
صحيفة "هآرتس": - فرقة "أوريا" تعمل تحت إشراف الجيش وتعرض حياة الجنود للخطر وتستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية - الفرقة تعمل منذ عام وترتبط بشقيق رئيس "الشاباك" وليس واضحا إلى أي مدى تخضع لضباط الجيش
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأربعاء، عن أن فرقة غير نظامية تسمى "أوريا" تضم مستوطنين إسرائيليين من الضفة الغربية المحتلة وتنشط في تدمير منازل الفلسطينيين بقطاع غزة.
الصحيفة قالت إنه "منذ عام، تعمل فرقة غير نظامية تحت إشراف الجيش الإسرائيلي في غزة، وتعرض حياة الجنود (الإسرائيليين) والفلسطينيين العُزّل للخطر".
وأضافت أنها "تُدخل الجنود إلى أنفاق ومبانٍ قد تحتوي على متفجرات ومسلحين، وتستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية، وليس واضحا إلى أي مدى تخضع لضباط الجيش".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الإبادة 63 ألفا و633 قتيلا، و160 ألفا و914 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 367 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.
** شركات مقاولات
و"قوة أوريا" هي إحدى فرق تدمير غزة، وترتبط ببتسلئيل زيني، شقيق رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) المُعيّن ديفيد زيني، بحسب الصحيفة.
وتابعت: "يُشاهد هؤلاء في جميع أنحاء غزة وهم يشغلون أدوات هندسية ثقيلة لغرض واحد، وهو التدمير".
وأفادت بأنهم "ليسوا إطارا عسكريا منظما، بل قوات صغيرة شُكّلت بمبادرات مستقلة".
الصحيفة أوضحت أنه "يُجنّد مدنيون، كثير منهم مستوطنون، في قوات الاحتياط من خلال شركات مقاولات، بهدف تدمير المباني والأنفاق، أو كما يُشاع بين المُطّلعين على الموضوع: تدمير غزة".
وتابعت: "يؤكد القادة والضباط وجنود الاحتياط أن هذه الفرق تعمل بلا إشراف ولا تخضع لسيطرة، ولا يحدد الجيش هوياتهم بوضوح".
كما "لا يتبع أعضاء تلك الفرق إرشادات السلامة، وعَرّضوا حياة جنود وفلسطينيين عُزّل للخطر أكثر من مرة أو مرتين"، وفقا للصحيفة.
** بلا ضوابط
و"من الفرق البارزة قوة أوريا، إذ عُيّن فيها ما بين 10 و15 مُشغّلا لأدوات هندسية (جرافات وحفارات)، وتعمل في غزة منذ عام بمواقع مُختلفة، أحدثها خان يونس (جنوب)"، وفقا للصحيفة.
ونقلت عن ضابط هندسة بغزة لم تسمه: "كان أبراهام أزولاي، الذي قُتل برصاصة أُطلقت على مقصورة جرافته، جزءا من قوة أوريا".
وأوضحت أن "ذلك حدث قبل نحو شهرين بخان يونس، وكان أزولاي (25 عاما) مستوطنا من مستوطنة يتسهار، ومتورطا في أعمال تدمير بإحدى مناطق خان يونس".
كما نقلت عن قائد عسكري لم تسمه: "إنهم (عناصر هذه الفرق) لا يُبلّغون عن الموقع والعمل المطلوب منهم، لا للكتيبة ولا للواء ولا للفرقة، وليس واضحا مَن يعلم بدخولها إلى منطقة قتال".
واستطردت: "وفقا للأوامر، يجب الإبلاغ عن كل جندي أو قوة تدخل غزة، لضمان مغادرة كل مَن يدخل. هذه القاعدة ينفذها كبار المقاولين العاملين مع وزارة الدفاع، ولكن بالنسبة للقوات المستقلة (بينها فرق الهدم) لا يتم تنفيذ لك".
** ناشطون باليمين المتطرف
وقال قائد عسكري آخر للصحيفة: "نخسر جنودا، لأن كل سائق جرافة أصبح يقدم المشورة للقادة بشأن ما إذا كان من الصحيح دخول المباني أو العمل في نفق أم لا".
وشدد على أن "تجاهل الجيش لهذا الوضع وعدم التحقيق في المشكلة سيؤدي إلى المزيد من الوفيات".
وأفاد بأن "أوريا والفرق المستقلة المشابهة يتم تجنيد أعضائها في مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة من المستوطنات، وبعضهم ناشطون بارزون بين اليمين المتطرف في الضفة الغربية".
الصحيفة نقلت عن قائد بمنظومة الهندسة العسكرية بغزة لم تسمه قوله: "لا يملك الجيش ما يكفي من القوات والمعدات لتنفيذ المهام المطلوبة، وتأتي شركات المقاولات الكبرى بمعدات عالية الجودة ومحترفين على دراية بالعمل".
وتابع: "مشكلة قوة أوريا هي أنهم ليسوا ذوي خبرة في العمل، ولا ينتمون إلى أي إطار، وغالبا ما يسيرون ككتيبة على الأرض، ندرك أن هذا الوضع غير صحيح، لكن الجميع يفضل تجاهله".
** راتب خيالي
وبحسب الصحيفة فإن "هؤلاء المتطرفين يدركون أن عملهم ليس مجرد إغراء أيديولوجي بهدم مباني ومنازل الفلسطينيين، ولكنه مجد ماليا أيضا".
وأوضحت أن "كل عنصر من فرق الهدم يحصل يوميا على 6 آلاف شيكل (1775 دولار أمريكي).. وهو راتبٌ خياليٌّ".
ومحاولا نفي فوضى "فرقة أوريا"، قال الجيش في تعليق للصحيفة إنها "قوة عسكرية من جنود الاحتياط من وحدات متنوعة تُشغّل أدوات هندسية بينها حفارات بجنوب قطاع غزة".
وأضاف أن "أي ادعاء بأن هذه قوة غير نظامية تعمل بطريقة تُعرّض الجنود للخطر هو ادعاء باطل"، بحسب ادعاء الجيش.