
حسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"..
أعلن الأردن، الأحد، تنفيذ 3 عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية والغذائية على قطاع غزة، إحداها بالتعاون مع دولة الإمارات، في ظل جريمة المجاعة وحرب الإبادة المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في القطاع.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن الإنزالات جرت بواسطة طائرات من طراز"C130" تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني والقوات الجوية الإماراتية، وكانت محملة بـ25 طنا من المساعدات الغذائية والاحتياجات الإنسانية.
وأوضحت الوكالة أن هذه الخطوة "تأتي ضمن الجهود الأردنية المتواصلة، بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة وشركاء من منظمات إنسانية، وبتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية ودعم أهالي القطاع في مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب".
وأكدت أن "الإنزالات الجوية تمثل بابا إضافيا لإيصال المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها برا، لكنها ليست بديلا عن المساعدات البرية، التي تبقى الوسيلة الأكثر فعالية وأولوية لإغاثة غزة".
وأوضحت الوكالة أن القوات المسلحة الأردنية "سيرت 181 قافلة برية تضم 7932 شاحنة مساعدات منذ بدء الحرب، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية وبرنامج الغذاء العالمي والمطبخ المركزي العالمي".
وبحسب "بترا"، بلغ عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية منذ اندلاع الحرب على غزة 127 إنزالا جوياً، إضافة إلى 267 إنزالا بالتعاون مع دول الشقيقة والصديقة.
وفي قطاع غزة، أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، أن عددا من الطائرات ألقت مساعدات بالمناطق الغربية من مدينة خان يونس ومدينة غزة.
انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما مديرة الاعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها الصفحة الرسمية للأونروا على منصة "إكس"، الأحد.
وتأتي تصريحات توما بينما تروج تل أبيب لسماحها بتنفيذ إنزالات جوية محدودة للمساعدات على القطاع الفلسطيني الذي يعاني من مجاعة مستفحلة، بينما تتكدس الشاحنات المحملة بالمساعدات والإغاثات على المعابر البرية التي تغلقها إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار الماضي.
والسبت، اعتبر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو "مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع".
ويأتي ذلك بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، و بدء ما أسماه "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وتتزامن تلك الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.
ومطلع مارس/آذار تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع "حماس" بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار 2025، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، صباح الأحد، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.