
صحيفة "هآرتس" مستعينة بصور حديثة: - خان يونس هي ثاني أكبر مدينة بغزة وتبلغ مساحتها مع ضواحيها 90 كم2 وتضم آلاف المنازل - أشد آثار الدمار وقع ببلدتي بني سهيلا وعبسان الكبيرة. وخزاعة مدمرة بالكامل منذ بداية الحرب
تظهر صور حديثة التقطتها أقمار صناعية أن الجيش الإسرائيلي دمّر مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بشكل شبه كامل، حسب إعلام عبري الأربعاء.
وقالت صحيفة "هآرتس" (يسارية): "صور الأقمار الصناعية الملتقطة في الأيام الأخيرة تظهر أن الجيش الإسرائيلي دمّر خان يونس، ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، وضواحيها بشكل شبه كامل".
وأوضحت أنها "منطقة تبلغ مساحتها 90 كيلومترا مربعا، وتضم آلاف المنازل".
ووفق الصور، "وقعت أشد آثار الدمار في بلدتي بني سهيلا وعبسان الكبيرة المجاورتين، حيث هُدمت معظم المباني بالكامل"، حسب الصحيفة.
وتابعت: "بلدة أخرى، وهي خزاعة، دُمّرت بالكامل في بداية الحرب على غزة".
وأفادت بأنه "يبدو أن معظم الدمار تمّ باستخدام الجرافات وما شابهها".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
** أرباح الدمار
"هآرتس" ذكرت أنه "في الأشهر الأخيرة، سرّع الجيش وتيرة التدمير بشكل كبير في جنوبي غزة".
وتابعت أنه "استعان بمقاولين من القطاع الخاص يحققون أرباحا تصل إلى آلاف الشواقل عن كل مبنى يُدمر".
وأردفت: "منذ انتهاء وقف إطلاق النار في مارس/ آذار وانطلاق عملية ’عربات جدعون’ (العسكرية) في مايو/ أيار، شهد سكان شرق خان يونس والمناطق المحيطة بها دمارا واسعا غير مسبوق".
و"كجزء من العمليات العسكرية، خضعت معظم خان يونس لأمر إخلاء للفلسطينيين، ففي مايو دعا الجيش سكان المدينة إلى المغادرة، وبالفعل نزح معظمهم غربا إلى منطقة المواصي"، وفق الصحيفة.
واستطردت: "منذ ذلك الحين، عاد الكثيرون في محاولة للعثور على أقاربهم أو ممتلكاتهم، واكتشفوا شدة القصف والواقع القاسي على الأرض".
** تدمير شامل
الصحيفة نقلت عن أحد الفلسطينيين من سكان عبسان الكبيرة لم تسمه: "كان هناك دمار في الماضي، ولكن ليس كما هو الحال الآن".
وأكد أن "الدمار شامل، شرق خان يونس، خزاعة، عبسان، بني سهيلة، كل شيء مُدمر. ما لم يُقصف دُمّر بالجرافات".
فيما قال شاهد عيان آخر من منطقة بني سهيلا لم تسمه الصحيفة: "لم يكن (التدمير) من الجو، وإنما بالجرافات. كل يوم، انفجارات وتدمير. تسمعه في كل مكان".
ونقلت عن خبير البيانات الجغرافية في الجامعة العبرية بالقدس عدي بن نون، أن نحو 2200 مبنى دُمّرت في وسط خان يونس وحده منذ مايو، أي حوالي 7.6 بالمئة من إجمالي المباني في المنطقة.
وقدّر أن 67 بالمئة من جميع المباني في المنطقة دُمرت أو تضررت بشكل كبير قبل مايو، والنسبة الإجمالية بلغت الآن 74 بالمئة.
و"يُقارن ذلك بـ89 بالمئة في رفح (جنوب) حتى مايو، و43 بالمئة في دير البلح (وسط)"، وفق بن نون.
وقال أحد الفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح: "هذا ليس مجرد قتال، بل تدمير شامل. لم يبقَ هناك شيء. لم يتخيل أحد مثل هذه القسوة. كل شيء اختفى ببساطة، دُمّر".
وحسب الصحيفة فإنه "في جميع أنحاء قطاع غزة، يُقدر أن 70 بالمئة من المباني دُمرت بالكامل أو تضررت لدرجة أنها لم تعد صالحة للسكن".
وأردفت: "هذا إضافة إلى (تدمير) الغالبية العظمى من المباني العامة والطرق والبنية التحتية".
و"تُقدر الأمم المتحدة إجمالي أنقاض غزة بنحو 50 مليون طن، وتتوقع أن يستغرق إزالتها 21 عاما على الأقل"، وفق الصحيفة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.