
وفق بيان صحفي حذر من التداعيات الخطيرة للنزوح القصري للفلسطينيين الذي تسعى إسرائيل إلى تنفيذه في مدينة غزة وشمال القطاع
حذّر الدفاع المدني بقطاع غزة، الثلاثاء، من التداعيات الخطيرة لمخطط إسرائيل تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع، مؤكدا أنه سيقود لكارثة كبرى وسط التدمير الهائل جراء عمليات النسف الواسعة للمنطقة.
جاء ذلك في بيان صحفي تلاه متحدث الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، حول "التداعيات الخطيرة للنزوح القسري للمواطنين الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه في غزة والشمال".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه بدأ بتجنيد عشرات آلاف الجنود في إطار الاستعدادات لاحتلال مدينة غزة، متجاهلا تحذيرات دولية بشأن حدوث كارثة إنسانية في المدينة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وقال بصل إن "الاحتلال الإسرائيلي يخطط للزج بأكثر من مليوني فلسطيني بالقطاع في سجن مطبق يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الآدمية، عبر سياسات التهجير القسري والنزوح المتكرر".
وأكد أن "عمليات النزوح التي يفرضها جيش الاحتلال تمثل أحد أشكال التطهير العرقي بحق المدنيين الفلسطينيين".
كما بيّن أن "مدينة غزة تتعرض حاليًا لقصف غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في منطقتي الصبرة والزيتون.
وأشار إلى أن "المنطقة التي يحاول الاحتلال دفع سكان مدينة غزة وشمال القطاع للنزوح إليها لا تتجاوز 12 بالمئة من مساحة القطاع".
وكشف بصل أن "الاحتلال دمّر أكثر من 70 بالمئة من مناطق حي الزيتون، والصبرة، وجباليا، وجباليا النزلة، والبلد" شمالي غزة، إضافة إلى "تدمير أكثر من 85 بالمئة من منازل المواطنين والبنى التحتية في حيي الشجاعية والتفاح" شرق المدينة.
وبخصوص مخططات التهجير، أشار بصل إلى أن "الاحتلال يسعى لإجبار نحو مليون ونصف المليون من سكان مدينة غزة والشمال على النزوح نحو وسط وجنوب القطاع، في إطار خطة تهدف إلى إخلاء المحافظتين بشكل كامل تحت ذرائع مناطق إنسانية".
وحذّر بصل من "التداعيات الإنسانية الكارثية لهذه السياسات"، مؤكدًا أن "ما يجري هو تهجير قسري يستهدف تغيير الواقع الديمغرافي في غزة والشمال، ويعرّض مئات آلاف المدنيين للجوع والمرض والموت البطيء".
وأضاف بصل أنه "تم استهداف عدة بنايات بشكل مباشر"، موضحا أن "هذا التصعيد يتماشى مع البيان الرسمي الصادر عن الدفاع المدني، والذي وصف الوضع في المدينة بأنه كارثي".
كما حذّر من "مرحلة خطيرة قادمة في حال تم تنفيذ مخطط الاحتلال بفرض نزوح جماعي من المدينة".
ووجه بصل نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، مؤكدًا أن "الدفاع المدني يعاني من صعوبات شديدة في الاستجابة لنداءات الاستغاثة بسبب استهداف ما تُعرف بالمناطق الآمنة، ما يصعّب على سيارات الإسعاف والطواقم الطبية الوصول إليها".
كما طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ "اتخاذ موقف حاسم لإنهاء الحرب" الإسرائيلية على القطاع.
وأكد أن "الشعارات وحدها لم تعد تكفي، ومن يسعى للسلام عليه أن يتخذ خطوات فعلية على أرض الواقع لوقف المجازر والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".
وقالت حركة حماس في بيان، الثلاثاء، إن مدينة غزة تشهد حربا إسرائيلية مفتوحة يشنها "مجرم حرب" ضد المدنيين الفلسطينيين.
والجمعة، أعلنت إسرائيل مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة"، وبدأت غارات وعمليات نسف واسعة تسفر عن مقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين، ودمار هائل في المدينة المنكوبة.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وبحسب الطرح الذي قدمه نتنياهو، فإن الخطة تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفا و633 قتيلا، و160 ألفا و914 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 361 فلسطينيا بينهم 130 طفلا.