البرغوثي: نواجه تطهيرا عرقيا وترامب يحاول إنقاذ إسرائيل من ورطتها

10:207/07/2025, Pazartesi
الأناضول
البرغوثي: نواجه تطهيرا عرقيا وترامب يحاول إنقاذ إسرائيل من ورطتها
البرغوثي: نواجه تطهيرا عرقيا وترامب يحاول إنقاذ إسرائيل من ورطتها

أمين عام حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية: - القضية الفلسطينية تمر بمرحلة "حساسة" وإفشال التطهير العرقي نهاية للمخطط الإسرائيلي - الشعب الفلسطيني لا يواجه "الحكومة الفاشية الإسرائيلية فقط بل يواجه الحركة الصهيونية العالمية - لا سلام في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية - الانقسام الفلسطيني الداخلي هو أكثر ما تستغله الأطراف المعادية، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل

قال القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، إن شعب بلاده في قطاع غزة والضفة الغربية يواجه مخططات إسرائيلية تهدف لـ"تطهيره عرقيا"، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة إنقاذ تل أبيب من "ورطتها" بغزة عبر إعطائها المزيد من الوقت، من خلال وقف إطلاق نار مؤقت.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع أمين عام حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، تطرق خلاله إلى المخططات الإسرائيلية لتنفيذ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين والموقف الأمريكي من ملف وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى، والأوضاع الداخلية.

ووصف البرغوثي المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية بـ"الحساسة"، معتبرا إفشال مخطط التطهير العرقي "بداية لنهاية المخطط الإسرائيلي".

وخلفت حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي كامل، أكثر من 193 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 989 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

** "تطهير عرقي"

قال البرغوثي إن الشعب الفلسطيني لا يواجه "الحكومة الفاشية الإسرائيلية فقط بل يواجه الحركة الصهيونية العالمية التي تهدف إلى تنفيذ تطهير عرقي ليس في قطاع غزة وحدها بل في الضفة الغربية أيضا".

وأشاد البرغوثي، خلال الحوار، بما أسماه "الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في وجه الفاشية الإسرائيلية التي تريد أن تحاصر غزة وتطرد أهلها بالكامل، وأن تنفذ مؤامرة التطهير العرقي التي يحلم بها (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو و (ووزير المالية) بتسلئيل سموتريتش، و(وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير".

وأضاف بهذا الصدد: "إسرائيل فشلت في اقتلاع المقاومة والسيطرة التامة على غزة رغم مرور كل هذا الوقت منذ بدء الإبادة في القطاع".

واعتبر أن إفشال الهدف الرئيسي الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه ويتمثل في "التطهير العرقي"، من أهم المهام أمام الفلسطينيين سواء في الضفة (بما فيها القدس) أو غزة أو داخل إسرائيل.

وقال البرغوثي: "المعركة هي معركة بقاء ووجود، والذي يتعرض لخطر الإبادة التطهير العرقي هو الشعب الفلسطيني، النضال الذي نخوضه اليوم هو نضال مصيري من أجل مستقبلنا بكامله".

وانتقد موقف المجتمع الدولي إزاء حرب الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها بغزة، خاصة فيما يتعلق بالتجويع ومحاولات التطهير العرقي، وفق قوله.

**الموقف الأمريكي

وعن الموقف الأمريكي إزاء استمرار الإبادة بغزة، أكد القيادي الفلسطيني أن الولايات المتحدة تواصل انحيازها "الكامل" لإسرائيل.

واعتبر أن الموقف الأمريكي الذي يبدو في ظاهره "متراجعا ويضغط على إسرائيل" فيما يتعلق بالحرب على غزة، إنما يرجع لاعتقاد الرئيس دونالد ترامب وإدارته أنهم يمثلون "المصالح الإسرائيلية أفضل من نتنياهو، ويحاولون إنقاذه من ورطته".

وقال: "الأمريكيون الآن ينظرون لما يجري في غزة، وأعطوا نتنياهو أكثر من 20 شهرا دون أن يحقق نتائج مرجوة (وفق اعتقادهم)".

وعن التصريحات الأمريكية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف نار بغزة، رأى البرغوثي أنه محاولة من إدارة ترامب لـ"إخراج إسرائيل من ورطتها".

وأضاف بهذا الصدد: "ترامب يحاول منح إسرائيل فرصة جديدة ليس من أجل التخلي عن أهدافها في تصفية النضال الفلسطيني، إنما لإعطائها المزيد من الوقت من خلال وقف إطلاق نار مؤقت ربما".

واستكمل قائلا: ""هذا ما يجب أن نرفضه، يجب أن يكون هناك وقف كامل للحرب وللعدوان على شعبنا".

وفي 28 يونيو/ حزيران الماضي، أعرب ترامب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل.

وقال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إن "الوضع في غزة مروع، وأعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل".

وتظهر تصريحات ترامب كأنها تأخذ مسارا إنسانيا، إلا أنها جاءت في وقت تواصل فيه واشنطن دعم إسرائيل في حرب إبادتها على غزة سياسيا وعسكريا.

والخميس، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية (الخاصة) عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إن "ترامب يعتزم إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار الاثنين المقبل، خلال اجتماعه مع نتنياهو".

ومرارا أكدت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة تعجيزية، ويرغب فقط بصفقات جزئية تضمن له استئناف حرب الإبادة.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو، الذي يُحاكم محليا بتهم فساد، يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره برئاسة الحكومة.

**الانقسام الفلسطيني

وعن استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي "رغم هذه الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية"، قال البرغوثي إن هذا المدخل "أكثر ما تستغله الأطراف المعادية، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل".

واعتبر "اتفاق بكين" للمصالحة "مخرجا للانقسام وصولا لوحدة حقيقية تعزز من الصمود أمام العدوان الإسرائيلي وإفشال مؤامراته".

وفي 22 يوليو/ حزيران 2024، أعلنت الفصائل الفلسطينية اتفاقها على الوصول إلى "وحدة وطنية شاملة" تضم كافة القوى في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تدير شؤون الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وذلك في بيان صدر بختام لقاء وطني عقده 14 فصيلا فلسطينيا في بكين، بدعوة رسمية من الصين واستمر لمدة يومين.

البرغوثي قال إن الفلسطينيين لا يواجهون "إسرائيل وحكومتها الفاشية، بل الحركة الصهيونية على امتدادها العالمي، والتي تهدف لتطهير غزة والضفة، وهذا التوسع الاستيطاني والهجمات للمستوطنين هدفها التطهير".

وحث الفصائل على "التكاتف" من أجل وقف مؤامرة "التطهير العرقي"، قائلا: "نحن في حرب وجودية ونضال وجودي ونحن الذين مهدد وجودهم بالخطر (...) يجب التركيز والتصدي لما يتعرض له الشعب في غزة والضفة".

** السلام بالشرق الأوسط

من جانب آخر، اعتبر البرغوثي حل القضية الفلسطينية وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني أساسا للسلام في المنطقة.

وقال عن ذلك: "الصراع بين إسرائيل والعراق وإيران ومصر وسوريا كله بسبب القضية الفلسطينية، بدون حل القضية لا يمكن أن يستقر الوضع في الشرق الأوسط".

وحذر من محاولات إسرائيلية لإلغاء القضية عبر ملف تطبيع علاقاتها مع دول في المنطقة، مضيفا: "التطبيع استخدم وما يزال كوسيلة لتصفية القضية الفلسطينية".

ودعا الدول إلى إلغاء التطبيع مع إسرائيل، معتبرا أنه من "المعيب التطبيع مع كيان يمارس الإبادة الجماعية ليس حسب رأيي، بل حسب رأي القانون الدولي و محاكم العدل الدولية".

ووفق محللين إسرائيليين، فإن نتنياهو يريد أن يكون إنهاء حرب غزة جزءا من اتفاقيات إقليمية أوسع، تشمل التطبيع مع دول عربية وإسلامية.

وتوصلت إسرائيل أواخر عام 2020 إلى اتفاقيات تطبيع مع البحرين والإمارات والمغرب والسودان، عرفت بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية"، لكن السعودية قالت في أكثر من مناسبة، إنها لن تطبع قبل قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما يعطله نتنياهو حتى اليوم.

#إسرائيل
#الحرب على غزة
#فلسطين
#مصطفى البرغوثي الامين العام لحزب المبادرة الفلسطينية