زعيم تنظيم بي كي كي الإرهابي دوران كَلكان يعلن دعمه لمشروع “أرض الميعاد” الصهيوني: الصراع الحاسم سينفجر في قبرص

08:0720/10/2025, Pazartesi
تحديث: 29/10/2025, Çarşamba
بولنت أوراك أوغلو

أشعلت دولة الاحتلال الصهيونية فتيل الحرب في الشرق الأوسط، فبعد أن ارتكبت منذ السابع من أكتوبر مجازر إبادة جماعية في فلسطين، شنّت مؤخرًا هجومًا جديدًا على لبنان. ومع شروعها في تنفيذ عملية غزو بري، أعادت هذه الخطوة إلى الأذهان مجددًا مشروع الصهيونية المتمثل في “أرض الميعاد”. وكان جميع الخبراء والكتّاب السياسيين قد أجمعوا على أن الكيان الإسرائيلي سيخرق اتفاق وقف إطلاق النار واتفاقية السلام في غزة التي قادها الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد تحقق ذلك بالفعل أمس، إذ انتهكت إسرائيل

أشعلت دولة الاحتلال الصهيونية فتيل الحرب في الشرق الأوسط، فبعد أن ارتكبت منذ السابع من أكتوبر مجازر إبادة جماعية في فلسطين، شنّت مؤخرًا هجومًا جديدًا على لبنان. ومع شروعها في تنفيذ عملية غزو بري، أعادت هذه الخطوة إلى الأذهان مجددًا مشروع الصهيونية المتمثل في “أرض الميعاد”.

وكان جميع الخبراء والكتّاب السياسيين قد أجمعوا على أن الكيان الإسرائيلي سيخرق اتفاق وقف إطلاق النار واتفاقية السلام في غزة التي قادها الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد تحقق ذلك بالفعل أمس، إذ انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار من طرف واحد عبر شنّ غارات جوية مكثفة على لبنان من عدة محاور.


“نقطة الانفجار ستكون في قبرص، ومركز الحرب هو تركيا”


ومن بين القوى الداعمة للكيان الصهيوني الذي يستمدّ قوته من الولايات المتحدة وأوروبا، برز أيضًا تنظيم بي كي كي الإرهابي كعنصر فاعل في إدارة جنوب قبرص اليونانية.

فقد علّق وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية طاهر أرطغرل أوغلو على سماح إدارة جنوب قبرص في مطلع عام 2022 بفتح ممثلية لتنظيم “بي واي دي” – الجناح السياسي لتنظيم بي كي كي الإرهابي – بالقول:


“لم يُفاجئنا تضامن القتلة الملطخة أيديهم بالدماء”.


أما الإرهابي دوران كَلكان، أحد قادة تنظيم بي كي كي الإرهابي، فقد تبنّى خطاب “أرض الميعاد” الصهيوني، وأدلى بتصريحات وقحة ومثيرة للجدل ضد تركيا، معلنًا دعمه لإسرائيل. حيث قال:


“نقطة الانفجار ستكون في قبرص، ومركز هذه الحرب هو تركيا.”


وأضاف في تصريحاته المتغطرسة:


“منذ عام 2010 وهم يخوضون حربًا خفية للسيطرة على شرق المتوسط. لقد أعلنوا أنهم يريدون فتح طريق للطاقة يمتد من الهند والخليج وإسرائيل مرورًا بقبرص واليونان. هذه خطة أمريكية تم التوافق عليها داخل الناتو. الهجمات الجارية تهدف إلى تمهيد هذا الطريق للطاقة. في لبنان أزيلت العوائق ولم يعد بالإمكان تأجيل الأمر أكثر، ولا نعلم كيف سينتهي. هل ستشكل سوريا عائقًا؟ إن تعلمت الدرس فلن تكون كذلك. بطبيعة الحال، الانفجار الكبير سيكون في قبرص، ومركز الحرب هو تركيا. فهي الطرف الأكثر تعارضًا مع النظام القائم، وهي الطرف المقابل في الحرب العالمية الثالثة. ستصل الحرب إلى قبرص ثم إلى الحدود التركية، وستتركز المعارك في تركيا.”


وكان هذا الإرهابي قد أدلى بتصريحاته تلك قبل عام، في شهر أكتوبر، مستهدفًا من ورائها ليس الانتخابات الرئاسية التركية فحسب، بل الإشارة إلى التعاون القائم بين إسرائيل وتنظيم بي كي كي الإرهابي والبنتاغون، حيث تسعى إسرائيل من خلال هذا التعاون إلى إنشاء قواعد عسكرية في إدارة جنوب قبرص، وإجراء حشد عسكري في أراضيها وفي شرق المتوسط وبحر إيجه لتهديد تركيا بشكل غير مباشر.


نتنياهو في الأمم المتحدة: “الدول الملعونة” على الخريطة


خلال خطابه أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خريطة أظهر فيها إيران والعراق وسوريا واليمن باللون الأسود واصفًا إياها بـ“البلدان الملعونة”، بينما أشار إلى مصر والسودان والسعودية والهند باللون الأخضر واصفًا إياها بـ“المباركة”.


وقال “جزّار غزة” في كلمته:


“أيها السيدات والسادة، بينما تدافع إسرائيل عن نفسها في هذه الحرب ذات الجبهات السبع ضد إيران، فإن الخطوط الفاصلة بين المبارك والملعون لم تكن يومًا أوضح مما هي عليه الآن. هذه هي الخريطة التي عرضتها هنا العام الماضي، والتي تُظهر كيف أن إسرائيل وشركاءها العرب يربطون آسيا بأوروبا عبر جسر بري. سنمدّ خطوط السكك الحديدية وأنابيب الطاقة وكابلات الألياف الضوئية من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط عبر هذا الجسر، لخدمة ملياري إنسان.”


تاتار يحذر: لا نريد أن تصبح قبرص “غزة” أخرى!


في وقت يتزايد فيه التهديد الأمريكي والإسرائيلي في شرق المتوسط، يستعد القبارصة الأتراك للذهاب إلى صناديق الاقتراع في 19 أكتوبر لاختيار رئيسهم الجديد.

وقال الرئيس الحالي أرسين تاتار:


“يجب أن تبقى حكومة جمهورية شمال قبرص التركية دولة مستقلة إلى الأبد.”


ويخوض المواطنون في شمال قبرص التركية هذه الانتخابات في ظل ظروف حساسة، إذ حوّلت الولايات المتحدة وإسرائيل واليونان جنوب قبرص إلى قاعدة عسكرية، ونشرت قواتها في شرق المتوسط وبحر إيجه، ما يجعل قرار الناخبين هذه المرة مصيريًا.


ويتنافس في الانتخابات من جهة الرئيس الحالي أرسين تاتار، الذي يدعو إلى مواجهة التهديدات بالتمسك بسيادة جمهورية شمال قبرص التركية، ومن جهة أخرى رئيس حزب الجمهوريين الأتراك توفان أرهورمان، الذي يَعِد بالعودة إلى مفاوضات الاتحاد الفيدرالي مع القبارصة اليونانيين رغم هذه التهديدات.


وتتكرر في قبرص التركية اليوم النقاشات ذاتها التي دارت سابقًا حول الاعتراف بفلسطين وحل الدولتين، إذ يستشهد تاتار مرارًا بمأساة غزة في تصريحاته قبل الانتخابات.


وفي مقابلة تلفزيونية حديثة مع قناة "خبر تورك"، قال تاتار:


“حكومة شمال قبرص التركية هي دولة مستقلة ويجب أن تبقى كذلك إلى الأبد. ينبغي على الوطن الأم تركيا أن تواصل دورها كضامن، ويجب أن تبقى القوات التركية هنا كقوة ردع. وإلا فستصبح قبرص أسوأ من غزة. لدينا هنا تجارب مريرة في الماضي، وهناك في الطرف المقابل عناصر متطرفة وديناميكية.”


“إذا وصلت الانتخابات إلى جولة ثانية فسيزيد تاتار الفارق”


ستُجرى انتخابات رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية يوم الأحد، 19 أكتوبر، بمشاركة ثمانية مرشحين، إلا أن المنافسة الأساسية تتركز بين الرئيس الحالي أرسين تاتار ومرشح حزب الجمهوريين الأتراك توفان أرهورمان.


ففي حين يدافع تاتار عن حل الدولتين في الجزيرة، يؤيد أرهورمان خيار الفيدرالية.


وذكر عالم السياسة مراد غزيجي عبر حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي أن أرسين تاتار سيفوز بالانتخابات بفارق ضئيل، مشيرًا إلى أن موقف تركيا الحازم في دعم مقترح “حل الدولتين” لعب دورًا حاسمًا في تقوية موقع تاتار.


وأوضح أن تاتار، الذي كان متأخرًا في البداية بنقطة أو نقطتين، تمكّن من سد الفارق والتقدم، مؤكدًا أنه رغم المؤشرات الأولية التي كانت ترجّح جولة ثانية، فإن هذه الجولة – إن حدثت – ستصب في مصلحة تاتار، الذي سيزيد الفارق بشكل أكبر.

#تنظيم بي كي كي الإرهابي
#قبرص
#أرض الميعاد
#الصهيوينة