
وفق رئيس الوزراء اللبناني في تصريحات عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت
نفى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، السبت، وجود طرح أمريكي بشأن إقامة منطقة عازلة جنوبي لبنان، وسط معلومات عن توجه دولي بعدم التجديد لقوة حفظ السلام الأممية "يونيفيل".
كلام سلام جاء عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت، وذلك ردا على سؤال لأحد الصحفيين بشأن صحة الأنباء عن "منطقة عازلة في جنوب لبنان تطالب بها فرنسا والولايات المتحدة".
وقال سلام ردا على السؤال: "لم أسمع بهذا الطرح".
وفي وقت سابق السبت، نقلت صحيفة اللواء اللبنانية الخاصة عن مرجع سياسي "بارز" لم تسمه، قوله إن "لبنان تبلغ في اليومين الماضيين توجها أمريكيا حاسما لعدم التمديد لليونيفيل، في مقابل إقرار صيغة جديدة تقوم على نشر قوات ثلاثية أمريكية - فرنسية - بريطانية في الجنوب كبديل لها".
وذكرت الصحيفة أن "الموفد الأمريكي توماس باراك حاول خلال لقائه شخصية لبنانية رفيعة جدا (لم تسمها) طرح صفقة شاملة تتضمن إقامة منطقة عازلة خالية من المدنيين تمتد على شريط واسع من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، وتُوضع تحت وصاية دولية كاملة بإشراف أمريكي مباشر".
وأضافت: "بحسب باراك فإن هذه التسوية الأمنية إذا تم التوافق عليها، تضمن التزام إسرائيل بوقف العدوان نهائيا على لبنان، وإعادة الإعمار، وتحرير الأسرى، وضخ استثمارات هائلة، إلى جانب ترتيبات سياسية جديدة من ضمنها سلاح حزب الله ودوره وموقعه في الدولة.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 260 قتيلا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوبي لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
والسبت، التقى سلام بري في مكتبه، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة مجلس النواب.
وقال البيان إن "سلام أطلع بري على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وما تخلّلها من تأكيد فرنسي على دعم لبنان في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تأكيد العمل على التجديد لقوات اليونيفيل في إطار الحفاظ على الاستقرار في الجنوب".
والخميس، زار سلام باريس لعدة ساعات التقى خلالها ماكرون في قصر الإليزيه.
وأعلن سلام عقب الزيارة في منشور عبر منصة إكس، أن ماكرون "ملتزم بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل في جنوب لبنان".
وأواخر يونيو/ حزيران الماضي، قالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تجديد ولاية اليونيفيل لمدة عام بدءاً من 31 أغسطس/ آب المقبل.
وتأسست بعثة اليونيفيل بقرار من مجلس الأمن في مارس/ آذار 1978 عقب الاحتلال الإسرائيلي للبنان آنذاك.
وتؤدي البعثة، البالغ عدد أفرادها 11 ألفا منهم 10 آلاف عسكري، دورا مهما في المساعدة على تجنب التصعيد من خلال آلية اتصال، وتقوم بدوريات جنوب لبنان لمراقبة ما يحدث على الأرض بشكل محايد، والإبلاغ عن أي انتهاكات عسكرية، فضلا عن دعم الجيش اللبناني.