
- أكثر من مليون شخص شاركوا في احتجاجات وفعاليات بمناطق متفرقة في إسرائيل ضمن الإضراب - الإضراب شهد مشاركة نقابتا المحامين والأطباء ومنتدى رجال الأعمال وعدة جامعات ومئات الشركات الخاصة والبلديات والمنظمات - الاحتجاجات شملت مسيرات وإغلاق شوارع رئيسية أمام حركة السير وإشعال النيران بعدة طرق - مواجهات عنيفة اندلعت بين آلاف المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية أمام مقر حزب "الليكود" في تل أبيب - الشرطة اعتقلت 38 متظاهرا في أنحاء البلاد خلال مشاركتهم بفعاليات الإضراب الشامل - نتنياهو ووزيرا الأمن القومي والمالية هاجموا الاحتجاجات وقالوا إنها تصب في صالح حركة حماس - صحيفة "كالكاليست" أشارت إلى أضرار اقتصادية أصابت المطاعم وخطوط المواصلات
شارك أكثر من مليون شخص في احتجاجات وفعاليات بمناطق متفرقة في إسرائيل، الأحد، ضمن إضراب عام دعت إليه عائلات الأسرى وقتلى الجيش في قطاع غزة، للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع حركة حماس.
وذكرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان، أن أكثر من مليون شخص شاركوا في المظاهرات والاحتجاجات والفعاليات التي جرت في أنحاء إسرائيل.
وجاء البيان في ختام إضراب عام شمل تعطيل مرافق حيوية وشركات كبرى، احتجاجا على ما وصفته العائلات بـ"تجاهل السلطات لمعاناة الرهائن وذويهم".
وشددت عائلات الأسرى على أن انتهاء الفعاليات في مقر "ساحة الأسرى" بتل أبيب، لا يعني توقف الحراك ضد الحكومة.
وأكدت أنها ستواصل الدعوة للانضمام إلى أي فعاليات أو مظاهرات أخرى، حتى تتم إعادة الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وفي الاحتجاجات، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لن نجعل الحكومة تضحي بالمختطفين (الأسرى)" وفق الهيئة.
وفي 10 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت عائلات الأسرى وقتلى الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي في تل أبيب، نيتها تنفيذ إضراب شامل وشل الحياة في 17 من الشهر نفسه.
** مشاركة واسعة
القناة "12" العبرية، ذكرت أن حشودا غفيرة شاركت في التجمع المركزي لإعادة الأسرى وسط تل أبيب، لافتة تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بصفقة تبادل تؤدي للإفراج عن الأسرى "حتى لو على حساب وقف الحرب" في القطاع.
كما شاركت نقابات كبرى في إسرائيل، بينها نقابتا المحامين والأطباء ومنتدى رجال الأعمال، في الإضراب العام، إلى جانب جامعات مختلفة منها جامعة بن غوريون، في منطقة النقب (جنوب)، والجامعة المفتوحة بتل أبيب، والجامعة العبرية في مدينة القدس الغربية.
وانضمت مئات الشركات الخاصة والبلديات والمنظمات في أنحاء البلاد إلى الإضراب، وفق الهيئة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "عشرات الفنانين والمشاهير والرياضيين الإسرائيليين، أعلنوا دعمهم للإضراب ومشاركتهم فيه".
كما انضم للإضراب العام بعض السلطات المحلية مثل مجالس رمات هنيقف ومرج يزرعيل، فيما سمح اتحاد عمال مطار بن غوريون للعاملين بالانضمام بشكل فردي، مع التحذير من الإزدحامات وتأخيرات في الوصول إلى المطار.
وانضم للإضراب عدد واسع من الشركات الكبرى، بينها "مايكروسوفت"، "ميتا"، "ويكس"، وشركة "تنوفا"، وفق وسائل إعلام عبرية.
** احتجاجات عارمة
في تل أبيب، بدأت الفعاليات صباحًا بمسيرات ووقفات احتجاجية عند مداخل المدينة، تلتها مسيرة الأطباء بالمعاطف البيضاء نحو ميدان المخطوفين الذي أقيمت فيه المسيرة المركزية مساء.
وشهدت عدة طرق ومفترقات رئيسية، منها رعنانا، شيلات، نحشون ونهلال، إغلاقا تاما أمام حركة المرور.
وفي بعض المناطق، أشعل المتظاهرون النيران على الطرق، ما تسبب في تعطيل حركة السير بشكل كبير، وفق ما ذكرته "هيئة البث".
كما نظمت مظاهرات متفرقة في اورشليم القدس، حيفا وبئر السبع، إضافة إلى مسيرات مركبات على الطرق الرئيسة.
وأغلق متظاهرون في الساعة الأخيرة من الإضراب العام محاور مركزية ومفترقات كثيرة في أرجاء إسرائيل أمام حركة السير، وأضرموا النار في إطارات مطاطية على الطرق في بعض الأماكن.
** مواجهات أمام حزب نتنياهو
وضمن الاحتجاجات، اندلعت مواجهات عنيفة بين آلاف المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية أمام مقر حزب "الليكود" في تل أبيب الذي يتزعمه نتنياهو.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن مسيرة ضمت آلاف المتظاهرين انطلقت من ساحة "هاتوفيم" (الأسرى) باتجاه مقر الحزب المعروف بـ"قلعة زئيف"، رغم تحذيرات الشرطة بعدم الاقتراب من المكان.
وأوضحت صحيفة "كالكاليست" العبرية أن الشرطة حاولت منع المتظاهرين من الوصول إلى المبنى، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.
ووفق القناة "12" العبرية، أشعل المتظاهرون إطارات في شارع الملك جورج قرب مقر الحزب، فيما اعتقلت الشرطة 4 أشخاص، قبل أن ترفع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العدد إلى 6 معتقلين.
** مشاركة سياسيين
شارك الرئيس الإسرائيلي اسحاق هيرتسوغ، في الاحتجاجات بميدان المخطوفين في تل أبيب، لإبداء تضامنه مع عائلاتهم.
وقال في كلمة مقتضبة امام الحشود: "لن ننسى المخطوفين ونبذل قصارى جهدنا من أجل إعادتهم".
ودعا المجتمع الدولي إلى "ممارسة الضغط على حركة حماس لتفرج عن المخطوفين فورا"، وفق "هيئة البث".
كما شارك زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، بفعاليات الإضراب، حيث نشر عبر "إكس" مقطعا مصورا ظهر فيه مشاركا في إحدى المظاهرات بتل أبيب.
وقال لابيد في المقطع: "نحن نُعطّل الدولة اليوم، لأنه لا يمكن للحكومة أن تضحي بأسرانا في غزة. هم مواطنون، وعلى الحكومة أن تعيدهم إلى عائلاتهم".
وأضاف: "لن يوقفونا، لن يرهقونا، ولن يجعلونا نيأس"، مختتمًا: "سنواصل الكفاح حتى يعود الأسرى إلى بيوتهم. ستكون هناك صفقة، ستتوقف الحرب، وكل من له بيت سيعود إليه".
** اعتقالات
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة، قالت إن الشرطة "اعتقلت 38 متظاهرا في أنحاء البلاد، خلال مشاركتهم بفعاليات الإضراب الشامل الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم".
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة "قمعت المتظاهرين في القدس وتل أبيب باستخدام خراطيم المياه، بعد محاولتهم إغلاق عدد من الشوارع والأنفاق والجسور".
ونقلت عن الشرطة قولها، إن المتظاهرين "أغلقوا شوارع رئيسية وأشعلوا إطارات وعطلوا حركة السير".
** الحكومة تهاجم
هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فعاليات الإضراب والمظاهرات التي نظمها أهالي الأسرى المحتجزين بغزة.
ونقلت هيئة البث الرسمية عن نتنياهو قوله في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية: "الذين يدعون اليوم لإنهاء الحرب دون القضاء على حماس، لا يكتفون بتقوية مواقفها وإبعاد صفقة إعادة أسرانا، بل يضمنون أن تعود فظائع السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023)، وأن نجد أنفسنا في حرب لا نهاية لها".
كما قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، في منشور على منصة شركة إكس" الأمريكية إن الإضراب "يعزز حركة حماس ويُبعد استعادة الأسرى".
بينما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن "شعب إسرائيل يستيقظ هذا الصباح على حملة سيئة وخطيرة نظمت لصالح حماس، وتدفن الأسرى في الأنفاق".
وأوضح في تدوينة على "إكس" أن حملة الإضراب "تحاول دفع الدولة للاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر"، على حد وصفه.
** أضرار اقتصادية
وبشأن تأثير الإضراب والمظاهرات على الداخل الإسرائيلي، أفادت القناة 12 العبرية، بوجود انخفاض ملحوظ في حجوزات المطاعم، وتسجيل "انخفاض معتدل" في مشتريات بطاقات الائتمان بنسبة 5.5 بالمئة، مقارنة بيوم الأحد الماضي.
وأكدت القناة أن الكثير من المطاعم أغلقت أبوابها، اليوم الأحد، بسبب يوم "الإضراب" بمدينة تل أبيب.
فيما أوردت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية، أن مئات آلاف من الإسرائيليين خرجوا للتظاهر في جميع أنحاء البلاد، للمطالبة بعودة الأسرى، ورفعوا شعار: "كفى فوضى".
ونوهت الصحيفة العبرية "كالكاليست" إلى أنه طوال اليوم، أُغلقت سلسلة من التقاطعات والطرق في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي يترك أثره على الاقتصاد الإسرائيلي.
وانضمت "عدة مطاعم ومقاهي للإضراب، حيث أغلقت أبوابها أمام الزبائن"، وفق "هآرتس".
كما تعطلت الكثير من خطوط المواصلات في أنحاء البلاد، أبرزها القطارات، ما سبب ازدحامات سير خانقة، وفق إعلام عبري.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى، نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل مع "حماس" لأسباب سياسية تتعلق بعدم تفكيك ائتلاف حكومته وتمسكه بالبقاء في الحكم.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 قتيلا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصا، بينهم 108 أطفال.