
مؤتمر صحفي لمتحدث الخارجية ماجد الأنصاري في الدوحة..
أفاد متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، بوجود اتصالات يجريها الوسطاء للوصول إلى "نموذج مختلف" بشأن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحفي بالدوحة تابعه مراسل الأناضول، قال الأنصاري الذي تقود بلاده وساطة مع مصر، إن "هناك اتصالات لمحاولة وقف العمليات (الإبادة الإسرائيلية بغزة)، والعودة للمفاوضات، لكن لا جديد، ولم ترد إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار حتى اللحظة ولم نر (منها) غير التصعيد والاستمرار في مساعي احتلال غزة".
وأكد أن أي مقترح جديد مرتبط بوجود إرادة حقيقية لبحثه، مؤكدا أن "الاتصالات مستمرة مع أطراف الصراع والأطراف الإقليمية".
ودعا متحدث الخارجية القطرية إلى عدم ربط إنهاء الأزمة الإنسانية بالصفقة في غزة، قائلا: "لا يجب أن يقبل المجتمع الدولي بربط القضية الإنسانية بصفقة الرهائن (..) يجب فتح المعابر وإدخال كل المساعدات وأي شيء دون ذلك انتهاك للقانون الدولي".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وردا على خيارات الوسطاء إزاء الجمود الحالي في مفاوضات غزة، أكد الأنصاري، أن الوسطاء سيواصلون الضغط والاتصالات لبحث مخرج لهذا الأمر.
وبشأن وجود مناقشات صفقة شاملة بغزة، أجاب المسؤول القطري: "هناك اتصالات تجرى للوصول إلى نموذج مختلف، ولن أخوض في التفاصيل، ولكننا منفتحون على كل الأفكار".
واستدرك: "لكن في الوقت الحالي العرض المطروح على الطاولة حتى الآن هو الذي وافقت عليه حركة حماس، وهناك تبادل أفكار ونبحث ما يمكن إنجازه".
واعتبر متحدث الخارجية القطرية تلويح إسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة "تهديدا وابتزازا وعدم رغبة بالسلام".
وشدد على أهمية الحضور الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، نافيا وجود اختلاف حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقامتها باستثناء إسرائيل، موضحا أن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر الشهر الجاري، فرصة للتأكيد على ذلك وعلى حل الدولتين.
وتعتزم دول غربية بينها فرنسا وأستراليا وكندا وبريطانيا وبلجيكا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الجاري.
وردا على سؤال بشأن تفاصيل الاجتماع المرتقب بعد غد الخميس لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، أجاب المسؤول القطري: "هذا السؤال يوجه للأمانة العامة للجامعة العربية ولكن قطر تعتبر هذه الاجتماعات خطوة ومحطة مهمة لتنسيق كثير من المواقف بخصوص المنطقة"، دون تفاصيل أكثر بشأنه.
ومنذ نحو أسبوعين، قدمت مصر وقطر مقترحا يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما ووافقت عليه حركة حماس، بينما تجاهلته الحكومة الإسرائيلية وذهبت لإقرار خطة لاحتلال مدينة غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح مواصلة الحرب بما يضمن بقاءه بالسلطة، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفا و633 قتيلا، و160 ألفا و914 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيا بينهم 130 طفلا.
وبموازاة حرب الإبادة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1016 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.