أردوغان: جاهزون بكل إمكاناتنا لمساعدة غزة على التعافي

16:4031/10/2025, الجمعة
تحديث: 31/10/2025, الجمعة
الأناضول
أردوغان: جاهزون بكل إمكاناتنا لمساعدة غزة على التعافي
أردوغان: جاهزون بكل إمكاناتنا لمساعدة غزة على التعافي

كلمة في منتدى "تي آر تي وورلد" بإسطنبول..

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن بلاده جاهزة بكل إمكاناتها لمساعدة غزة على التعافي في أقرب وقت.


جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس أردوغان بانطلاق منتدى "تي آر تي وورلد" بإسطنبول تحت شعار "إعادة الإعمار العالمي: من النظام القديم إلى الواقع الجديد" ويستمر على مدى يومين.


وأشار الرئيس أردوغان إلى أن كل يوم يمر في الوقت الراهن يكشف عن الحاجة إلى بناء نظام عالمي أكثر عدلا وشمولا.


وبيّن خلال كلمته، في المنتدى الذي تنظمه قناة "تي آر تي وورلد" التركية الناطقة بالإنجليزية، أن الحروب والنزاعات وعدم المساواة والمظالم تكاد تحتل أجندة البشرية برمتها في يومنا.


وأوضح أن النظام الحالي المقام على يد المنتصرين في الحرب العالمية الثانية لا يتماشى مع حقائق العصر ومقتضياته.


ولفت الرئيس أردوغان إلى أن منظومة اتخاذ القرار غير العادلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تجعله غير قادر على إنتاج حلول للمشكلات المشتركة للإنسانية.


وأضاف: "على الرغم من أن المشكلات وسبل الحل تكون واضحة جدا في أغلب الأحيان، فإن الأبرياء ما زالوا يموتون في العديد من الأماكن بالعالم".


وذكر أن تركيا تؤكد دائما استحالة ترك مصير البشرية بيد 5 دول فقط (دائمة العضوية في مجلس الأمن)، وأنه لذلك يحرص على تكرار مقولته الشهيرة "العالم أكبر من خمسة".


وأردف: "من الواضح أن النظام الذي يتأخر في اتخاذ القرار حتى في أكبر الأزمات الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان الأكثر وضوحا، يحتاج إلى أفكار وإسهامات جديدة وإعادة هيكلة تُجسد الواقع".


** إسرائيل دمرت غزة فكيف يمكن أن تكون بريئة؟


وعن التطورات في غزة، أشار أردوغان إلى استشهاد نحو 70 ألف فلسطيني من سكان القطاع خلال آخر عامين جراء الهجمات التي شنتها إسرائيل على مرأى ومسمع من العالم، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، فضلا عن إصابة ما يزيد على 170 ألفا آخرين.


وقال: "لم يبقَ في غزة مبنى واحد سليما تقريبا، إذ قُصفت المدارس والكنائس والمساجد والمستشفيات بشكل متعمد".


واستنكر الرئيس التركي في هذا الإطار مزاعم بعضهم بأن "إسرائيل بريئة"، رغم كل ما جرى.


وتساءل مستنكرا: "كيف يمكن أن تكون بريئة؟ إسرائيل تملك أسلحة نووية وأقوى القنابل وإمكانية قصف غزة وقتما وكيفما تشاء. فكيف يمكن أن تكون بريئة؟".


وتابع: "بل على العكس، إسرائيل هي الظالمة بعينها. لديها أسلحة نووية وقنابل، وكل أنواع الأسلحة. أسلحة قصير المدى، ومتوسطة المدى، وطويلة المدى. كيف يمكن أن تكون بريئة؟".


وأشار الرئيس أردوغان إلى أن هذه الأساليب لا تنطلي على أحد، وخصوصا تركيا.


كما أكد أن إسرائيل استخدمت التجويع سلاحا قاتلا، خصوصا ضد الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحوا "جلدا على عظم".


ولفت إلى مقتل 270 صحفيا في غزة وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لنقل الحقائق إلى العالم في مواجهة آلة دعاية إسرائيلية مبنية على الأكاذيب.


وأضاف أن الصحفيين الفلسطينيين لم يفقدوا أرواحهم فحسب، بل فقدوا أبناءهم أيضا، مستشهدا بأن أحدهم فقد زوجته وأولاده هناك، كما "ارتقت أمهاتهم وآباؤهم شهداء في هذه المرحلة".


وشدد على أن المؤسسات المسؤولة عن حماية السلام والاستقرار العالمي لم تتخذ أي خطوة من شأنها أن توقف المجازر وتمنع الإبادة الجماعية وتنقذ أرواح الأطفال وسط هذه الأحداث.


أردوغان قال إن القرارات التي تتخذها الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يتم التضحية بها لحسابات المصالح داخل مجلس الأمن.


** انتقاد للإعلام الدولي


وأشار الرئيس التركي إلى أن هناك وسائل إعلام دولية تمركزت في إسطنبول خلال أحداث حديقة "غيزي" عام 2013 فشلت في تجاوز اختبار غزة "بسبب اللغة التي تبنتها لإخفاء الجناة بكل عناية".


وتابع: "باستثناء قلة قليلة من وسائل الإعلام والصحفيين الشجعان، لم يكن هناك من ينقل صوت المظلومين في غزة للعالم".


وأعرب عن ثقته بأن مجتمع الإعلام الدولي سيُجري حتما المحاسبة اللازمة حيال هذا الأمر بطريقة موضوعية، حتى وإن كان متأخرا.


وقال إن فضح الصحفيين الموجَهين الذين يستخدمون أقلامهم وكاميراتهم وشاشاتهم وأعمدتهم لإخفاء جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة، أمر مهم للغاية من حيث سمعة وسائل الإعلام.


وأشاد في هذا الإطار بالتغطية الإعلامية التي تواصلها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي" بتفانٍ كبير منذ اليوم الأول للإبادة الجماعية في غزة.


وأوضح أن المؤسسة لم تتوقف أبدا عن نقل أخبار غزة، وحقّقت نجاحا كبيرا في أرشفة ملفات الجناة، حتى أنها فقدت مصورها يحيى برزق، الذي ارتقى شهيدا في سبيل ذلك.


وأضاف الرئيس أردوغان: "أستذكر مرة أخرى بالرحمة ذكرى أخينا يحيى والصحفيين الذين قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية".


وذكر أنه في بداية المنتدى شاهدوا وصايا الصحفيين الشهداء في غزة، مضيفا: "إن شاء الله، الضمير الجمعي سيصون ذكرى يحيى برزق والصحفيين الآخرين، وسيضمن محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية أمام القانون في ضوء ما جمعوه بأنفسهم من أدلة مضحين بأرواحهم".


وأكد أن تركيا مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الصدد، واتخاذ الخطوات اللازمة على صعيد كافة المؤسسات المعنية، بدءا من محكمة العدل الدولية في لاهاي.


وقال إنه بعد عامين من الظلم، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، بدعم من تركيا أيضا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما جعل الفلسطينيين في غزة يتنفسون الصعداء.


وشدد على أن حماس تبدي الحرص على الالتزام بالاتفاق فيما "إسرائيل وكأنها تبحث عن ذريعة لخرقه واستئناف مجازرها".


وأشار الرئيس أردوغان إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بغزة، معظمهم أطفال، قبل يومين.


ولفت في هذا الإطار إلى نكث إسرائيل بمواثيقها، قائلا: "الجميع يعرف السجل السيئ لإسرائيل في الوفاء بتعهداتها. ولذلك، فإن استمرار وقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية إلى أشقائنا في غزة، والانتقال إلى مرحلة إعادة إعمار غزة، كلها أمور مرهونة بإجبار إسرائيل على فعلها".


وبخصوص مساعي إعادة إعمار قطاع غزة، أكد الرئيس أردوغان أن تركيا جاهزة بكل إمكاناتها لمساعدة غزة على التعافي في أقرب وقت.


وأردف: "كما كنا بالأمس، لن نترك أشقاءنا الفلسطينيين وحدهم أبدا، اليوم وفي المستقبل، وسنواصل الدفاع عن حل الدولتين".


وأشار إلى الأهمية الكبيرة للقرارات المتتالية الصادرة عن الدول للاعتراف بدولة فلسطين، داعيا البلدان التي لم تتخذ هذا القرار بعد إلى المبادرة اليوم قبل الغد، والاعتراف بدولة فلسطين.


وقتلت إسرائيل خلال حرب الإبادة في غزة التي بدأتها في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، 68 ألفا و643 فلسطينيا، وأصابت 170 ألفا و655 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.


كما ألحقت الإبادة دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في قطاع غزة، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.


وشدد الرئيس أردوغان على أن تركيا لا تتخذ المبادرات في غزة فحسب، بل في كل أزمة إنسانية يشهدها العالم.


وقال: "منذ اليوم الأول تولينا المسؤولية من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للحرب الروسية الأوكرانية، التي ستدخل عامها الرابع".


وأوضح أنه عبّر خلال مباحثاته مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن عزم تركيا تقديم كل أشكال الدعم من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار في المرحلة الأولى، ومن ثم سلام دائم بين البلدين.


وأعرب عن أمله إيجاد حل وسط بين الطرفين في المستقبل القريب، وأن يُفتح الطريق أمام الشعبين الجارين للعيش جنبا إلى جنب بسلام من جديد.


ولفت الرئيس أردوغان إلى أن تركيا ستواصل تقديم كل المساهمات الممكنة من أجل تحقيق ذلك.


كما أكد أن تركيا ساعدت أيضا في حل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا، والتي كانت تحمل في طياتها إمكانية التحول إلى أزمة كبرى.


وأشار إلى الدور الرئيسي الذي قامت به تركيا في تجاوز الأزمة التي اندلعت في الأسابيع الماضية بين البلدين الشقيقين أفغانستان وباكستان.


وذكر أن جهود الوساطة التي قام بها جهاز الاستخبارات التركي في هذا الصدد، آتت ثمارها خلال فترة قصيرة، كدليل على الثقة التي تحظى بها تركيا، ليتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين.


وأعرب الرئيس التركي عن أمله أن يصبح هذا الاتفاق دائما.


ولفت إلى أن الذين يعيشون بأنانية كبيرة غير مبالين بالفقر والنزاعات والأزمات التي تقع خلف حدودهم مباشرة، لن يستطيعوا أن يعِدوا حتى أبناءهم، بمستقبل مشرق، فضلا عن الإنسانية جمعاء.


وشدد على أن من يصمت أمام الظلم يعد متواطئا فيه، وأن الرضا بالظلم هو ظلم أيضا.


وأضاف: "نحن، كأناسٍ نؤمن بيوم الحساب، لا يمكننا أن نرضى بالظلم، ولا أن نكون من الصامتين أمامه".


وأكمل: "أود أن ألفت انتباهكم بشكل خاص إلى هذا الأمر، رغم كل هذه الإمكانات وكل هذه التكنولوجيا المتاحة وثورة الاتصالات التي حدثت خلال العشرين عاما الماضية، إذا كان الأطفال لا يزالون يموتون، من آسيا إلى إفريقيا، فعلينا جميعا أن نُسائل أنفسنا".


وأردف: "أعتقد أنكم تتابعون أيضا بصفتكم صحفيين وأفرادا المشاهد المروعة التي ترد في الأيام الأخيرة من السودان".


وأكد أنه "لا أحد من أصحاب الضمائر الحية يمكنه قبول المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، أو أن يلتزم الصمت ويقف غير مبال إزاءها".


وقال: "إننا في تركيا ندين بأشد العبارات المظالم المرتكبة ضد المدنيين في مدينة الفاشر".


وأشار إلى ضرورة "إنهاء الهجمات في مدينة الفاشر ومحيطها، ووقف المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء على الفور".


وأضاف: "نحن مستعدون، بكل صدق وإخلاص، للقيام بما تمليه علينا أواصر الأخوة في هذا الشأن، يكفي ألا تُسفك دماء الإخوة، ويكفي ألا يقتل الأطفال والنساء والمدنيون الأبرياء".


ودعا الرئيس أردوغان الصحفيين إلى "مساندة هذا النضال بنقل مأساة إخواننا السودانيين إلى العالم".


وفي أبريل/ نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وبمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.


واستولت "قوات الدعم السريع"، في أكتوبر 2025، على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (جنوب غرب)، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.


والأربعاء، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.


وحاليا، باتت "الدعم السريع" تحتل كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق والولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.


ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن معظم السودانيين الذين يبلغ عددهم 50 مليونا يسكنون بمناطق سيطرة الجيش.

#أردوغان
#السودان
#تركيا
#غزة
#منتدى تي آر تي وورلد