هجوم روسي مكثف على كييف أسفر عن ستة قتلى وأضرار واسعة في قطاع الطاقة، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة لإنهاء الحرب.
شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، الثلاثاء، واحداً من أعنف الهجمات الروسية منذ بداية الشهر، بعدما أمطرتها موسكو بموجات من المسيّرات والصواريخ، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتعطّل واسع في خدمات الكهرباء والتدفئة، بينما تتسارع التحركات الدبلوماسية لبحث مسار جديد لإنهاء الحرب.
أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ستة أشخاص وإصابة 13 آخرين جراء هجوم روسي مكثف استهدف العاصمة كييف فجر الثلاثاء، مستخدماً مئات الطائرات المسيّرة و22 صاروخاً، وفق ما أكده الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال زيلينسكي في بيان عبر تليغرام إن موسكو "وجّهت ضرباتها بشكل مباشر إلى قطاع الطاقة وكل مقومات الحياة اليومية"، في إشارة إلى موجة القصف التي تعدّ الثانية من نوعها على كييف خلال شهر واحد.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 22 صاروخاً و464 مسيّرة، فيما سجّلت الإدارة العسكرية للعاصمة أضراراً في 13 موقعاً شملت مباني سكنية ومحال تجارية وبنية تحتية أساسية.
وعلى وقع التصعيد العسكري، اكتسبت الجهود الدبلوماسية زخماً جديداً، إذ قالت مصادر أوكرانية وأوروبية وأميركية إن جولات من المحادثات الأخيرة ناقشت مبادرات سياسية لإنهاء الحرب، بعد طرح واشنطن خطة تلبي جانباً من مطالب موسكو.
ودعا زيلينسكي الشركاء الدوليين إلى "تحرك موحد" وتعزيز إمدادات الدفاع الجوي، مؤكداً أن الضغط على روسيا "يجب أن يحقق نتائج ملموسة".
وأثار الهجوم مخاوف إقليمية بعد إعلان رومانيا – العضو في الناتو – أن طائرات مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي، ما دفعها لإرسال مقاتلات لاعتراضها. وتشهد رومانيا منذ أشهر اختراقات متكررة للمسيّرات وشظاياها، مع تصاعد الضربات الروسية على موانئ أوكرانيا في نهر الدانوب.
وفي تطور آخر، قالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن الضربات تسببت في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 102 ألف شخص في خمس مناطق، كما تعرّضت منشآت للطاقة والموانئ في مدينة أوديسا لأضرار، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص.
وتواصل موسكو نفي استهداف المدنيين، رغم سقوط آلاف الضحايا منذ بدء الغزو في فبراير/شباط 2022، وتقول إن ضرباتها للبنية التحتية المدنية تهدف إلى "تقويض القدرات القتالية" لأوكرانيا.
