
وزير الأمن القومي الإسرائيلي دعا إلى مواصلة الإبادة..
جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، ضغوطه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوقف المفاوضات حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا إياه بدلا من ذلك إلى "سحق حماس تماما".
وقال بن غفير وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في منشور على منصة "إكس"، إن تصاعد المفاوضات حول ما سماها "الصفقات المتهورة" يشجع حركة حماس على تنفيذ مزيد من عمليات الأسر.
وتأتي هذه التصريحات بينما يواجه الفلسطينيون في غزة إبادة جماعية وكارثة إنسانية منذ 21 شهرا، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 195 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، بالتزامن مع مجاعة خانقة وأزمات صحية متفاقمة.
وأضاف بن غفير: "قد كلفنا ذلك الليلة الماضية حياة جندي إسرائيلي قتل خلال محاولة اختطاف"، على حد ادعائه.
ومساء الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال هجوم نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما أقر بمقتل نحو 40 جنديًا وإصابة عشرات منذ استئناف عدوانه على غزة في 18 مارس/ آذار الماضي بعد انسحابه أحادي الجانب من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال بن غفير موجها حديثه لنتنياهو: "كف عن التفاوض مع منظمة إرهابية قاتلة وعن السعي وراء صفقات تنعشها وتقويها"، على حد تعبيره.
وفي إشارة إلى ما يتداول عن مساع لعقد اتفاقيات تطبيع جديدة مع إسرائيل، أفاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي أن "حياة الجنود والمستوطنين في الجنوب أهم من أي تطبيع أو مصالح اقتصادية".
وشدد بن غفير في رسالته لنتنياهو على ضرورة إصدار أوامر مباشرة بـ"سحق حماس تمامًا"، قائلاً: "لا يمكننا تحمل خسارة المزيد من الجنود في صفقات متهورة"، على حد تعبيره.
ويعارض بن غفير بشدة أي اتفاق لتبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار في غزة، بل يدعو بشكل صريح إلى إعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات على أرضه وتهجير سكانه الأصليين.
وتضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين بقوة على حكومتهم لإتمام صفقة لتبادل الأسرى ووقف النار، خوفًا على حياة أبنائهم المحتجزين في غزة منذ أكتوبر 2023.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتأتي هذه المواقف الإسرائيلية المتشددة بينما تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة منذ الأحد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.
والأربعاء، أعلنت حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، في إطار ما قالت إنها "مرونة" تبديها للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مشيرة إلى وجود تعنت إسرائيلي.
وأشارت إلى أن "هناك نقاطا جوهرية تبقى قيد التفاوض، وفي مقدمتها: تدفق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار".
والأربعاء أيضا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن هناك "فرصة" خلال الأسبوع الجاري أو الذي يليه للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 195 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.