"ليلة رعب" في الجبعة.. 180 مستوطنا يهاجمون القرية ويحرقون منازل ومركبات

17:1418/11/2025, الثلاثاء
تحديث: 18/11/2025, الثلاثاء
الأناضول
"ليلة رعب" في الجبعة.. 180 مستوطنا يهاجمون القرية ويحرقون منازل ومركبات
"ليلة رعب" في الجبعة.. 180 مستوطنا يهاجمون القرية ويحرقون منازل ومركبات

سكان القرية رووا للأناضول ما عاشوه وأكدوا أن الهجوم جرى بحماية من السلطات فينا حضر الجيش الإسرائيلي بعد 3 ساعات دون أن يوقف أحدا من المعتدين..

"ليلة رعب غير مسبوقة" عاشها سكان قرية الجبعة جنوب غربي مدينة بيت لحم، بعد هجوم مستوطنين إسرائيليين متطرفين يتجاوز عددهم الـ180، تخلله إحراق مركبات ومحاولات اقتحام وإحراق منازل "بسكانها".

وتحدث أهالي القرية عن أن الهجوم بدأ مع حلول المساء، حين اقتحمت مجموعات من المستوطنين المنطقة المحاذية للمنازل، مستخدمين الحجارة والمواد الحارقة، في وقت غاب فيه أي تدخل للجيش الإسرائيلي خلال الساعات الثلاث الأولى.

وأحرق مستوطنون 3 منازل و3 مركبات وكرَفانا سكنيا (منزلا مؤقتا)، وفق ما أفاد به ذياب مشاعلة، رئيس مجلس قروي الجبعة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وأكد مشاعلة أن "الهجوم جرى بينما كانت المنازل مأهولة، لكن الأهالي تمكنوا من إخماد الحرائق رغم الخسائر المادية الكبيرة".

والجعبة قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة، تقع بين عدد من المستوطنات الإسرائيلية.

* اعتداءات بحماية السلطات

وحول ليلة الخوف والاعتداءات، قال رمزي مشاعلة، أحد أهالي الجبعة الذين تعرّض منزلهم للهجوم، للأناضول: "كنا أنا وعائلتي في البيت، فجأة سمعنا حركة خلف المنزل، ضرب حجارة وصراخ".

وذكر أنهم دخلوا في "حالة هلع كاملة"، مضيفا: "خرجت لأحمي أهلي، وفوجئت بما لا يقل عن 70 مستوطنا من الجهة الأولى، ثم تبيّن أنهم يقاربون 180".

وتابع: "أدخلت عائلتي غرفة داخلية، أغلقتها جيدا، وكنت أحاول التواصل مع أي أحد ليساعدنا".

يقول رمزي: "بدأ المستوطنون بإحراق السيارة، لكن أهل البلد هبّوا ونجحنا في طردهم".

ويؤكد أن "الهجوم منظم بالكامل، والمستوطنين كانوا يحملون معدات ومواد حارقة".

وأردف: "هذا يتم تحت حماية السلطات الإسرائيلية.. يمكنهم إيقافهم، لكنهم لا يفعلون".

أما موسى مشاعلة، الذي كان في منزله عند الساعة السادسة مساء، فقد روى للأناضول عن سماعهم صوتا قويا دفعهم للاستغراب، وقال: "خرجنا فشاهدنا النار تحرق المركبة".

وأكد أنه رصد عددا كبيرا من المستوطنين بعضهم مسلح، معلقا بأن "لا أحد يستطيع مواجهتهم".

وبحسب موسى فقد ضرب المستوطنون الزجاج ورموا مواد مشتعلة، لكن النار لم تدخل البيت.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي حضر إلى المكان بعد 3 ساعات، طرح سؤالين، وغادر. ولم يتدخل أصلا خلال الهجوم".

موسى أوضح أن "القلق يتصاعد في القرية، والتصريحات الإسرائيلية لا تعني شيئا"، مضيفا: "نريد فعلا على الأرض، كلنا مستهدفون، لا أحد آمن ببيته".

وقال: "نحن ننتظر الموت. رصاصة، حجر… أي شيء. هذا ليس أمنا ولا حياة".

* رسالة ترهيب منظمة

بدوره، رافع مشاعلة، الذي أصيب خلال الهجوم، قال للأناضول إن الليلة كانت "فصلا من الرعب".

يضيف: "لم نفهم في البداية ما الذي يجري. وفجأة شاهدنا حوالي 50 مستوطنا يهجمون. الهروب فقط هو ما كان يمكن أن نقوم به، النجاة صارت مكسبا".

ويتابع رافع: "أصبت برضوض، وابنة أخي الصغيرة ضُربت أيضا. الحقد كان واضحا. كسروا، أحرقوا، وأمسكوا الباب لمنعنا من الخروج".

ويجمع سكان الجبعة على أن الهجوم على القرية لم يكن عابرا، بل رسالة ترهيب منظمة، مؤكدين أن غياب تدخل الجيش الإسرائيلي منح المستوطنين ضوءا أخضر.

وتأتي الهجمات التي استهدفت قرى وبلدات الضفة الغربية، مساء الاثنين، في سياق موجة تصعيد متواصلة ينفذها مستوطنون إسرائيليون بحق الفلسطينيين منذ أشهر، خصوصا في المناطق الريفية والمجتمعات البدوية الملاصقة للطرق الاستيطانية.​​​​​​​

وتشير بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده، شهد 766 اعتداء للمستوطنين، ضمن إجمالي 2350 انتهاكا إسرائيليا في الضفة، بينها 1584 اعتداء نفذها الجيش.

ووفق الهيئة، أدّت اعتداءات الجيش والمستوطنين خلال سنتين من حرب الإبادة على غزة والضفة إلى مقتل ما لا يقل عن 1073 فلسطينيا في الضفة الغربية، وإصابة نحو 10 آلاف و700، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفا و500 آخرين.

#إسرائيل
#اعتداءات المستوطنين
#فلسطين
#قرية الجعبة