
*صحيفة "هآرتس" نقلت عن مسؤولين أمنيين وقادة عسكريين قولهم إن استخبارات الجيش تحذر من أن هذه الفترة هي "الأسوأ بالضفة جراء عنف المستوطنين"..
حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار، الثلاثاء، من "انفجار وشيك" للأوضاع بالضفة الغربية المحتلة، جراء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وأشاروا إلى أن الجيش فقد السيطرة على الأرض، بحسب إعلام عبري.
وشهدت الفترة الماضية تصعيدا ملحوظا في هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (ليبرالية) عن مسؤولين أمنيين كبار، لم تسمهم، قولهم إن "الحكومة لم تجر نقاشا استراتيجيا بشأن الضفة منذ أشهر، بينما تُحذّر استخبارات الجيش الإسرائيلي من أن هذه الفترة هي الأسوأ حتى الآن لعنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين".
وحذر المسؤولون من أن "تآكل سلطة الجيش في الضفة الغربية تحت ضغط وزراء اليمين المتطرف ونواب الائتلاف يخلق وضعا أمنيا متقلبا قد ينفجر في أي وقت".
وأشاروا إلى أن "وزير الدفاع يسرائيل كاتس قد نأى بنفسه فعليًا عن أي تدخل في شؤون الضفة الغربية، بينما يدفع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني المتطرف، إلى جانب وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، بضم فعلي للمنطقة".
المسؤولون شددوا على أن "الجهات الخارجة عن القانون التي تؤذي الفلسطينيين (المستوطنون) وجنود الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، تتلقى دعما من القادة الإسرائيليين الذين يخلقون بيئة متساهلة تمكنهم من التصرف بحرية".
**منطقة قابلة للاشتعال
"هآرتس" نقلت عن مصدر أمني، لم تسمه، قوله: "الجميع يُدرك أننا على شفا انفجار، لكن لا أحد سيُحرّك ساكنًا".
وأضاف المصدر: "القادة الميدانيون يخشون تطبيق القانون، لأنهم يصبحون على الفور أهدافًا للمتطرفين الذين يتمتعون بدعم الوزراء وأعضاء الكنيست (البرلمان)".
كما نقلت عن ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي، وصفه المنطقة بأنها "أكثر ساحة قابلة للاشتعال، إذ إن حادثة واحدة قد تشعلها بأكملها".
وبحسب الصحيفة فإنه "في تقييم حديث لعنف المستوطنين، أخبر رئيس قسم أبحاث الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (لم تسمه)، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (إيال زامير) أن هذه الفترة هي الأشد قسوة التي شهدتها الضفة الغربية من حيث عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين".
كما حذر رئيس قسم الأبحاث من أن "انهيارا أمنيا أوسع قد يحدث، ورغم أن الجميع سمع هذه المعلومات، إلا أن القيادة السياسية لم تصل إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي"، في إشارة إلى عدم اكتراثها.
كما نقلت الصحيفة عن قائد عسكري كبير، لم تسمه، قوله إن "الجيش الإسرائيلي يخشى التكلم، وقد فقد سلطته على الأرض".
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) ، نفذ المستوطنون 766 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي الشهر نفسه، كشفت معطيات إسرائيلية، ارتفاع عدد الشكاوى المقدمة للشرطة عن هجمات مستوطنين على فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، مع انخفاض التحقيقات بشأنها.
وأدت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين معا إلى مقتل ما لا يقل عن 1073 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف و700 إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفا و500 آخرين، خلال عامي حرب الإبادة في غزة.
وبدأت الإبادة الإسرائيلية في غزة في 8 أكتوبر 2023، وتوقفت بعد عامين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.






