احتجاز أفغاني بعد إطلاق نار على عنصرين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض.. واشنطن تفتح تحقيقاً واسعاً في الدوافع والخلفيات

11:0227/11/2025, الخميس
تحديث: 27/11/2025, الخميس
أخرى
احتجاز أفغاني بعد إطلاق نار على عنصرين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض.. واشنطن تفتح تحقيقاً واسعاً في الدوافع والخلفيات
احتجاز أفغاني بعد إطلاق نار على عنصرين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض.. واشنطن تفتح تحقيقاً واسعاً في الدوافع والخلفيات

العاصمة الأميركية واشنطن شهدت حادثاً أمنياً نادراً قرب البيت الأبيض، بعدما تعرّض عنصران من الحرس الوطني لإطلاق نار مباشر من قبل مواطن أفغاني يعيش في الولايات المتحدة. وتأتي الحادثة في سياق سياسي محتدم حول وجود القوات العسكرية في المدن الأميركية، وفي ظل سجالات حزبية متصاعدة حول برنامج إعادة توطين الأفغان الذين جرى إجلاؤهم عام 2021.

أعلنت السلطات الأميركية، أمس الأربعاء، توقيف مواطن أفغاني يُشتبه في تورطه بإطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني لولاية فرجينيا الغربية على بُعد مئات الأمتار من البيت الأبيض. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي وعمدة العاصمة واشنطن إن الجنديين نُقلا إلى المستشفى في حالة حرجة، فيما يخضع المشتبه به للعلاج بعد إصابته خلال عملية السيطرة عليه.

ويقع الحادث في محيط حساس يُعد من أكثر المناطق الأمنية تشديدًا في العاصمة الأميركية، إذ أشارت الشرطة إلى أن إطلاق النار وقع قرب محطة مترو على بُعد شارعين فقط من مجمع البيت الأبيض. وأظهرت تسجيلات متداولة تحليق مروحيات ووجوداً كثيفاً لسيارات الإسعاف والشرطة.

خلفية المشتبه به وبرنامج “ترحيب الحلفاء”

وقال مسؤولون أمنيون إن المشتبه به، ويدعى رحمان الله لاكانوال (29 عاماً)، دخل إلى الولايات المتحدة عام 2021 ضمن برنامج “Operation Allies Welcome”، الذي أطلقته إدارة بايدن لإيواء عشرات الآلاف من الأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية. ويخضع البرنامج منذ سنوات لتدقيق سياسي وإعلامي واسع، وسط اتهامات بوجود ثغرات في فحص الخلفيات الأمنية للمستفيدين منه.

وبحسب مسؤولين تحدّثوا لوكالة أسوشييتد برس، فإن لاكانوال كان يعيش في ولاية واشنطن برفقة أسرته، بينما تعمل السلطات الآن على التحقق من سجله الكامل ودوافعه المحتملة.

حادث يُفاقم الجدل السياسي

جاء الهجوم في وقت يخوض فيه البيت الأبيض والإدارة الأميركية جدلاً واسعاً مع المعارضين بشأن انتشار الحرس الوطني في المدن الكبرى. وكان الرئيس دونالد ترامب قد أصدر في أغسطس الماضي أمراً طارئاً لنشر نحو 2800 عنصر من الحرس الوطني وشرطة العاصمة لمواجهة ما تصفه الإدارة بارتفاع معدلات الجريمة.

ويأتي الحادث قبل يوم واحد من عطلة عيد الشكر، ما أعطى أبعاداً سياسية إضافية للحدث. وقال ترامب في رسالة مصوّرة إن الح incident "يستدعي إعادة التدقيق في ملفات جميع الأفغان الذين دخلوا البلاد ضمن برنامج إدارة بايدن"، مضيفاً: "إذا لم يحبّوا بلادنا، فنحن لا نريدهم".


تفاصيل الحادث كما وثّقتها الشرطة

وقال جيفري كارول، كبير مساعدي مدير شرطة العاصمة، إن المهاجم “ظهر من الزاوية وبدأ بإطلاق النار فوراً على أفراد الحرس الوطني”، اعتماداً على فيديو راجعته السلطات. وأشار إلى أن إطلاق النار كان موجهاً وليس مجرد حادث عشوائي.

وأضافت الشرطة أن عدداً من الجنود القريبين من الموقع سارعوا بعد سماع الطلقات إلى السيطرة على المهاجم بعد إصابته، فيما أظهرت تسجيلات فرق الإسعاف وهي تجري إنعاشاً قلبياً لأحد المصابين على الرصيف وسط زجاج متناثر.

وقال شهود عيان إن مشهداً من الفوضى والأصوات العنيفة دفع المارة إلى الركض، كما احتمى البعض داخل المقاهي والمتاجر القريبة. وأفادت شاهدة أنها رأت أحد عناصر الحرس وهو يُنقل على نقالة وقد غطّى الدم رأسه.

استنفار أمني ورسائل سياسية متضاربة

تجمعت قوات من الشرطة، والشرطة السرية، وعناصر من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية في المنطقة، في حين هبطت مروحية في "National Mall" لنقل أحد المصابين. وألغى قائد الحرس الوطني، الجنرال ستيفن نوردهاوس، زيارته المقررة لقوات غوانتانامو للتوجه إلى واشنطن.

ومع أن الشرطة قالت إنها لا تملك مؤشرات على وجود شركاء للمهاجم، فقد أبقت المنطقة مطوّقة لساعات طويلة. وقالت عمدة العاصمة مورييل باوزر إن “الاعتداء يبدو موجهاً” ضد القوات المنتشرة في المدينة.

سياق أكبر للحدث

تأتي الواقعة بينما تخوض الإدارة الأميركية معركة قضائية حول قانونية انتشار الحرس الوطني في العاصمة. إذ أمر قاضٍ اتحادي الأسبوع الماضي بإنهاء الانتشار، لكنه أرجأ تنفيذ القرار لمدة 21 يوماً لإعطاء الحكومة فرصة للطعن أو سحب القوات.

ويمثل هذا الحادث واحداً من أندر الهجمات التي تستهدف جنود الحرس الوطني داخل الولايات المتحدة، ويعزز النقاش الوطني حول دور القوات العسكرية في الأمن الداخلي، إلى جانب الجدل السياسي المستمر حول سياسات الهجرة وإعادة التوطين.

#الحرس الوطني
#إطلاق نار
#مواطن أفغاني