
يفعات تومر يروشالمي أقرت بأنها "تتحمل مسؤولية نشر مواد إعلامية لمواجهة الدعاية الكاذبة لمسؤولين بالجيش الإسرائيلي"..
قدمت المدعية العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، الجمعة، استقالتها من منصبها، على خلفية تسرب فيديو من سجن "سدي تيمان" سيء الصيت، يُظهر جنودا يعتدون بوحشية على أسير فلسطيني.
وبعد الاستقالة، أقرت تومر يروشالمي بأنها "تتحمل مسؤولية نشر مواد إعلامية لمواجهة الدعاية الكاذبة لمسؤولين بالجيش الإسرائيلي"، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقالت: "وافقت على نشر مواد إعلامية في محاولة لدحض الدعاية الكاذبة ضد مسؤولي إنفاذ القانون في الجيش".
كذلك أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن يروشالمي أعلنت استقالتها من منصبها خلال لقائها مع رئيس الأركان إيال زامير.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وفق ما نقلت عنه الإذاعة: "أبلغني رئيس أركان الجيش إيال زامير أنه تقرر تعليق مهام المدعية العامة العسكرية".
وأضاف أن هذه الخطوة جاءت "في ظل التحقيق الجنائي الجاري، والتحقيق في تورط مسؤولين في مكتب المدعي العام العسكري في التسريب".
كاتس تابع: "هذه قضية خطيرة أحدثت إهانةً فاضحة لجنود الجيش في أنحاء العالم".
وقال إن "كل من ينشر افتراءات دموية عن جنود الجيش الإسرائيلي لا يستحق ارتداء الزي العسكري".
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق بتسريب فيديو من سجن "سدي تيمان" (جنوب)، يُظهر جنودا يعتدون بشدة على أسير فلسطيني العام الماضي.
وقال الجيش في بيان: "تم فتح تحقيق جنائي في نشر الفيديو من سدي تيمان، ويُجرى التحقيق في تورط عناصر من النيابة العامة العسكرية".
ويُظهر الفيديو المسرب في أغسطس/آب 2024 جنودا في السجن وهم يأخذون جانبا أسيرا فلسطينيا مستلقيا على وجهه، ثم يحيطونه بدروع مكافحة الشغب أثناء اعتدائهم عليه.
ولاحقا، نُقل الأسير الفلسطيني لتلقي العلاج من إصابات بالغة.
وأثار الفيديو ردود فعل حقوقية غاضبة في أنحاء العالم، ودعوات لإغلاق السجن، حيث تعتقل إسرائيل فلسطينيين من قطاع غزة، وسط تقارير عن انتهاكات خطيرة وواسعة.
وبهذا الخصوص، قالت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا، الأربعاء، إن "قسم التحقيقات والاستخبارات في الشرطة يجري هذا التحقيق، بمساعدة مكتب النائب العام".
وأضافت ميارا عبر بيان: "في هذه المرحلة، ونظرا لاستمرار التحقيق، لا يمكن تقديم أي تفاصيل إضافية".
وفي فبراير/ شباط قدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد خمسة جنود إسرائيليين لاعتدائهم الخطير على الفلسطيني في "سدي تيمان"، وفق صحيفة "هآرتس".
وبحسب لائحة الاتهام، قام الجنود الخمسة بضرب السجين بشدة والاعتداء عليه بعد جلبه إلى منشأة الاحتجاز في 5 يوليو/تموز 2024، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، بما في ذلك كسر في الأضلاع وتمزق داخلي في المستقيم.
ووفق الصحيفة، حظرت المحكمة نشر أسماء المتهمين، وهم حاليًا غير محتجزين ولا يخضعون لأي شروط تقييدية.
وفي مايو/ أيار الماضي، كشف جندي بالجيش الإسرائيلي عن "فظائع مروعة" تُرتكب في "سدي تيمان"، وفقا لصحيفة "هآرتس".
وأفاد الجندي بمقتل معتقلين مدنيين من قطاع غزة في السجن جراء "تعذيب شديد"، فيما خضع آخرون لعمليات جراحية دون تخدير.
ويقبع بسجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد من المعتقلين، وفقا لمنظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.
وتزايدت الاعتداءات بحق المعتقلين الفلسطينيين، بموازاة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة لمدة سنتين منذ 8 أكتوبر 2023.
هذه الإبادة خلّفت 68 ألفا و643 قتيلا فلسطينيا، و170 ألفا و655 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
كما قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن ألف و63 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف، إضافة لاعتقال أكثر من 20 ألفا، بينهم 1600 طفل.






