
صحيفة "هآرتس" قالت إن الوزراء المشاركين باجتماع الكابينت دُعوا عوضا عن التصويت لمناقشة استعدادات الجيش لاحتلال مدينة غزة، وقضايا أخرى..
كشفت صحيفة عبرية، الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض أن يصوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت"، مساء الأحد، على مقترح صفقة لتبادل الأسرى قدّمه الوسطاء ووافقت عليه حركة حماس، معتبرا أنه "لا داعي للتصويت".
وقبل نحو 10 أيام، أعلنت "حماس" موافقتها على مقترح اتفاق قدمه الوسطاء لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ولكن إسرائيل تمتنع عن إعلان موقفها منه.
بل أعلن نتنياهو في 20 أغسطس/ آب المنقضي، أنه وجّه بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن تؤدي لتدمير القطاع بالكامل وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
وقالت صحيفة "هآرتس": "انعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الأحد للمرة الثانية في أقل من أسبوع، ولكن مرة أخرى، غابت الخطة الجزئية لصفقة الرهائن (الأسرى) التي وافقت عليها حماس عن جدول الأعمال".
وأشارت إلى أنه "خلال الاجتماع، طلب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من نتنياهو إجراء تصويت على الصفقة الجزئية لحذفها من جدول الأعمال، لكن نتنياهو رفض".
وذكرت: "وفقًا لمصادر مطلعة على النقاش، كانت أغلبية مجلس الوزراء، الأحد، مؤيدة لرفض المقترح، لا سيما بعد أن أعلن نتنياهو نفسه أن إسرائيل تسعى الآن إلى صفقة شاملة لا جزئية".
وأضافت: "نتنياهو أبلغ بن غفير أنه لا داعي للتصويت، لأن الأمر غير ذي صلة وغير مطروح للبحث، مضيفًا أنه يجب إسقاط حماس".
وتابعة الصحيفة: "بدلاً من ذلك، دُعي الوزراء لمناقشة استعدادات جيش الدفاع الإسرائيلي لعملية للسيطرة على مدينة غزة، ورد إسرائيل على نوايا مختلف الدول الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) الجاري، وخطط الوزراء للدفع باتجاه ضم الضفة الغربية، وفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، وإخلاء قرية خان الأحمر الفلسطينية (قرب القدس) كردود محتملة".
ومساء الأحد، أفاد موقع "واللا" العبري (خاص)، نقلا عن مصادر خاصة لم يسمّها، أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أبلغ نظيره الأمريكي ماركو روبيو، في مباحثات أجرياها الأربعاء، أن تل أبيب تتحضر لإعلان فرض سيادتها على الضفة الغربية خلال الأشهر المقبلة.
يأتي ذلك قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر الجاري، حيث يُرتقب أن تدفع دول بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا وفنلندا ولوكسمبورغ والبرتغال وسان مارينو نحو الاعتراف بدولة فلسطين، إلى جانب دول أوروبية أخرى سبق أن أعلنت مواقف مشابهة، مثل بريطانيا وفرنسا ومالطا والنرويج.
وفيما يتعلق باحتلال غزة، ذكرت هآرتس أن "جلسة مجلس الوزراء ركزت بشكل أساسي على إمكانية دخول غزة وعلى عرض خطط العمليات من قبل ممثلي الجيش".
وفي 8 أغسطس، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
والجمعة، أعلنت تل أبيب مدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني "منطقة قتال خطيرة"، وبدأت غارات وعمليات نسف واسعة أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين ودمار هائل في المدينة المنكوبة تحت وطأة إبادة مضاعفة.
وفي المقابل، كشفت "هآرتس" أنه "رغم الموقف العلني الحازم، صرّح مسؤول إسرائيلي كبير الأحد، بأن المحادثات مستمرة بنشاط خلف الكواليس"، دون مزيد من التفاصيل.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 63 ألفا و371 قتيلا، و159 ألفا و835 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 332 شخصا بينهم 124طفلا.