكريين احتياط يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي هجوما حادا على حكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدين أنها تطيل أمد الحرب على قطاع غزة لضمان استمرارها في السلطة.
وشددوا على أنها مستعدة للتضحية بالأسرى والعسكريين الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى أي أمل في مستقبل آمن وسلمي، سعيا خلف "أهدافها الدنيئة".
العسكريون، الذين أعلنوا رفضهم الخدمة بالجيش، أكدوا أن هذه الحرب "تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية والمعنوية"، وفق شهادات نقلتها صحيفة "هآرتس" العبرية مساء الأربعاء.
رون فاينر (26 عاما)
يدرس فاينر الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة حيفا.
وقال: "خلال الحرب، خدمتُ قائدا لفصيل مشاة لمدة 270 يوما، موزعة على ثلاث فترات، أول اثنتين منها على الحدود اللبنانية، والثالثة في لبنان نفسه".
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لاحقا إلى حرب واسعة انتهت في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مخلفة أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وأضاف فاينر: "عندما استُدعيتُ للمرة الرابعة، بعد صراع داخلي طويل وشاق، اخترت عدم الالتحاق بالخدمة".
"رفضت الالتحاق بالخدمة عندما اتضح أن الحكومة تطيل أمد الحرب من أجل البقاء السياسي وغزو غزة"، كما أوضح فاينر.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 195 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
فاينر تابع أن الحكومة "مستعدة للتضحية بالرهائن ومدنيي غزة وجنود الجيش وأي أمل في مستقبل آمن وسلمي، سعيا خلف أهدافها الدنيئة".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأردف فاينر: "بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس/ آذار الماضي، ما أجبر الرهائن على البقاء في الأسر لمدة غير معروفة، أصبح من الواضح أنه لم يتبق حتى شعاع من الأمل في أن قادة حكومتنا يعطون عودة الرهائن الأولوية".
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لمنع انهيارها وفقدانه منصبه، وفق المعارضة الإسرائيلية.
وزاد فاينر أنه "كان من الواضح أن الحياة البشرية لا تعني لهم (الحكومة الإسرائيلية) شيئا".
واستطرد "أنهم مستعدون لمواصلة حرب تودي بحياة العشرات والمئات من الفلسطينيين يوميا، ويُقتل فيها جنود الجيش الإسرائيلي يوميا، ففي الشهر الماضي وحده، قُتل عشرون جنديا".
ميخال دويتش (30 عاما)
دويتش، وهي من القدس، قالت: "اليوم أرفض الخدمة في الجيش".
وتابعت: "الهدف الوحيد من هذه الحرب بقاء الحكومة على حساب آلاف الأطفال في غزة دون سن السادسة الذين قُتلوا، والعدد يزداد يوميا، وكذلك على حساب الرهائن والجنود وسلامتنا جميعا".
و"الجندي المحترف والذكي هو من يتحلّى بالرحمة ويلتزم بالإجراءات أثناء تنفيذ مهمته وليس مدفوعا بالانتقام والكراهية"، حسب دويتش.
وأردفت: "وهكذا أواصل الكفاح، حتى لو كان ذلك من خارج الجيش".
يوتام فيلك (30 عاما)
قال فيلك، وهو من تل أبيب وضابط بسلاح المدرعات: "خدمت حوالي 270 يوما في غزة منذ بدء الحرب".
وتابع: "رغم انتقادي اللاذع للحكومة وقيادتها، كنت أعتقد أن من واجبنا النضال من أجل أمن شعبنا، وإعادة الرهائن، والتصرف بحزم ضد حماس".
واستدرك: "لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذه الحرب تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية والمعنوية".
"لم يعد بإمكاني الصمت في وجه التخلي عن (الرهائن)، والدمار الذي لا ينتهي، واستخدام الحكومة لنا، جنودا ورهائن ومدنيين، بيادق سياسية"، حسب فيلك.
وأضاف: "في النهاية، اتخذت القرار الصعب بالخروج علنا ضد هذه الحملة (الحرب)، التي اختطفتها أيديولوجية هدامة تقودنا نحو الكارثة".
"كانت خطوة صعبة، لكنها نابعة من شعور بالمسؤولية، لا من باب التهرب"، كما ختم.
إيتمار شوارتز (22 عاما)
شوارتز من القدس وقائد دبابة مُسرّح رأى أنه "كان من الممكن أن تنتهي هذه الحرب، كان من الممكن أن تنتهي مذبحة غزة، وأن يعود الرهائن إلى ديارهم".
وفي 21 نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وأضاف شوارتز: "ما لم نتوقف ونطلب المغفرة من الشعب الفلسطيني ونساعده على إعادة الإعمار، فإن أيام إسرائيل معدودة".
وتابع: "يجب أن تنتهي الحرب وأن يعود الرهائن (الأسرى الإسرائيليون بغزة) والأسرى الفلسطينيون إلى ديارهم".
و"علينا أن نأمل بمستقبل مشترك مع الفلسطينيين، فهذا هو السبيل الوحيد"، وفق شوارتز.
ومضى قائلا: "كما أننا لن نرحل، فهم أيضا (الفلسطينيون) لن يرحلوا. معا فقط نستطيع النجاة".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
دانيال راك-ياهالوم (32 عاما)
قال ياهالوم، وهو من حيفا: "لم أزر غزة قط. منذ عام 2017 تقريبا أؤدي خدمة الاحتياط في الجيش بالضفة الغربية".
وأردف: "لطالما اعتبرت نفسي صهيونيا يساريا، وشعرت بحرج شديد من القيام بهذه الخدمة، ربما باسم الأمن، لأنني عمليا كنت أدعم مشروعا سياسيا أعارضه".
واستدرك: "لكنني كنت أعتقد أنها ممارسة للعملية الديمقراطية الإسرائيلية ومسؤوليتي تجاه جيش الشعب، حتى لا يتحول إلى مليشيا يمينية أو يُخصخص ليصبح جيشا مرتزقا".
ياهالوم تابع: "بلغت مدة خدمتي في الجيش حوالي 250 يوما، وبعدها أعلنت حكومة نتنياهو عملية (عسكرية) جديدة (بغزة منذ مايو/ أيار الماضي)، مُلقية الرهائن رسميا تحت الحافلة"، في إشارة إلى التضحية بهم.
واعتبر أن "الحكومة أعلنت بصوت عالٍ الجزء الخفي: هذه الحرب جزء من المشروع السياسي نفسه الذي تعمل حركة الاستيطان من أجله منذ عقود في الضفة الغربية".
و"مع جرائم حرب كهذه، وفقدان شرعية الحرب وهي إعادة الرهائن، لم يبقَ أمامي خيار سوى رفض الخدمة. قبعت في سجن عسكري لمدة خمسة أيام، وهو ثمن زهيد جدا"، كما ختم ياهالوم.