
خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، مساء الأربعاء، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال كارني، في مؤتمر صحفي: "نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025".
وتابع: "إننا نعتزم القيام بذلك لأن السلطة الفلسطينية ملتزمة بقيادة الإصلاحات التي طال انتظارها".
وأضاف كارني أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين قتلوا على يد إسرائيل وإن الآلاف غيرهم "على شفا المجاعة"، مؤكداً : "كندا تدين الحكومة الإسرائيلية لتفاقم الوضع في غزة إلى هذا الحد".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
ووفق أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الأربعاء نحو 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا.
شدد كارني على أن بلاده ملتزمة بحل الدولتين منذ سنوات عديدة، مشيرا إلى أنها لم تجد السلام الذي توقعته في هذه المرحلة.
واستضافت نيويورك فعاليات مؤتمر حل الدولتين الاثنين والثلاثاء، برئاسة السعودية وفرنسا وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
ومساء الثلاثاء، دعا البيان الختامي لمؤتمر حل الدولتين الذي شاركت فيه فلسطين وغابت عنه الولايات المتحدة إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وأشار رئيس الوزراء الكندي إلى أن خطوات مثل خطة الاستيطان التي تدعو إلى ضم الضفة الغربية، والتي تم التصويت عليها في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، تقوض عملية السلام.
وبأغلبية 71 نائبا ومعارضة 13 من أصل 120، أيد الكنيست مساء الأربعاء، اقتراحا قدمه النواب سيمحا روتمان (حزب الصهيونية الدينية) وليمور سون هار ميليش (القوة اليهودية) ودان إيلوز (الليكود).
ويدعو الاقتراح الحكومة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها غور الأردن، وهو اقتراح "تصريحي فقط، وليس له أي قوة قانونية مُلزمة، ولكنه يحمل ثقلا رمزيا وتاريخيا كبيرا"، وفق القناة "14" العبرية الخاصة
ولفت رئيس الوزراء الكندي إلى الوضع الإنساني المتدهور بسرعة في غزة وعرقلة الحكومة الإسرائيلية لإمدادات الغذاء وغيرها من المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المنطقة.
وقال كارني: "إن أي طريق نحو السلام الدائم بالنسبة لإسرائيل يتطلب أيضا الاعتراف بوجود دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقرة، وحق إسرائيل غير القابل للتصرف في الأمن".
وأشار إلى التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء انتخابات عامة في عام 2026، مبيناً أن كندا ستقدم 30 مليون دولار إضافية لتلبية احتياجات الفلسطينيين و10 ملايين دولار لدعم الاستقرار في الضفة الغربية المحتلة.
ويأتي إعلان كارني عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الجاري، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.