
في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعادت وسائل الإعلام الإسرائيلية فتح النقاش حول دور تركيا في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى تصاعد النفوذ الدبلوماسي لأنقرة وإلى تحركات الرئيس رجب طيب أردوغان الإقليمية.
وبعد مرور 733 يومًا على الحرب التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، تم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار بين الطرفين. وقد قوبل الاتفاق الذي أنهى الإبادة الإسرائيلية بترحيب واسع حول العالم، فيما ساد توتر واضح في تل أبيب. وأثارت الاتصالات الدبلوماسية المكثفة التي أجرتها أنقرة مع واشنطن، ودورها الفاعل في المفاوضات الثلاثية مع مصر وقطر، فضلًا عن تزايد الحضور الإقليمي لأردوغان، اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
الصحافة الإسرائيلية: “أنقرة هي الرابح من وقف إطلاق النار... وإسرائيل في ورطة”
في الوقت نفسه، لوحظت حالة من القلق الشديد في محيط القاتل والمجرم نتنياهو. فقد نشرت صحيفة معاريف، إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية، تحليلًا بعنوان: “إسرائيل في ورطة: الخبر الكبير الذي تلقّاه أردوغان من ترامب بعد اتفاق غزة”، ذكرت فيه أن الولايات المتحدة اعترفت بتركيا باعتبارها “القوة الإقليمية المركزية في الشرق الأوسط”، معتبرةً أن هذا التطور يعزز من موقع أنقرة أكثر من أي وقت مضى.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات الودية بين الرئيس أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب الغضب الشعبي العالمي ضد نتنياهو و”جيشه السفّاح”، وامتلاء الشوارع بمئات الآلاف من المتظاهرين، جميعها مؤشرات على أن حقبة “جزار غزة” نتنياهو تقترب من نهايتها. وأشارت إلى أن عدد الشهداء، وبينهم نساء وأطفال، قد يتجاوز 100 ألف، وأن محاكمة نتنياهو وجيشه القاتل على جرائمهم بحق المدنيين أصبحت أمرًا لا مفر منه.
ولفتت معاريف إلى أن “الموقع الجغرافي لتركيا كعضو في حلف الناتو يجعلها لاعبًا محوريًا بين الشرق والغرب”، معتبرةً أن وصف واشنطن لأنقرة بـ”القوة الإقليمية المركزية” يتجاوز البعد الرمزي ليؤكد أن تركيا باتت مرشحة لتكون أكثر تأثيرًا من مصر حتى في مستقبل غزة وإعادة إعمارها.
وفي تقارير متزامنة، تناولت أبرز الصحف الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة صعود مكانة تركيا في الشرق الأوسط من زوايا متعددة. فقد أجمع المحللون على أن أنقرة “الرابح الأكبر” من اتفاق الهدنة، فيما تجد إسرائيل نفسها مضطرة إلى التكيف مع المشهد الجيوسياسي الجديد.
معاريف: سلّطت الضوء على “الصعود الاستراتيجي” لتركيا واعتراف واشنطن بها كقوة إقليمية.
إسرائيل هيوم: وصفت تركيا وقطر بأنهما “الفائزان من الهدنة”.
واي نت (Ynet): اعتبرت أن الدور المتصاعد لتركيا في غزة والمنطقة يمثل “الواقع الجديد لإسرائيل”.
وجاء في معاريف: “إسرائيل في ورطة! الخبر الكبير الذي تلقّاه أردوغان من ترامب دمّر نتنياهو، وأثار من جديد خوفه من المحاكمة على جرائم الإبادة والقتل”.
إسرائيل هيوم وYnet: أردوغان يسعى إلى لعب دور في إعادة إعمار غزة في إطار رؤيته لقيادة العالم الإسلامي
وبحسب إسرائيل هيوم، فإن أنقرة، التي يتنامى تأثيرها يومًا بعد يوم، أصبحت الآن أحد الفاعلين الذين يحددون جدول الأعمال الإقليمي. أما واي نت فقد أشارت إلى أن العلاقات التركية الإسرائيلية تكاد تكون منعدمة، لكنها لفتت الانتباه إلى التقارب اللافت بين واشنطن وأنقرة، قائلةً:
“بدأ التغيير الشهر الماضي، عندما استقبل ترامب أردوغان في البيت الأبيض وأغدق عليه المديح قائلًا: ‘نعم، إنه شخص قوي، لكنني أحبه لأنه يقول رأيه بصراحة’. وقد أثارت هذه التصريحات قلقًا عميقًا في القدس.”
وأشارت التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي اختار تركيا لتكون الطرف الثالث في مثلث الوساطة، رغم انقطاع الاتصالات العلنية بين أنقرة وتل أبيب. فتركيا أوقفت التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، وتقلّصت زيارات المواطنين المتبادلة إلى الحد الأدنى، كما علّقت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى تل أبيب منذ بداية الحرب.
وأوضحت أن الوفود التركية شاركت في الاجتماعات التي عُقدت في القاهرة، فيما أكد الرئيس أردوغان أن بلاده “مستعدة للاضطلاع بدور في إعادة إعمار غزة”، مشيرةً إلى أن أنقرة بدأت فعليًا بالتحضير لمرحلة “اليوم التالي”.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن الكاتبة الإسرائيلية سمدار بيري قولها إن تركيا تعزز نفوذها بسرعة في غزة، وإن أردوغان يسعى، ضمن رؤيته لقيادة العالم الإسلامي، إلى لعب دور رئيسي في إعادة إعمار القطاع ورسم مستقبله السياسي، معتبرةً أن إسرائيل ستُجبر في نهاية المطاف على التكيّف مع هذه “الواقع الجديد”.
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة