ناشط تونسي بأسطول الصمود: كسر حصار غزة واجب ومستعدون للسيناريوهات

14:402/09/2025, вторник
تحديث: 2/09/2025, вторник
الأناضول
ناشط تونسي بأسطول الصمود: كسر حصار غزة واجب ومستعدون للسيناريوهات
ناشط تونسي بأسطول الصمود: كسر حصار غزة واجب ومستعدون للسيناريوهات

الطبيب التونسي محمد أمين بالنور: - تهيأنا لكل التوقعات وبينها قرصنة إسرائيل على سفن الأسطول أو قصفها - عشرات السفن ستشارك من تونس في الأسطول المتجه إلى غزة وهذا شرف لنا - ننسق مع السلطات في تونس والجزائر وموريتانيا لتسهيل انطلاق الأسطول - ندعو لتحرك الشعوب لإغاثة غزة ولن يكون الأسطول الحالي هو الأخير

قال الناشط التونسي محمد أمين بالنور عضو هيئة تسيير "أسطول الصمود المغاربي"، الثلاثاء، إن الاستعدادات اكتملت لانطلاق عشرات القوارب من شواطئ تونس الخميس المقبل، للالتقاء بأسطول الصمود العالمي المبحر نحو قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عليه.

وأكد بالنور، في مقابلة مع الأناضول، أن كسر الحصار على غزة "واجب أخلاقي وإنساني"، مشيرا إلى استعداد الأسطول الحالي لكل السيناريوهات المتوقعة من إسرائيل للقرصنة على السفن ومنعها من الوصول إلى القطاع.

والأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن "أسطول الصمود العالمي" من ميناء برشلونة الإسباني، كما تحرك من ميناء جنوة شمال غرب إيطاليا، الاثنين، عدد من المراكب المحملة بمساعدات للانضمام إلى الأسطول في جزيرة صقلية الإيطالية، ثم مواصلة رحلتها إلى موانئ تونس الخميس، ثم إلى غزة.

بالنور تحدث عن آخر الاستعدادات لانطلاق الأسطول من تونس بالقول: "التحضيرات كانت صعبة وطويلة امتدت طيلة ثلاثة أشهر".

وقال إن نقطة التقاء قوارب الأسطول في تونس الخميس المقبل "تعد شرفا لبلدنا سيدونه التاريخ لتونس وشعبها".

وأضاف أن الأسطول "سينطلق إلى نقطة معينة في البحر المتوسط (لم يذكرها) ومنها سيكون الإبحار مباشرة نحو القطاع".

ومشيرا إلى اكتمال الاستعدادات لانطلاق الأسطول من تونس، أفاد أن عشرات السفن ستشارك في الأسطول المتجه إلى غزة.

وأضاف: "جوانب أمنية تمنعنا من كشف العدد بدقة ونحن على علم بمحاولات عرقلة من الكيان الصهيوني وأذرعه".

بالنور، وهو المتحدث الرسمي لـ"أسطول الصمود المغاربي"، زار بصفته طبيبا جراحا قطاع غزة العام الماضي ضمن بعثة طبية دولية وكان شاهدا على المآسي التي تعرض لها الفلسطينيون جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 23 شهرا.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 63 ألفا و633 قتيلا، و160 ألفا و914 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيا بينهم 130 طفلا.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

** المشاركة التونسية

وقال بالنور إن سفن الأسطول العالمي "تبحر حاليا في عمق البحر بعد أن انطلقت من إسبانيا وإيطاليا بمشاركة ناشطين من نحو 45 دولة، وستلتحق سفن إضافية من موانئ أخرى في البحر المتوسط والاتجاه سيكون نحو تونس".

وذكر أن "الأسطول يتضمن مشاركة المئات من محامين وأطباء ومدنيين من جميع البلدان الأوروبية والآسيوية ومن البرازيل والمغرب العربي".

وعن المشاركة التونسية في الأسطول، قال بالنور: "كانت هناك معايير للمشاركة، وسجّل 150 شخصا للانضمام إلى الأسطول".

وأضاف: "حضر هؤلاء أيام تدريبية مكثفة في المقاومة اللاعنفية التي تقوم عليها المبادرة لكن كان صعبا علينا إيجاد سفن لكل هذا العدد، نظرا لقلة السفن المهيأة وأسعارها الغالية، ولهذا ستتضاءل أعداد المشاركين إلى عشرات فقط من تونس".

وحول تعاون السلطات الرسمية مع الأسطول المغاربي، قال بالنور: "حتى هذه الآونة السلطات في تونس والجزائر وموريتانيا متعاونة والتسهيلات واضحة والتعاون والتواصل معها عل أشده".

وأشار إلى أن التحضيرات لانطلاق الأسطول "كانت معقدة جدا وتشرف عليها هيئات ودول وليس مجموعة شباب عزل ينسقون في مقاه أو حدائق".

وأوضح أن "الاجتماعات كانت يومية لاستئجار سفن والتنسيق مع الطواقم البحرية والسلطات الرسمية ومختلف الهيئات المغاربية والآسيوية والأوروبية لأن المعاناة الإنسانية في غزة تقتضي كل تلك الجهود".

** العراقيل الإسرائيلية

وعن ردود الفعل المتوقعة من إسرائيل ضد الأسطول المبحر نحو غزة، قال بالنور: "إسرائيل التي لا تتوانى في قتل الأطفال الفلسطينيين العزل في بيوتهم لا يستغرب منها الوقوف ضد النشطاء العالميين والمدنيين العزل في هذه المبادرة".

وبشأن استعدادات الأسطول للعدوان الإسرائيلي المتوقع على السفن المتوجه لكسر الحصار عن غزة، أكد بالنور: "في الجلسات التحضيرات وضعنا كل السيناريوهات على الطاولة".

وأشار إلى أن "العراقيل قد تتم منذ خروج الأسطول من الموانئ، وقد تكون هناك عراقيل دبلوماسية وبيروقراطية في السماح بالسفر والخروج من الموانئ مع سفينة حنظلة رأينا تعطيل ميكانيك السفن كالمحركات والمراوح ".

وأضاف: "هناك أيضا سيناريوهات متوقعة في عرض البحر بقيام قوات البحرية الصهيونية بالقرصنة على الأسطول، لكننا نتوقع كل شيء، بما في ذلك قصف السفن".

وزاد: "حتى لو تم الاشتباك مع العدو الصهيوني وأسر نشطاء الأسطول الحالي أو الاعتداء عليهم بأي شكل، فإن أحرار و كرماء العالم سيأتون من كل فج عميق، لأن هذا ديدن الإنسان الحر".

ولإسرائيل سجل أسود في قمع المحاولات المدنية العالمية لكسر حصار غزة، وآخرها يوليو/ تموز الماضي حين اقتحمت قواتها البحرية سفينة "حنظلة" التي تقل متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى غزة، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، استولى الجيش الإسرائيلي على سفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية" من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطا دوليا كانوا على متنها، ولاحقا رحلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.

** الواجب الأخلاقي

ووسط التحديات والعراقيل الإسرائيلية المتوقعة، تحدث بالنور عن جدوى محاولات كسر الحصار عن غزة، قائلا: "نريد أن نلفت أكثر انتباه العالم الذي بدأ يستفيق، وهذا واضح في عديد البلدان في أوربا وأمريكا وآسيا، نحن أمام واجب أخلاقي إنساني وبالنسبة لنا في البلدان العربية الاسلامية فهو واجب ديني أيضا".

وتابع: "واجب على أي فرد فيه ذرة إنسانية أن يتحرك، فضلا عن أن يكون عربيا أو مسلما، نحن نرى أمريكان وإسبان يأتون عن بعد أميال عديدة للدفاع عن غزة ليفدونها بدمائهم، وهو أمر نبيل يفرض على الإنسان ألف وقفة: لماذا هم وليس نحن".

وشدّد بالنور على أن "الأمر أصبح أخلاقيا أن تتحرك الشعوب بعد أن تخاذل الجميع رسميا أو تواطأ الجميع رسميا مع العدو الصهيوني".

وأوضح أن أسطول الصمود المغاربي هو "محاولة جديدة كسابقتها قافلة الصمود المغاربية، وهذه المحاولات لها ما بعدها، ولن يكون الأسطول الحالي هو الأخير".

وفي 9 يونيو/ حزيران الماضي، انطلقت من تونس "قافلة الصمود المغاربية البرية لكسر الحصار عن غزة"، وعبرت إلى ليبيا، وتحديدا مدينة سرت.

لكن القافلة، التي كانت تضم أكثر من 1500 ناشط، تراجعت إلى مدينة مصراتة، إثر رفض حكومة الشرق الليبي مرورها نحو معبر مساعد الحدودي، قبل إعلانها مغادرة ليبيا والعودة إلى تونس في 18 يونيو.

#اسطول الصمود المغاربي
#تونس
#كسر الحصار عن غزة