حقوقية فلسطينية: أسرى "راكيفت" بإسرائيل في رعب شديد وعزلة تامة

11:3523/07/2025, الأربعاء
الأناضول
حقوقية فلسطينية: أسرى "راكيفت" بإسرائيل في رعب شديد وعزلة تامة
حقوقية فلسطينية: أسرى "راكيفت" بإسرائيل في رعب شديد وعزلة تامة

مسؤولة الإعلام بنادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة : - قمنا بزيارات لقسم "راكيفت" بسجن أيالون وكانت أصعب زيارات الطواقم القانونية.. والمعلومات بشأنه لا تزال ضئيلة - رعب شديد على أوجه المعتقلين وصعوبة بالغة في الحصول على معلومات منهم خلال الزيارة جراء الرقابة المشددة - إدارة السجون تعمل قدر الإمكان على فصل المعتقلين عن العالم الخارجي، وتتشدد في نقل أي معلومة خاصة بعائلاتهم

أكدت مسؤولة الإعلام بنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) أماني سراحنة أن الأسرى الفلسطينيين في قسم "راكيفت" بسجن أيالون وسط إسرائيل يعيشون في "رعب شديد" ويعانون "ظروفا صعبة للغاية وعزلة تامة عن العالم الخارجي".

والاثنين، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية تفاصيل جديدة عن قسم "راكيفت"، وهو معتقل تحت الأرض محاط بكاميرات مراقبة متقدمة وتدابير أمنية صارمة، ضمن ظروف اعتقال مروعة.

وأضافت: "يُحتجز في الجناح، الذي افتُتح قبل نحو عام، عشرات من عناصر النخبة التابعين لحماس والوحدة البحرية الخاصة".

ومنذ بدء حربه على غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين من القطاع، ولا يزال مصير معظمهم مجهولا، فيما قتل بعضهم داخل سجون إسرائيل.

ويُحتجز في "راكيفت" أيضا "عناصر من ’قوة الرضوان’ التابعة لحزب الله، ممَّن اعتُقلوا خلال عمليات الجيش الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية"، وفق هيئة البث.

الهيئة تابعت: "المعتقلون يُحتجزون في زنازين مغلقة 23 ساعة يوميا، وعلى جدران الساحة صور كبيرة لدمار غزة".

و"لا يُسمح لهم بالخروج، سواء لمقابلة محام أو لتلقي العلاج أو للمشاركة بجلسة محكمة، فكل شيء يُنفذ داخل راكيفت"، حسب الهيئة.

** رقابة مشددة

وقالت سراحنة، في مقابلة مع الأناضول، إن المعلومات المتوفرة لدى مؤسستها، عقب زيارات لمحاميها إلى "راكيفت"، تفيد بأن الأسرى "يعيشون ظروفا صعبة وفي عزلة تامة عن العالم الخارجي".

وتابعت: "منذ بداية حرب الإبادة قمنا بزيارات عدة لهذا القسم، وفعليا كانت أصعب الزيارات التي قامت بها الطواقم القانونية".

وأوضحت أن "هناك صعوبة بالغة في الحصول على معلومات من المعتقلين خلال الزيارة؛ جراء الرقابة المشددة على كل كلمة تصدر من المعتقل أو المحامي".

"واضح أن هناك رعب شديد، وهذا ظاهر بوضوح على أوجه المعتقلين"، كما أردفت سراحنة.

وزادت: "كان هناك أسئلة حول ظروف المعتقل، لكن كانت التفاصيل ضئيلة جدا بما يخص ظروف الاعتقال في هذا القسم الواقع تحت الأرض".

واستطردت: "نتحدث عن صعوبات بالغة أيضا في التنسيق للزيارات والاطلاع على تفاصيل أكثر حول ما يعانيه المعتقل".

سراحنة استدركت: "ولكن من كل الظروف، بما فيها ظروف الزيارة التي تمت لهذا القسم، كان واضحا أن هناك ظروفا صعبة جدا".

وشددت على أن "المعلومات لا تزال ضئيلة حول هذا القسم، وحتى خلال الزيارة بقي السجان موجودا في الغرفة".

** الزمن مجهول

​​​​​​​ووفق سراحنة، يوجد أسرى من غزة ولبنان في معسكرات إسرائيلية أخرى، وبعضهم في معتقل ومعسكر عوفر غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وقالت إن "الإجراءات على كافة معتقلي غزة شديدة جدا وصعبة للغاية. رقابة عالية".

وتابعت: "في إحدى الزيارات لهذا القسم ذكر أحد المعتقلين أنه ليس لديهم قدرة على معرفة الوقت. فقدان تام للزمن".

وأردفت: "يُسمح لهم بالخروج لساحة الفورة (التريض) ساعة واحدة، وهي تحت الأرض ولا يعلمون متى تغرب الشمس ومتى تشرق".

سراحنة أضافت: "أحد المعتقلين عند زيارته كان لديه شكوك أن الزائر محامٍ. لكنه انهار باكيا بعد أن أخبره المحامي معلومات عن عائلته التي كان (قد) أُخبر (من الاحتلال على غير الحقيقة) أنها قُتلت".

وتابعت: "حينها تدخل السجان، ومنع إعطاء أي معلومة عن عائلات الأسرى".

"إدارة السجون تعمل قدر الإمكان على فصل المعتقلين عن العالم الخارجي، وتتشدد في نقل أي معلوم خاصة بعائلاتهم"، وفق سراحنة.

وقالت إن "الضباط يزودون المعتقلين بمعلومات عن عائلاتهم غير صحيحة".

وأكدت أن "الأسرى يعيشون عزلة تامة وغير مسبوقة عن العالم الخارجي، والفسحة الوحيدة لهم هي زيارة المحامي".

وإجمالا، يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتصاعدت انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى منذ أن بدأت في منذ 7 أكتوبر 2023 شن حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

وبموازاة هذه الإبادة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1002 فلسطيني، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

#إسرائيل
#أسرى
#راكيفت
#سجن
#غزة
#فلسطين