
في تناقض مع المزاعم المتكررة من تل أبيب وواشنطن بأن حماس تستولي على المساعدات وتحولها لصالح جناحها العسكري..
أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، السبت، بأن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي أقرّوا بعدم وجود أي دليل يُثبت أن حركة حماس قامت بسرقة المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة بشكل منهجي خلال الحرب على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن ضابطين بارزين في الجيش الاسرائيلي، لم تسمهم بالإضافة إلى مَصدرين إسرائيليين آخرين مطلعين على الملف، أن نظام توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة كان فعالًا للغاية في إيصال الغذاء لسكان القطاع.
وتتناقض هذه التصريحات مع المزاعم المتكررة من تل أبيب وواشنطن بأن حماس تستولي على المساعدات وتحولها لصالح جناحها العسكري، وهي المزاعم التي استخدمت مرارًا لتبرير تقليص كميات المساعدات الإنسانية المرسلة إلى غزة.
ويأتي هذا الإقرار بعد أسابيع من تقارير إعلامية حول فساد في آلية إدخال المساعدات من جانب إسرائيل، واتهامات من جهات دولية بأن إسرائيل تعيق دخول المساعدات بشكل متعمد كوسيلة ضغط على المدنيين في غزة.
والجمعة، قالت شبكة "سي إن إن"، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تجد أية أدلة بشأن مزاعم سرقة حركة حماس للمساعدات الإنسانية في غزة.
وأشارت الشبكة الإخبارية، إلى أن هذه المعطيات تفند اتهامات وزارة الخارجية الأمريكية لحركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية.
وأردفت أن الخارجية الأمريكية استخدمت هذه الاتهامات كمبرر لدعم "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أيضا من إسرائيل، والتي توصف بأنها "مؤسسة خاصة مثيرة للجدل".
وكان مسؤولون في إدارة ترامب قد ادّعوا مرارًا أن حماس تستولي على المساعدات الإنسانية التي تُنقل إلى غزة.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا.
وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
واستفحلت المجاعة مؤخرا داخل القطاع، وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلا عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي.
والثلاثاء، حذر برنامج الأغذية العالمي، أن ثلث فلسطيني غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.