
بينها مزيد من الشاحنات والمعابر، وفق وزير الخارجية الإسرائيلي في مؤتمر صحفي بفيينا مع نظيريه الألماني والنمساوية، بينما تواصل تل أبيب حرب الإبادة على الفلسطينيين في القطاع
ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، أن تل أبيب اتخذت قرارات لتحسين الوضع الإنساني في غزة بعد حوار مع الاتحاد الأوروبي، بينما تواصل تل أبيب حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في القطاع.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي ثلاثي في فيينا مع نظيريه الألماني يوهان فادفول والنمساوية بيته مينل رايزنجر، وفق تصريحات مكتوبة للخارجية الإسرائيلية وصلت الأناضول نسخة منها.
وقال ساعر: "بعد حوارنا مع الاتحاد الأوروبي، اتخذ مجلس الوزراء الأمني قرارات أخرى لتحسين الوضع الإنساني في غزة".
وتابع: "تشمل هذه القرارات مزيدا من الشاحنات، ومزيدا من المعابر، ومزيدا من الطرق للجهود الإنسانية".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات بينما يحتاج الفلسطينيون بالقطاع إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاتفاق مع إسرائيل على "خطوات مهمة" لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقالت كالاس، في بيان: "في أعقاب الحوار البناء بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وافقت إسرائيل على خطوات مهمة لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة".
وأوضحت أن "هذه الخطوات تشمل، بين أمور أخرى، زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالمواد الغذائية وغير الغذائية التي تدخل غزة".
كما تشمل "فتح عدة معابر أخرى في كل من المنطقتين الشمالية والجنوبية، وإعادة فتح طرق أمام المساعدات الأردنية والمصرية"، وفق البيان.
ومنذ مايو/ أيار الماضي، بدأت تل أبيب بعيدا عن الأمم المتحدة آلية لتوزيع مساعدات بغزة، تسببت بمقتل 773 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و101 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال انتظارهم المساعدات، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الخميس.
وادعى ساعر أن إسرائيل "جادة في رغبتها في التوصل إلى اتفاق رهائن (الأسرى بغزة) ووقف إطلاق نار في القطاع".
وأضاف: "أرسلنا وفدًا للتفاوض في الدوحة، وهو موجود هناك بالفعل لليوم الخامس".
وتابع: "وفقًا للإطار، إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، فسنتفاوض على وقف إطلاق نار دائم".
ومنذ الأحد، تُجرى في قطر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي.
والثلاثاء، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصحفيين عن "فرصة جيدة جدا" لوقف إطلاق النار في غزة خلال أسبوع أو أسبوعين.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
- الحرب على إيران
وبشأن الحرب الإسرائيلية على إيران، قال ساعر إن عملية "الأسد الصاعد" ضدها "ألحقت أضرارًا بالغة ببرامجهم النووية والصواريخ الباليستية".
وادعى أن البرنامج النووي لإيران شكل "تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي والعالمي" وأن صواريخها البالستية "هددت أمن أوروبا أيضا وليس إسرائيل فقط" وفق قوله.
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي المجتمع الدولي إلى "التحرك الآن، لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية أبدًا".
وأضاف: "أعتقد أن الوقت قد حان لتفعيل دول E-3، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بإعادة فرض العقوبات على النظام الإيراني".
وزعم ساعر أن "إجراءات إسرائيل ضد برامج إيران النووية والصاروخية الباليستية تُعزز أيضًا الاستقرار الإقليمي".
وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، استهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
في سياق آخر، دعا ساعر إلى موقف أوروبي من جماعة الحوثي في اليمن.
وقال: "أدعو أوروبا إلى إعادة النظر في نهجها في التعامل مع هذا التهديد. إنه تهديد للسلم والأمن والاقتصاد الدوليين، إذا لم تتم مواجهة الحوثيين، فإن هذه المشكلة ستتفاقم" وفق تعبيراته.
ومرارا، شنت تل أبيب غارات جوية على مواقع في اليمن، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، إضافة إلى دمار واسع، بينما يؤكد الحوثيون استمرارهم في مهاجمة إسرائيل لحين إنهائها حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023.